المغرب: انفراج في قضية الأساتذة المتعاقدين

TT

المغرب: انفراج في قضية الأساتذة المتعاقدين

بعد أسابيع طويلة من الإضراب والاحتجاجات التي نفذها الأساتذة المتعاقدون المغاربة للمطالبة بإلغاء نظام التعاقد، وإدماجهم في الوظيفة العمومية، توصلت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي إلى اتفاق أولي مع الأساتذة المتعاقدين، أول من أمس، من أجل تعليق الإضراب، حيث يرتقب أن يلتحق الأساتذة المتعاقدون بأقسام التدريس اليوم (الاثنين).
ويأتي الاتفاق لينهي مؤقتاً التوتر الذي عاشته البلاد بسبب تواصل إضراب 70 ألف أستاذ متعاقد عن العمل لأزيد من 4 أسابيع متواصلة؛ الأمر الذي أدى إلى إرباك السير العادي للدراسة في عدد من المؤسسات التعليمية بمختلف المدن المغربية.
وأعلنت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي المغربية، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، توقيف «جميع الإجراءات الإدارية والقانونية المتخذة في حق بعض الأساتذة أطر الأكاديميات، وصرف الأجور الموقوفة، وكذا إعادة دراسة وضعية الأساتذة الموقوفين».
وأشارت الوزارة إلى أن اللقاء الذي غاب عنه الوزير سعيد أمزازي، جراء «التزامات لديه خارج الرباط»، عرف «نقاشاً جاداً مسؤولاً بين جميع الأطراف، تم الاتفاق فيه على تأجيل اجتياز امتحان التأهيل المهني إلى وقت لاحق، لإعطاء الأساتذة أطر الأكاديميات فرصة للتحضير الجيد لهذا الامتحان». كما اتفقت الوزارة مع ممثلي الأساتذة المتعاقدين، والكتاب العامين للنقابات التعليمية الأكثر تمثيلية، على مواصلة الحوار حول الملف في شموليته، وحددت الأطراف المعنية بالملف الثلاثاء 23 أبريل (نيسان) الجاري موعداً للاجتماع المقبل.
ومن جهتها، أعلنت التنسيقية الوطنية للأساتذة المتعاقدين، في بيان أصدرته عقب مشاورات بين أعضائها «تعليق الإضراب إلى حين النظر في مخرجات اللقاء الثاني المزمع عقده يوم 23 أبريل الجاري». وأضافت التنسيقية أنها ستخوض «إضراباً وطنياً يوم 25 أبريل، وعقد تجمعات عامة إقليمية، لمدارسة مخرجات حوار يوم 23 أبريل المرتقب مع الوزارة»، وأكدت أنها من باب «المسؤولية، واستحضار مصلحة التلاميذ والوطن، والنفس الإيجابي الذي ساد جو الجلسة الأولى، فإنه تقرر تعليق الإضراب إلى حين النظر في مخرجات حوار يوم 23 أبريل، وإعطاء الوقت الكافي للوزارة الوصية لحل الملف نهائياً».

كما شددت التنسيقية على مواصلة النضال حتى «تحقيق جميع المطالب، المتمثلة أساساً في إسقاط مخطط التعاقد، وإدماج جميع الأساتذة في النظام الأساسي لوزارة التربية الوطنية»، وذلك في إشارة إلى تمسكها بموقفها الرافض للتعاقد، وتلويحاً ضمنياً بالعودة إلى الشارع، في حال عدم الاستجابة لمطالبها.
ووجهت التنسيقية الوطنية للأساتذة المتعاقدين بمجهودات المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والمرصد الوطني للتربية والتكوين والنقابات التعليمية، وما سمتها «المساهمة الإيجابية لعقد جلسة حوار أولي»، حيث يرتقب أن تكون قد نظمت مساء أمس لقاءً صحافياً حول الموضوع.
ومن جهتها، اعتبرت النقابات الخمس، أمس، أن حل ملف الأساتذة «يتم عبر الإدماج بالوظيفة العمومية، وأن المدخل الحقيقي رهين بمعالجة تشاركية لطبيعة المرفق العمومي (التعليم العمومي) الذي نسعى لبنائه، وحل كل الملفات العالقة للأسرة التعليمية».
وسجل التنسيق النقابي الذي يضم النقابات التعليمية الخمس (النقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والجامعة الحرة للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين، والنقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل، والجامعة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، والجامعة الوطنية للتعليم «التوجه الديمقراطي»، المنشقة عن الاتحاد المغربي للشغل)، في بيان له، أن الاجتماع الذي سيجمعها مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي اليوم «فرصة للحسم النهائي بكل الملفات، بما فيها النظام الأساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.