شميمة بيغوم كانت عضواً في «شرطة الحسبة» التابعة لـ{داعش}

طرأت شهادات جديدة على قصة الطالبة البريطانية السابقة في مدرسة بيثنال غرين في لندن، شميمة بيغوم التي التحقت بـ«داعش» قبل سنوات. حيث نقلت صحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية عن شهود عيان سوريين قولهم إن شميمة بيغوم، كانت تعمل في «شرطة الأخلاق» لـ«داعش»، أو ما يعرف بـ«الحسبة»، وأنها حاولت أيضاً تجنيد فتيات أخريات للانضمام إلى التنظيم الإرهابي. وقالت «صنداي تلغراف» إن بيغوم كانت تتجول حاملة كلاشنيكوف على كتفها، ولقبت بـ«الشرطية القاسية» التي تحاول فرض قوانين التنظيم مثل التقيد بزي النساء.
وكانت بيغوم قالت في مقابلتها الصحافية الأولى إنها لم تشارك في الأعمال الوحشية التي ارتكبها التنظيم، وإنها أمضت وقتها في سوريا فقط زوجة لأحد الانتحاريين. وزعم تقرير حديث أن عروس «داعش» شميمة بيغوم التي زعمت في السابق أنها «لم تكن سوى ربة منزل» كانت في الواقع عضوة فيما يعرف بشرطة «الحسبة» القاسية التي أسسها التنظيم الإرهابي في المناطق الخاضعة لنفوذه. وبحسب «ذا صنداي تلغراف» البريطانية، فقد ذاع صيت بيغوم بوصفها عضوة بالغة القسوة في شرطة «الحسبة»، المعنية بتنفيذ تعليمات التنظيم تحت تهديد السلاح.
وكانت الفتاة التي لم يتعد عمرها حالياً 19 عاماً قد فرت من عائلتها بضواحي لندن في سن الخامسة عشرة للانضمام إلى تنظيم «داعش» الإرهابي وظهرت بمعسكر للاجئين في فبراير (شباط) الماضي بعد فرارها من آخر معاقل التنظيم بصحبة عدد آخر من فتيات «داعش» هرباً من ضغوط قوات التحالف على بقايا التنظيم.
واحتل اسم بيغوم عناوين الصحف الغربية عندما توسلت للعودة إلى المملكة المتحدة رغم إصرارها على أنها غير نادمة على الانضمام إلى التنظيم الإرهابي ومراوغتها في إدانة الاعتداءات التي استهدفت بريطانيا. إثر ذلك قامت السلطات البريطانية بتجريد بيغوم من جنسيتها ومنعتها من العودة إلى المملكة المتحدة، مما دفع عائلتها إلى اللجوء إلى القضاء للسماح بعودتها. وأفادت «الصنداي تلغراف» أن بيغوم صاحت في وجه سيدة سورية بمدينة الرقة لارتدائها حذاء ملوناً، مضيفاً أن «أعضاء التنظيم في مدينة الرقة يعرفونها جيداً». وفي رسالة إلى إحدى المنضمات حديثاً إلى صفوف التنظيم، أرسلت بيغوم تقول: «لا تصدقوا ما يقال عن (دولة الخلافة). كل ما يقال ليس سوى أكاذيب. هنا ستجدن كل ما تريدونه، ونستطيع أيضاً المساعدة في العثور على زوج مناسب لك».
وأفادت صحيفة «ديلي ميل» أن بيغوم كانت أيضاً تساعد في حياكة الأحزمة الناسفة للانتحاريين بطريقة تجعل الحزام ينفجر تلقائياً حال غير الانتحاري رأيه وحاول خلع الحزام عن خصره في اللحظات الأخيرة.
وتوصل المحققون إلى هذه المعلومات من خلال زرع الجواسيس بين عدد من عضوات التنظيم الأخريات اللاتي قدمن من دول أوروبية والمحتجزات حالياً وما أعقب ذلك من تحقيقات. وتصدرت قصة بيغوم عناوين الصحف ووسائل الإعلام بعد الحملة الشهيرة التي نظمتها أسرتها للسماح لها بالعودة إلى بريطانيا، برفقة طفلها المولود حديثاً، الذي لقي حتفه لاحقاً، ثم دُفن في مخيم روج للاجئين في سوريا.
وقالت بيغوم، التي سحبت جنسيتها البريطانية أخيراً، في تصريحات: «غُسل دماغي.
إلى ذلك، وكلت أسرة بيغوم، محامية جديدة لتولي قضية ابنتهم وإعادتها إلى بريطانيا، وقد اشتهرت هذه المحامية بدفاعها عن أشخاص مثيرين للجدل، أشهرهم المتشدد الأردني عمر محمود عثمان المعروف باسم أبو قتادة، الذي وصف في الماضي بأنه «سفير بن لادن في أوروبا».
وبحسب صحيفة «تلغراف» البريطانية، فإن هذه المحامية هي غاريث بيرس (79 عاماً)، أحد أشهر محامي حقوق الإنسان في المملكة المتحدة، التي يصفها الكثيرون بأنها «المحامية المفضلة للمتشددين»، وقد تم توكيلها لتولي قضية شميمة الأسبوع الماضي، بدلاً من المحامي السابق تسنيم أكونجي، وسط جدل حول «الإعانة القانونية» الممنوحة لها من أجل عودتها إلى بريطانيا. وقال أكونجي إن القضية تم تسليمها لغاريث، مشيراً إلى أن الأسرة تقدمت بنجاح للحصول على مساعدات مالية للطعن في قرار وزير الداخلية ساجد جاويد بتجريد شميمة من جنسيتها البريطانية، وعدم السماح لها بالعودة لبريطانيا. وحصدت بيرس شهرتها المدوية في كواليس القضاء البريطاني، من خلال توليها لقضايا مثيرة للجدل، حيث قامت بالدفاع عن كل من المتشدد الأردني عمر محمود عثمان المعروف باسم أبو قتادة، ومعظم بيغ، المعتقل السابق في غوانتانامو، الذي اتُهم بالضلوع في أنشطة إرهابية.