«العدالة والتنمية» المغربي يحسم بشأن ممثليه في مجلس النواب

أبعد النائبة المثيرة للجدل أمينة ماء العينين عن عضويته

TT

«العدالة والتنمية» المغربي يحسم بشأن ممثليه في مجلس النواب

حسمت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية المغربي، متزعم الائتلاف الحكومي، في لائحة مرشحيه لتمثيل فريقه النيابي في هياكل مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، في اجتماع عقدته أول من أمس، حيث خلت اللائحة من اسم النائبة أمينة ماء العينين، التي كانت تشغل مهمة النائب السابع لرئيس مجلس النواب، في النصف الأول من الولاية التشريعية الجارية.
ووجه أعضاء الفريق النيابي للحزب الأول في مجلس النواب ضربة موجعة للنائبة ماء العينين، بعدما لم يتم التصويت عليها ضمن الأسماء الثلاثة التي اقترحها نواب الحزب على الأمانة العامة التي تختار اسماً واحداً لكل منصب، وذلك بسبب الضجة التي أثيرت حول قضية الصور التي ظهرت فيها النائبة المثيرة للجدل من دون حجاب في العاصمة الفرنسية باريس.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية في حزب العدالة والتنمية، أن الأمانة العامة للحزب التي اختارت ترشيح النائبة مريمة بوجمعة، عضوة الأمانة العامة للحزب، لمنصب النائب السابع لرئيس مجلس النواب، لم تحترم الترتيب الذي اقترحه نواب الحزب عليها لشغل المنصب. وأضافت المصادر أن النائبة البرلمانية بثينة قروري، زوجة القيادي عبد العلي حامي الدين، المحسوبة على تيار الأمين العام السابق عبد الإله ابن كيران، هي التي تصدرت الأسماء الثلاثة المرشحة لتعويض ماء العينين، وبفارق كبير عن النائبة بوجمعة التي وقع اختيار الأمانة العامة عليها، وهو ما عده البعض انتقاماً من قروري بسبب مواقفها المؤيدة لابن كيران.
ووفق ذات المعطيات، فإن ترشيح نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سليمان العمراني، لمنصب النائب الأول لرئيس مجلس النواب، لم يتم فيه أيضاً احترام ترتيب اللائحة التي اقترحها الفريق النيابي على أمانة الحزب، حيث رشح نواب الحزب عبد الله بوانو، على رأس القائمة متبوعاً بعبد العزيز العماري، عمدة مدينة الدار البيضاء، الذي كان يشغل هذا المنصب في النصف الأول للولاية التشريعية الجارية.
وأفادت المعطيات بأن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، احترمت رغبة نوابها في تأكيد إدريس الأزمي الإدريسي رئيساً للفريق النيابي بمجلس النواب، وخالد البوقرعي، محاسباً للمجلس، كما أبقت على النائبة عزوها العراك، أمينة للمجلس.
ويرتقب أن تحيي اختيارات الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية لمرشحيها لشغل المناصب المخصصة للحزب في هياكل مجلس النواب، من جديد الخلاف بين التيارين المختلفين داخل الحزب، حيث لا يتردد «تيار الاستوزار» المؤيد لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني، في «تصفية» حساباته مع الأسماء التي دافعت بشدة عن الولاية الثالثة لعبد الإله ابن كيران على رأس الحزب، إبان الخلافات التي تفجرت داخله عقب إعفائه من تشكيل الحكومة بعد المفاوضات الشاقة التي دامت ستة أشهر وتعذر عليه فيها جمع الغالبية، عقب الانتخابات التشريعية لعام 2016.
وقال العمراني في تصريح للموقع الرسمي لحزبه، إن ترشيحات الأمانة العامة جاءت في مجملها «متناغمة ومنسجمة مع ترشيحات الفريق في البداية»، مؤكداً أن الحدث يمثل «فصلاً جديداً من فصول إعمال الديمقراطية الداخلية في حزب العدالة والتنمية والممارسة الديمقراطية التي ينبغي أن نطورها ونبقى أوفياء لها».
وبدا لافتاً تأكيد العمراني أن إجماع الأمانة العامة على استمرار إدريس الأزمي الإدريسي رئيساً للفريق النيابي، لقاء ما قام به من «أدوار مهمة في رئاسة الفريق البرلماني خلال النصف الأول للولاية التشريعية الحالية، وقاد باقتدار رئاسة الفريق وفي مختلف المواقع والمواقف، وهو أهل لكل الثقة»، وذلك في إشادة واضحة بالأزمي الذي يشغل منصب رئيس المجلس الوطني للحزب (برلمان الحزب).



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.