أشتية: سنكون قادرين على الخروج من عنق الزجاجة

قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، إن حكومته ستبدأ فوراً في رفع المعاناة عن الفلسطينيين كافة، وأينما وُجدوا، خصوصاً في قطاع غزة.
وأضاف أشتية لدى ترؤسه الجلسة الأولى الرسمية لحكومته أمس: «لدينا خطة متعلقة بالمالية العامة، وبتعزيز صمود الناس، والمنتج الوطني، وبرفع المعاناة عن الأهالي في كل أماكن وجودهم في المجالات كافة، وفي قطاع غزة».
وخاطب أشتية وزراءه: «هناك جدول أعمال مليء أمامنا». وأردف: «سنعمل على تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي، والتي تم التأكيد عليها في اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير».
وأوضح أن الرئيس محمود عباس سيلتقي بوزراء الخارجية العرب في 21 الجاري، لوضع العالم العربي أمام مسؤولياته، فيما يتعلق بشبكة الأمان التي أقرتها جامعة الدول العربية، والأمور المستحقة سياسياً، واقتصادياً، وغيرها.
وكانت حكومة أشتية قد أدت اليمين الدستورية، السبت، أمام الرئيس عباس في مقر الرئاسة في مدينة رام الله في الضفة الغربية، معلنة بذلك انتهاء حقبة يفترض أنها مثَّلت كذلك حركة «حماس» من خلال حكومة التوافق الوطني المنحلة. وأدى رئيس الوزراء الجديد محمد أشتية وهو عضو لجنة مركزية لحركة «فتح» اليمين، ثم تبعه الوزراء الذين بأغلبهم جدد.
ووصل أشتية أمس إلى مقره مشياً على قدميه، في لفتة لاقت استحساناً كبيراً في الشارع الفلسطيني. وغرد الفلسطينيون بصور رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد، آملين في مرحلة مختلفة. وعكس أشتية من خلال ترحيبه بالصحافيين وهو يتمشى، صورة مختلفة عن تلك التي رسمها سلفه رامي الحمد الله، الذي كان يتحرك بمواكب كبيرة ووسط إجراءات أمنية مشددة، وصلت إلى حد وضع بوابات فحص أمنية على باب مكتبه.
ورحل الحمد الله مع جميع وزرائه، باستثناء 5 فضَّل عباس بقاءهم في الحكومة الجديدة.
وقال أشتية إن «الحكومة تأتي في ظروف صعبة ومعقدة؛ لكن مع التفاف أهلنا وشعبنا حول ممثلنا الشرعي والوحيد، منظمة التحرير الفلسطينية، ورأس هذه الشرعية، الرئيس محمود عباس»، مضيفاً: «وبهذا سنكون قادرين على الخروج من عنق الزجاجة».
وتبدأ الحكومة عملها وسط تحديات كثيرة، أبرزها تحقيق الوحدة الوطنية، واستعادة غزة، ومواجهة الأزمة المالية الخانقة التي سببها خصم إسرائيل أموالاً من العوائد الضريبية. وقال أشتية إن وزير المالية شكري بشارة سيشارك في اجتماع المانحين في الثلاثين من الشهر الجاري، لإطلاعهم على الأزمة المالية الكبرى، والحرب المالية التي تشنها الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، مضيفاً: «نحن سنواجه هذا الأمر بما نستطيع».
وأكد أشتية أن حكومته ستتواصل مع المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي واليابان والصين وبقية الأصدقاء في العالم، في سبيل تغطية هذا العجز في الموازنة، كما أعرب عن أمله في أن تفي الدول العربية بالتزاماتها.
وأكد أشتية أنه سيتم تقديم العون والمساعدة «لأبناء شعبنا الذين يتعرضون لإرهاب المستوطنين في مناطق متفرقة من الضفة، وآخرها ما حدث في قرية عوريف جنوب نابلس»، داعياً إلى ضرورة توفير الحماية الشعبية لصد هجمات هؤلاء في المدن والقرى والمخيمات.
وتطرّق إلى تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، التي قال فيها إن ضم الضفة الغربية لا يجحف بعملية السلام، مؤكداً أن كل ما تقوم به الولايات المتحدة وإسرائيل هو مدمر لعملية السلام؛ سواء كان بنقل السفارة إلى القدس، أو بناء المستوطنات. ودان خطط إسرائيلية لبناء 3160 وحدة استيطانية في مستوطنات الضفة، مؤكداً أنه سيتم التباحث حول ذلك مع المجتمع الدولي.
وشدد رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد، على أن الحكومة ستبذل كل جهد ممكن لدعم صمود المقدسيين، مطالباً المجتمع الدولي بالوقوف عند مسؤولياته؛ خصوصاً بعد مصادقة الاحتلال على هدم عشرات المنازل، لإتاحة المجال للتوسع الاستيطاني في سلوان.
وواصل وزراء، أمس، تسلم وزاراتهم من الوزراء الراحلين عن الحكومة.