لم تدم صدارة النصر لدوري المحترفين السعودي سوى جولتين، حتى اعترض الاتحاد طريقه، مقدما هدية لا تنسى للهلال الذي استعادها سريعا وبفارق نقطتين عن منافسه الأقرب والأقوى، لتمنح الجولة الـ27 من الدوري لقب «الأكثر إثارة»، ليس لما شهدته من مواجهات ساخنة بين أقوى أندية الدوري، بل للنتائج التي أثرت بشكل قوي على مراكز الفرق في المقدمة وكذلك الوسط والمؤخرة.
وتبعثرت المراتب بين الأندية المتصارعة للهروب من شبح الهبوط، وعزز الاتحاد بنقاط النصر الثمينة حظوظ البقاء بين الأندية الكبيرة والاقتراب من مراكز الوسط.
وكانت الصدارة عادت من جديد للهلال الذي خسرها في الجولة الـ25 حينما سقط أمام النصر في «ديربي» العاصمة الرياض، غير أن الفريق الأزرق سرعان ما استعاد توازنه وتجاوز الحزم والأهلي، ووصل للنقطة 63 ليقدم له الاتحاد هدية ثمينة بعدما جمد رصيد النصر عند 61 نقطة، وعلى الرغم من فارق الطموحات بين الأندية الباحثة عن تحقيق اللقب، أو المشاركة في دوري أبطال آسيا في النسخة القادمة، والصراع على المراكز الأربعة الأولى، فإن أندية المؤخرة فجرت مفاجآت من العيار الثقيل، وكان لها دور بارز في بعثرت الأوراق وتعطيل أندية المقدمة.
وجاء تعادل أحد مع الهلال في الجولة الـ24 كأبرز المفاجآت في الدوري السعودي للمحترفين، والأول تأكد هبوطه لدوري الدرجة الأولى مؤخراً، كما تعثر الهلال بالتعادل مع الوحدة في الجولة الـ23، وهو ما قرب النصر منه كثيراً، وكادت مواجهة الحزم أن تفلت من الهلاليين بيد أن الحظ وقف بجانب الفريق العاصمي في الوقت بدل الضائع ومنحهم هدف سوريانو النقاط الثلاث، وفجر الرائد الباحث عن طوق النجاة للابتعاد عن دائرة الخطر مفاجأة بعدما دك حصون الأهلي بخماسية على أرض الأخير وبين جماهيره، وحرم الأهلي من المركز الرابع الذي كان قريباً منه.
ونجح الفيحاء صاحب المركز قبل الأخير في الجولة الـ26 في الإطاحة بالتعاون الباحث عن المركز الثالث، وتقدم الفيحاء على سلم الترتيب وجدد آمال البقاء في دوري الأقوياء، وتحين الاتحاد الفرصة المناسبة للعودة من الباب الواسع، وأكد أن الأندية الكبيرة مهما تكالبت عليها الظروف إلا أنها لا تسقط بسهولة.
وانحصرت المنافسة على بطولة الدوري بين الهلال المتصدر بـ63 والنصر وصيفه بـ61، وينتظر الهلال 3 مواجهات بداية بالتعاون والاتفاق وأخيراً أمام الشباب، فيما سيواجه النصر الفتح والحزم والباطن، وعلى الجانب الفني تبقى مواجهات النصر أسهل بكثير من مواجهات الهلال الذي سيصطدم بالتعاون الباحث عن مقعد آسيوي وكذلك هو الشباب صاحب المركز الثالث، وعلى الرغم من تباين المستويات والفوارق الفنية بين النصر والأندية التي سيواجهها في الجولات الثلاث القادمة، فإنه سيواجه صعوبات كون الحزم والباطن من الأندية المهددة بالهبوط.
ويحتدم الصراع على المقعد الآسيوي المؤكد لصاحب المركز الثالث بين 3 أندية، حيث يمتلك الشباب 50 نقطة، والتعاون 49 نقطة، فيما يمتلك الأهلي 46 نقطة، وستتضح الصورة كثيراً في الجولة ما قبل الأخيرة عندما يصطدم التعاون بالشباب، حيث سيتأكد بشكل كبير الفريق المتأهل لدوري الأبطال قبل الجولة الأخيرة، فيما ينتظر الأهلي مواجهات صعبة وسيلاقي الوحدة والفيصلي والاتفاق، والشباب والتعاون سيواجهان الهلال متصدر الترتيب، في الجولتين الأخيرتين.
وتأكد هبوط أحد لدوري الدرجة الأولى بخسارته من الفيحاء في الجولة الأخيرة وتوقف رصيده النقطي عند 15 نقطة، كأول المغادرين لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، قبل نهاية الدوري بـ3 جولات، وكان أحد قد تذيل الترتيب في الموسم الماضي بفارق كبير بينه وبين الرائد صاحب المركز الـ13، قبل أن يعلن عن زيادة عدد أندية الدوري السعودي للمحترفين، ويخوض أحد والرائد مواجهة فاصلة مع صاحبي المركزين الثالث والرابع في دوري الأولى لتحديد صعودهما أو بقاء أحد والرائد، ونجح الأول في تجاوز الطائي ذهاباً وإياباً، وكذلك هو الحال للرائد الذي تفوق على الكوكب في المباراتين.
واشتعل الصراع، ووصلت الإثارة ذروتها في قاع الترتيب بين 7 أندية تبحث عن طوق النجاة، وإن كان الباطن الأقرب للعودة من جديد لدوري الدرجة الأولى بعد 3 مواسم قضاها بين الكبار، حيث يمتلك 22 نقطة، وتنتظره مباريات في غاية الصعوبة، من بينها مواجهة مع النصر في ختام المسابقة، ويأتي القادسية أبرز الأندية المهددة بالهبوط، حيث لم يستطع جمع سوى 27 نقطة ويحتل المركز الـ14، فيما تبقى بطاقة لعب مواجهة فاصلة مع رابع دوري الدرجة الأولى لتحديد الهابط والصاعد، بين الفيحاء 28 نقطة والاتحاد 28 نقطة والحزم 30 نقطة، والرائد 31 نقطة.
وفي جانب آخر، يغرد المغربي عبد الرزاق حمد الله وحيداً خارج السرب، ويتربع على صدارة الهدافين بـ27 هدفا، حيث لم يغب المغربي في المباريات العشر الأخيرة عن التسجيل، حتى ابتعد عن أقرب مطارديه الكاميروني تاوامبا مهاجم التعاون الذي يمتلك 19 هدفا، وهو نفس الرصيد للفرنسي غوميز مهاجم الهلال الذي تراجع أداؤه بشكل لافت في الجولات الخمس الأخيرة وهو ما أفقده صدارة الهدافين، ومع غيابه عن التسجيل خسر فريقه 7 نقاط بالتعادل مع أحد والوحدة والخسارة من النصر، حيث لم يستطع هز الشباب في هذه المباريات، قبل أن يعود من جديد في مباراة الحزم ويعدل النتيجة بهدفين على التوالي.
وعلى الرغم من تقطع مشاركات السوري عمر السومة مهاجم الأهلي بسبب الإصابة فإنه ظل منافساً على المراكز الأولى في قائمة الهدافين، ويمتلك السوري 16 هدفا، من بينها «هاتريك» في مرمى الهلال متصدر الترتيب في القسم الأول من الدوري، وهو اللاعب الوحيد الذي يحرز هذا الرقم في شباك الهلال في مباراة واحدة، ويمتلك زميله بالفريق ديغانيني نفس الرصيد من الأهداف، وكان لاعب الرأس الأخضر مرشحا لكسر حاجز الـ20 هدفا لولا الإصابات التي تعرض لها في القسم الأول وبداية القسم الثاني من الدوري.
ولا ينافس الخماسي الأجنبي على صدارة الهدافين سوى عبد الفتاح آدم مهاجم التعاون بـ12 هدفاً، وفهد المولد مهاجم الاتحاد بـ11، وهو نفس الرصيد الذي يمتلكه صالح الشهري مهاجم الرائد، بينما يمتلك محمد الصيعري مهاجم الحزم 10 أهداف من بينها 8 أهداف في الدور الأول، وغاب الصيعري في مراحل الحسم عن التسجيل، ولم يستطع زيارة الشباك سوى في مناسبتين في القسم الثاني من الدوري.
جولة عاصفة تشعل حسابات الصدارة والهبوط في دوري المحترفين السعودي
قمتا «الدرة» و«الجوهرة» بعثرتا حسابات الفرق قبل 3 جولات من الحسم
جولة عاصفة تشعل حسابات الصدارة والهبوط في دوري المحترفين السعودي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة