أفيد أمس بـ«تخفيف» القوات الروسية لوجودها في تل رفعت ضمن تفاهمات بين موسكو وأنقرة بعد قمة الرئيسين؛ الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان، وسط أنباء عن توتر ميداني بين موالين لدمشق وطهران من جهة وموالين لموسكو من جهة ثانية شمال حلب.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن «القوات الروسية التي تعمل على إيجاد تمثيل عسكري لها في منطقة ريف حلب الشمالي وريف حلب الشمالي الشرقي، لم تنسحب من المنطقة، وإنما تعمدت تخفيف أسلحتها الثقيلة في المنطقة ذاتها، بعد توتر وخلافات ظهرت بين الجانب الروسي وجانبي النظام وإيران، عقب رد قوات من النظام على القصف التركي لمنطقة تل رفعت ومحيطها من قرى ومناطق المالكية وشوارغة ومحيطهما في الريف الشمالي لحلب، وسقط عدد من هذه القذائف على مناطق بالقرب من القواعد الروسية العاملة في شمال حلب، ما اعتبر تهديداً جدياً من قبلها للقوات الروسية، خصوصاً في أعقاب ما شهدته المنطقة من تحشيد لقوات النظام، تمثل في جلب مزيد من الأسلحة الثقيلة إلى المنطقة».
كما علم «المرصد السوري» أن بعض النقاط الروسية شهدت عمليات دمج لقواتها مع قوات النظام، خصوصاً عناصر «قوات النمر» التابعة للعميد سهيل الحسن المقرب من روسيا، والمدعوم منها، في وقت نفذت فيه القوات الروسية خلال الساعات الـ72 الأخيرة دوريات في منطقة تل رفعت تأكيداً منها على تواجدها في المنطقة.
وأشار إلى تكهنات باتفاق بوتين - إردوغان، حول مصير مدينة تل رفعت، الذي يقضي بتسليم المدينة مقابل مناطق في إدلب، وهو ما تعتبره إيران وبعض أطراف النظام والقوات الكردية المتواجدة في المنطقة «خطراً وتهديداً جدياً على مدينة حلب وكذلك بلدتي نبل والزهراء ومناطق سيطرة الأخيرة في الشمال الحلبي»، في وقت لم تقدم فيه أي من الأطراف العاملة في المنطقة، أي ضمانات بعدم استهداف الآليات العسكرية التركية في حال تسيير روسيا وتركيا الدوريات المشتركة في المنطقة على غرار منطقة إدلب.
وسجل «المرصد» شريطاً مصوراً يظهر مواقع للقوات الروسية في ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي، حيث أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن قاعدة «مطحنة الفيصل» في قرية كشتعار تمثل إحدى القواعد الأساسية للروس، التي لا تزال تحافظ على مهامها في التنسيق مع قوات النظام والقوات الكردية المنتشرة في المنطقة، فيما تتواجد إلى جانبها نقاط للروس في قرى الوحشية ودير جمال في ريف حلب الشمالي وقرية النيربية في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وقال: «لم تعد هناك نقاط تواجد للقوات الروسية التي انسحبت منها في 28 مارس (آذار) 2018»، لافتاً إلى وجود ما لا يقل عن 30 ألفاً من مهجري مدينة عفرين الذين نزحوا من مناطقهم بعد الحرب التركية على المنطقة، إضافة إلى وجود ما لا يقل عن 150 ألفاً آخرين في قرى ريف حلب الشمالي.
وجرت اشتباكات بين فصائل «درع الفرات» الموالية لتركيا من جهة والمسلحين المتواجدين في مناطق انتشار القوات الكردية وقوات النظام من جهة أخرى، وذلك عند محور الشيخ عيسى غرب بلدة مارع ومحيط كلجبرين في الريف الشمالي من حلب، حيث شهد المحور قصفاً متبادلاً بين الطرفين بالإضافة لاستخدام الأسلحة الثقيلة في الاشتباكات.
روسيا «تخفف» وجودها في تل رفعت
روسيا «تخفف» وجودها في تل رفعت
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة