16 مبادرة من وزارة الإسكان تثري السوق العقارية في السعودية

TT

16 مبادرة من وزارة الإسكان تثري السوق العقارية في السعودية

نجحت 16 مبادرة وبرنامجاً، أعلنت عنها وزارة الإسكان حتى الآن، في بلورة خدماتها، والتسهيل على الأفراد المتعاملين معها، في الحصول على خدمات تتميز بالسرعة الفائقة، والجودة العالية. وأكدت الوزارة أن مسار برامجها ومبادراتها لم يتوقف عند هذا الحد، وإنما ستواصل إطلاق المزيد منها، حسب ما تراه مناسباً، ويحقق الفائدة للمستفيدين. ولتسهم في تأسيس بيئة عقارية مناسبة، تتنوع فيها الخدمات، التي تعتمد على التقنية الحديثة.
وأشاد المحلل الاقتصادي فضل البوعينين، بنتائج برنامج «إيجار»، وما حققه على الساحة، منذ العمل به على أرض الواقع. وقال: «البرنامج ربط مدفوعات الإيجار بنظام (سداد)، وأعتقد أن لهذا الربط أثراً كبيراً في الالتزام المالي والموثوقية بين المالك والمستأجر، فضلاً عن كونه سينظم عملية الدفع بين الجانبين». وقال: «نجاح هذا البرنامج، يتحقق إذا وجد التعاون التام، بين القطاع المصرفي ومكاتب التأجير المرخصة، التي تبحث في المقام الأول عن الالتزام في دفع الإيجارات في موعدها دون تعثر».
وتابع البوعينين: «البرنامج خفف كثيراً على المستأجرين، وظهر هذا الأمر على المستأجر، الذي يستطيع اليوم أن يخفض مصروفاته بدفع الإيجارات شهرياً بدلاً من سنوياً، والاستفادة من باقي الإيجار في نفقات أسرية أخرى».
وأضاف البوعينين: «من جانب المستثمرين، فإن دفع الإيجار شهرياً سيسهم في خفض التدفقات النقدية عليهم، وربما يُحد ذلك من التوسع في الاستثمارات العقارية مستقبلاً»، موضحاً أن «المتابعة الشهرية والالتزام، قد يشكلان تحدياً للمستثمرين والمكاتب العقارية، إلا أن يكون التحويل مضموناً من قبل البنك، وذلك بخصم الإيجار شهرياً من الراتب الشهري تلقائياً، كما يحدث لأقساط القروض».
من جانبه، رأى الدكتور عبد الله المغلوث، أن برنامج رسوم الأراضي البيضاء، كان بمثابة مبادرة ممتازة، يجني المجتمع ثمارها اليوم، وقال: «هذه الرسوم حاصرت مكتنزي الأراضي البيضاء، الرافضين في التفريط فيها، إلا بأسعار خيالية، تسبب في ارتباك القطاع العقاري في وقت سابق، وارتفاع أسعار المنتجات العقارية»، مضيفاً: «المشهد تغير اليوم كثيراً فيما يخص ملايين الأمتار من الأراضي البيضاء على مستوى السعودية، إذ أصبحت متداولة بأسعار مناسبة، فضلاً عن تأثير الرسوم في دفع مكتنزي الأراضي إلى استغلاها بالتأجير أو البناء عليها، أو بيعها، لتجنب دفع الرسوم عنها».
وتابع المغلوث: «لجنة النظر في مخالفات واعتراضات نظام رسوم الأراضي البيضاء، تبدو حازمة في تفعيل اللائحة التنفيذية، هذا الحزم يظهر أثره في تعزيز الاستفادة من الأراضي البيضاء في عمليات البناء، لحل مشكلة السكن في البلاد، بدليل أنها أصدرت مؤخراً 147 قراراً جديداً على مخالفي النظام، وفرضت غرامات مالية على عدد من ملاك الأراضي البيضاء، الذين خالفوا النظام أو اللائحة، ليصل إجمالي عدد المخالفات التي فرضها البرنامج إلى 279 مخالفة حتى الآن».
وتابع المغلوث: «هناك فائدة متحققة، من وراء هذا البرنامج، سواء تم استغلال الأرض، أو بقيت على حالها»، وقال: «استثمار الأرض بالبيع أو البناء عليها، هو مكسب اجتماعي، والإبقاء عليها دون استغلال فيه مكسب أيضاً، إذ يتم تحصيل رسوم عليها، يُخصص جزء منها لتنفيذ البنية التحتية لبعض المشروعات السكنية، التي تنفذها وتشرف عليها الوزارة».
وتابع: «يكفي أنه تم خلال الفترة الماضية، البدء في تطوير نحو 52 مليون متر مربع، تم فرض الرسوم عليها سابقاً، في الوقت الذي فضل فيه بعض ملاك الأراضي الشراكة مع الوزارة لتنفيذ مشروعات سكنية في الرياض وجدة».
يذكر أن وزارة الإسكان عملت على تعزيز الاستفادة القصوى من برنامجي «رسوم الأراضي البيضاء» و«إيجار»، لحل الكثير من المشكلات التي ظهرت في وقت سابق، ففيما يوفر البرنامج الأول أموالاً لدعم مشروعات الوزارة في توفير السكن للراغبين فيه، ضمن مشروعات الدعم السكني، يخفف البرنامج الثاني الالتزامات المالية على المستأجر. وتضم قائمة مبادرات الوزارة وبرامجها كلاً من «سكني، اتحاد الملاك، إتمام، إسكان، إيجار، الأراضي البيضاء، الإسكان التنموي، البناء المستدام، المعهد العقاري السعودي، برنامج تحفيز تقنية البناء، تحمل ضريبة القيمة المضافة، شراكات، فرز الوحدات، وأخيراً وافي».



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».