المغرب: «ملتقى مكناس الدولي للفلاحة» يبحث إشكاليات التشغيل في القرى

تنطلق فعالياته اليوم... وسويسرا ضيف شرف

المغرب: «ملتقى مكناس الدولي للفلاحة» يبحث إشكاليات التشغيل في القرى
TT

المغرب: «ملتقى مكناس الدولي للفلاحة» يبحث إشكاليات التشغيل في القرى

المغرب: «ملتقى مكناس الدولي للفلاحة» يبحث إشكاليات التشغيل في القرى

تبدأ اليوم الثلاثاء فعاليات الدورة الـ14 لـ«الملتقى الدولي للفلاحة» في مكناس المغربية (شمال شرقي الرباط) بمشاركة 1500 عارض من 61 دولة. وستتركز أشغال دورة هذه السنة على إشكاليات التشغيل وريادة الأعمال والتحول الرقمي في العالم القروي.
وعلى مدى الأيام الخمسة المقبلة ستتمحور أشغال الملتقى العلمي الموازي للمعرض حول تشخيص تجارب المغرب وكثير من الدول المشاركة من أوروبا وأفريقيا في مجال التشغيل بالقرى.
ويتضمن برنامج الملتقى العلمي أكثر من 30 ندوة، ويضم زهاء 120 متحدثاً؛ بينهم وزراء وسفراء ومسؤولون كبار وأكاديميون وخبراء ورجال أعمال. كما ستوقع خلاله العشرات من اتفاقيات التعاون بين المغرب والدول المشاركة، بينها 20 اتفاقية مع سويسرا التي تحل هذه السنة ضيف شرف على الملتقى.
وتشغل الفلاحة 35 في المائة من العمالة بالمغرب، محتلة بذلك المرتبة الثانية بعد قطاع الخدمات الذي يشغل 42 في المائة من العمالة، ومتفوقة على الصناعة التي تشغل 12 في المائة، وقطاع البناء والأشغال الذي يشغل 8 في المائة من العمالة، حسب إحصاءات المندوبية السامية للتخطيط لسنة 2018.
كما يعدّ الوسط القروي أقل بطالة من الوسط الحضري في المغرب؛ إذ بلغ معدل البطالة في الوسط القروي بالمغرب 3.5 في المائة، مقابل 14 في المائة بالوسط الحضري. وترتفع أيضاً نسبة التشغيل وسط النساء والشباب في الوسط القروي؛ إذ تصل نسبة النشاط وسط النساء القرويات 30 في المائة، مقابل 18 في المائة وسط النساء الحضريات.
غير أن هذه الأرقام تخفي جوانب مظلمة من واقع التشغيل في العالم القروي، والذي يتسم بالهشاشة المفرطة مقارنة مع العمل في المدن.
وتشير الإحصاءات التي نشرتها المندوبية السامية للتخطيط إلى أن 80 في المائة من العمال الزراعيين في المغرب لا يتوفرون على عقود عمل، وأن أقل من واحد في المائة مع العمال الزراعيين بالبلاد مؤطرين نقابياً، وأقل من 10 في المائة منهم يستفيدون من التغطية الصحية، إضافة إلى ضعف التأهيل المهني؛ إذ إن 82 في المائة من العمال الفلاحيين لا يتوفرون على أي شهادات دراسية، وغالبيتهم يمارسون عملاً يدوياً، إضافة إلى عدم استمرارية الشغل طوال أيام السنة بسبب طبيعة العمل الزراعي.
ويقدر عدد السكان النشطين في القرى، حسب مندوبية التخطيط، بنحو 9.5 مليون شخص، مقابل نحو 16 مليون شخص في المدن. غير أن هذا العدد أصبح مهدداً بالانخفاض تحت وطأة إغراءات الهجرة القروية التي ازدادت مع انتشار وسائل الاتصال في العالم القروي، ودور محتوياتها في كشف الهوة بين أسلوب عيش شباب المدن ونظرائهم في القرى.
في هذا السياق، وجّه العاهل المغربي الملك محمد السادس في خطاب افتتاح البرلمان خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بالعمل على مشروع وطني جديد يستهدف انبثاق طبقة وسطى فلاحية على غرار مثيلتها في الوسط الحضري.
في الاتجاه ذاته، يسعى البرنامج العلمي لـ«الملتقى الدولي للفلاحة» إلى أن يشكل محطة بارزة هذه السنة في سياق بلورة هذا المشروع التنموي الجديد، من خلال التركيز على تشخيص الوضع واستكشاف التجارب الدولية الرائدة، خصوصاً في هولندا وسويسرا وفرنسا وألمانيا، التي ستعرف كل واحدة منها تنظيم يوم دراسي خاص خلال الملتقى حول تجربتها في مجال التنمية المستدامة والتشغيل في القرى. كما سيشهد الملتقى مناقشة وتقييم السياسات المغربية في مجال التشغيل بشكل عام والتشغيل القروي بشكل خاص. إضافة إلى ذلك، سينظم خلال الملتقى كثير من الأنشطة التي تستهدف مواكبة المستثمرين في المجال الفلاحي بالمغرب وربط الاتصال بين رجال الأعمال والشركات المشاركة، ومنتدى للشباب حاملي المشاريع. وستعرض أيضاً في الملتقى نتائج البحث الزراعي والبيطري للجامعات والمعاهد المغربية.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».