لجنة برلمانية مصرية للسماح ببقاء السيسي رئيساً حتى 2030

TT

لجنة برلمانية مصرية للسماح ببقاء السيسي رئيساً حتى 2030

أظهرت الصياغة المرتقبة للجنة الشؤون التشريعية في البرلمان المصري بشأن تعديل مواد في دستور البلاد، اتجاهاً للسماح ببقاء الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي في السلطة حتى عام 2030، مقلصة بذلك مقترحاً أولياً أقره البرلمان قبل شهرين من ائتلاف الأغلبية «دعم مصر» كان يقضي باستمرار الرئيس حتى 2034.
وناقشت لجنة «الشؤون التشريعية والدستورية»، الصياغة النهائية لمقترحات التعديلات التي وافق عليها أعضاء البرلمان، مبدئياً، بالأغلبية في فبراير (شباط) الماضي.
وجاءت الصيغة النهائية للمادة الانتقالية المتعلقة بوضع الرئيس الحالي على النحو التالي: «تنتهي مدة رئيس الجمهورية الحالي بانقضاء ست سنوات من تاريخ إعلان انتخابه رئيسا للجمهورية (2018)، ويجوز إعادة انتخابه لمرة ثانية (فترة مدتها 6 سنوات وفق تعديل لمادة أخرى)».
ومن المقرر أن يصوت البرلمان، غداً (الثلاثاء) بشكل نهائي على تعديل مواد الدستور، التي تتضمن مواد عدة تتعلق بنسبة تمثيل المرأة في البرلمان، ومهمة القوات المسلحة، وطريقة اختيار رؤساء الهيئات القضائية، وتعيين النائب العام.
وكانت مسألة إطالة أمد حكم السيسي محل اهتمام مصري ودولي، وظلت مادة للجدل بمجلس النواب حتى قرب نهاية نفاد المهلة القانونية لصياغة التعديلات الدستورية، أول من أمس، وتقدم بعض النواب بلجنة الشؤون التشريعية بمقترحات تقضي بمنح الرئيس 4 سنوات إضافية في السلطة بأثر رجعي عن كل فترة انتخب لها، مقابل عدم وضع نص انتقالي، وكذلك تلقى الرئيس الأميركي دونالد ترمب سؤالاً من صحافيين أثناء قمة جمعته بنظيره المصري السيسي، في واشنطن، الأسبوع الماضي، بشأن ما إذا كان يدعم ذلك الاتجاه لبقاء الرئيس المصري في السلطة حتى عام 2034، ورد الرئيس الأميركي، بأنه لا يعرف عن تلك المساعي (البقاء في السلطة)، وأردف: «لكنه (السيسي) يقوم بعمل عظيم».
ووافقت «تشريعية النواب» على مقترح التعديل في المادة 102 من الدستور، فيما يخص نسبة تمثيل المرأة في البرلمان بنسبة 25 في المائة، حيث وافق 41 نائباً من اللجنة التشريعية واعترض 6 أعضاء، وينص التعديل على أن «يشكل مجلس النواب من عدد لا يقل عن أربعمائة وخمسين عضواً، ينتخبون بالاقتراع العام السري المباشر، على أن يخصص بما لا يقل عن ربع عدد المقاعد على الأقل للمرأة».
كما جاء في التعديلات أنه «لرئيس الجمهورية أن يعين نائباً له أو أكثر، ويحدد اختصاصاتهم، ويعفيهم من مناصبهم، وأن يقبل استقالاتهم».
وقال رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبد العال، أمس، إن «المجلس سيصوت نهائياً غداً (الثلاثاء) على تقرير لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بشأن التعديلات الدستورية المقترحة».
وأوضح عبد العال أن «لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية انتهت من التقرير النهائي حول التعديلات الدستورية»، مشيراً إلى أن «المجلس سيعقد 3 جلسات عامة مهمة (الثلاثاء) لدراسة ومناقشة التعديلات الدستورية الواردة في تقرير اللجنة».
ولفت عبد العال إلى أن الجلسة العامة الأولى «ستتضمن الاستماع لكل الآراء، بينما سيتم تخصيص الجلسة الثانية للنقاش، قبل أخذ التصويت النهائي على التعديلات الدستورية في الجلسة الثالثة في اليوم نفسه». وتعهد بـ«إتاحة الوقت المناسب للاستماع لكل الآراء قبل أخذ التصويت النهائي، تمهيداً لعرض التعديلات الدستورية للاستفتاء على الشعب للتعبير عن رأيه».
وحث رئيس مجلس النواب المواطنين على المشاركة في الاستفتاء وأداء واجبهم الانتخابي، قائلاً: «كل مواطن لا بد أن يسعى لإعمال هذا الحق، سواء كان موافقاً أو معارضاً».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».