الحكومة الأفغانية: مقتل العشرات من مقاتلي «طالبان»

شهدت الولايات الأفغانية المزيد من الاشتباكات والمعارك بين القوات الحكومية وقوات «طالبان» منذ إعلان «طالبان» عن بدء موسم عملياتها الجديد باسم «الفتح». فقد أعلنت الحكومة الأفغانية مقتل أربعين من مقاتلي «طالبان» وإصابة 12 آخرين في اشتباكات مع قوات الأمن الأفغانية في ولاية قندوز. ونقلت وكالة أنباء خاما برس الأفغانية عن بيان أصدره فيلق بامير 217 التابع للجيش الأفغاني في شمال شرقي البلاد أن ما لا يقل عن 40 من مقاتلي «طالبان» لقوا حتفهم وأصيب 12 آخرون من بينهم قادتهم خلال الاشتباكات التي وقعت في الـ24 ساعة الماضية بمقاطعة قندوز.
وقال قائد الفيلق اللواء نبي الله مرزاي إن هجوم «طالبان» في قندوز تم صده بنشر قوات إضافية ودعم جوي، كما نفذت القوات الجوية غارات جوية في ضواحي مدينة قندوز باستخدام طائرة هجومية خفيفة.
وكانت وكالة خاما بريس، نقلت عن مسؤولين في ولاية بدخشان شمال شرقي أفغانستان أن 25 من قوات «طالبان» قتلوا بينهم أربعة أجانب كانوا يقاتلون في صفوف «طالبان» خلال اشتباكات يوم الأحد.
وذكر فيلق شاهين 209 في بيان أن الاشتباك وقع الليلة الماضية قرب منطقة جورم بالإقليم. وأضاف البيان أن 25 مسلحا، من بينهم أربعة أجانب قُتلوا وأصيب 11 آخرون خلال الاشتباك. وإقليم باداخشان من بين الأقاليم المضطربة نسبيا في شمال شرقي أفغانستان. وينشط مسلحو «طالبان»، وغيرهم ممن ينتمون إلى جماعات أخرى في بعض من مناطقه النائية، حيث غالبا ما يحاولون تنفيذ هجمات ضد الحكومة والمؤسسات الأمنية.
وذكرت مصادر حكومية أن سبعة أطفال قتلوا وأصيب ثمانية أشخاص بجروح يوم الأحد، جراء انفجار قذيفة هاون في ولاية لغمان، شرق أفغانستان. وقال المتحدث باسم الولاية، أسد الله دولت زاي، في تصريحات صحافية، إن 7 أطفال قتلوا نتيجة انفجار قذيفة هاون في بلدة «مهترلام» مركز الولاية، وأضاف أن 8 أشخاص أصيبوا في الانفجار وتم نقلهم إلى المشافي، مبينا أن حالتهم الصحية جيدة. ولفت «دولت زاي» أن ملابسات الحادث قيد التحقيق، لافتاً إلى احتمال أن القذيفة هي من مخلفات حركة طالبان، ولم تنفجر حتى عثور الأطفال عليها. واعترفت المصادر الحكومية في ولاية ساريبول بسقوط قريتين مهمتين بيد قوات «طالبان» فيما قال نقيب الله داقق حاكم مديرية سنغ تشرك في الولاية إن قوات «طالبان» تمكنت من السيطرة الكاملة على قريتي أرتشتو وبازار باشي في المديرية بعد انسحاب القوات الحكومية منهما نحو مركز المديرية، وأضاف نقيب الله أن مركز المديرية تحت حصار قوات «طالبان» التي تتقدم تدريجيا، لعدم سيطرتها على بلدة خاجا سرخ، إثر اندلاع الاشتباكات بين قوات الحكومة وقوات «طالبان» قبل يومين. ولم يعط نقيب الله داقق أي تفاصيل عن خسائر القوات الحكومية في المنطقة، فيما أكدت «طالبان» سيطرة قواتها على القريتين في المديرية. وأضاف داقق أن الخطوط الأمامية للقوات الحكومية لا تبعد أكثر من كيلومتر واحد عن مقرات قيادة المديرية، وأن مركز المديرية آيل للسقوط ما لم تصله مساعدات عسكرية حكومية.
وفي حادث آخر تمكنت قوات «طالبان» من السيطرة على عدد من المراكز الأمنية في منطقة سوغبل في ولاية ساريبول شمال أفغانستان. وأبلغ مصدر أمني وكالة أريانا الرسمية للأنباء أن جنديا على الأقل قتل وجرح اثنا عشر بعد هجوم «طالبان» على المراكز الأمنية. ونقلت الوكالة عن المصدر أن «طالبان» أحرقت مركزين أمنيين وأن اثنين من مقاتلي «طالبان» على الأقل قتلا وجرح ثلاثة آخرون في الهجوم. لكن «طالبان» قالت إن أربعة من الجنود الحكوميين قتلوا في هجوم على المراكز الأمنية.
وفي جنوب أفغانستان أعلن فيلق مايواند في هلمند مقتل قائد اللواء الثالث في الفيلق في كمين نصبته قوات «طالبان». وقال بيان صادر عن فيلق مايواند إن الرائد شير محمد وجنديا آخر قتلا وجرح جنديان آخران معهما بعد تعرضهم لكمين من قوات «طالبان».
وقالت مصادر أمنية حكومية إن مراكز أمنية ومعسكرات للقوات الحكومية في خمس عشرة ولاية في أفغانستان تعرضت لهجمات من قوات «طالبان» بعد الإعلان عن موسم عمليات الحركة الجديد باسم «الفتح»، فقد شهدت العاصمة كابل تعرض مركز شرطة لهجوم من قوات «طالبان»، كما ألقى مسلحون من «طالبان» قنابل على عربات عسكرية مما أدى إلى مقتل جندي على الأقل وإصابة ستة آخرين بجراح. كما قتل ثمانية في هجوم خارج مدينة قندوز فيما جرح 62 آخرون في الاشتباكات بين قوات «طالبان» والقوات الحكومية.
ولقي سبعة من أفراد الجيش الأفغاني مصرعهم في ولاية غور غرب أفغانستان في كمين نصبته لهم قوات «طالبان».
وأسفر الهجوم على مديرية شيرزاد في ولاية ننجرهار شرق أفغانستان الذي استخدمت فيه شاحنة مفخخة عن مقتل وإصابة 200 جندي وشرطي ومسلح من «طالبان» في المديرية حسب قول مسؤولين أمنيين.
إلى ذلك فقد أعلن محرر موقع الدفاع والديمقراطية الأميركي الممول من وزارة الدفاع الأميركية أن «طالبان» تتجه نحو الانتصار في أفغانستان واستعادة الحكم والسيطرة على كامل الأراضي الأفغانية. وقال بيل روجيو مدير الموقع إن المحادثات التي تجريها «طالبان» مع المبعوث الأميركي زلماي خليل زد شجعت «طالبان» على الاعتقاد بأنها قادرة على الانتصار في الصراع الدائر منذ 18 عاما بعد الغزو الأميركي لأفغانستان. وقال روجيو: «لا يبدو أن (طالبان) تنوي مشاركة أي من القوى السياسية في الحكم في أفغانستان».
من جانبه حث المبعوث الأميركي لأفغانستان زلماي خليل زاد «طالبان» على إعلان وقف لإطلاق النار بالقول إنها الطريقة الأقصر لمنع سقوط ضحايا جدد، وإن على قيادة «طالبان» السماح لممثليهم بالقدوم إلى طاولة المفاوضات للاتفاق على وقف لإطلاق النار.