تظاهر المئات من اللاجئين السودانيين في تل أبيب، مساء أمس الأحد، وكذلك في مساء السبت، تضامنا مع المظاهرات الشعبية التي تنادي بإسقاط النظام في الخرطوم. ولكن عندما سألهم الإسرائيليون إذا كانوا ينوون العودة إلى بلادهم، ردوا بغضب رافضين الفكرة، على الأقل في هذه المرحلة.
وقد اختار السودانيون التظاهر في جنوب تل أبيب، حيث سبق وتظاهروا عدة مرات ضد مخطط ترحيلهم عن إسرائيل، الذي وضعته حكومة اليمين برئاسة بنيامين نتنياهو. فرفعوا أعلام السودان وشعارات باللغات العربية والعبرية والإنجليزية، تؤكد تضامنهم مع أبناء شعبهم في نضالهم لتغيير النظام وفرحتهم بنجاح هذه المعركة والإطاحة بالبشير.
وقال أحد المنظمين، منعم هارون (29 عاما)، ابن إقليم دارفور، إن «هذه المظاهرات تأتي لدعم شعبنا في السودان الذي خرج عن بكرة أبيه من كل القبائل ومن جميع أنحاء البلاد، ليعبر عن رغبته الجامحة في نظام حكم مدني وديمقراطي. فنحن جزء من هذا الشعب. وطموحنا في الديمقراطية الغائبة عن السودان منذ 60 عاما هو جزء من الطموح العام لشعب السودان. وفرحنا بسقوط الديكتاتورية هو من فرح شعبنا. ولكن، المهمة لم تكتمل بعد».
وعندما وجه صحافيون إسرائيليون لهم السؤال متى سيغادرون إسرائيل ويعودون إلى وطنهم؟ أجاب مبارك أبنير (30 عاما)، بغضب: «نحن نتظاهر هنا تضامنا مع شعبنا وكان عليكم أن تفهموا أننا نحب وطننا وشعبنا وسنعود بالتأكيد. لكن ليس الآن. ليس قبل أن نطمئن إلى أننا وعائلاتنا سنعيش في وطننا عيشا كريما».
وقالت سجيال روزين، وهي إسرائيلية تدير مركز استيعاب اللاجئين السودانيين وغيرهم من الأفارقة في تل أبيب، إن غالبية السودانيين الذين تحدثت معهم متفائلون جدا من نجاح الثورة في السودان ويبدون الاستعداد للعودة إلى وطنهم. لكنهم ينتظرون حتى تتضح الصورة بشكل جلي وموثوق كي لا تصيبهم خيبة أمل من جديد. وأضافت: «ما يحدث اليوم هنا يؤكد أن سياسة الحكومة الإسرائيلية واتهامها لهم أنهم مجرد طالبي عمل وليسوا لاجئين هربا من القمع، يوجد اليوم جواب ساطع. إنهم يريدون العودة وينتظرون الظروف التي تتيح لهم ذلك بفارغ الصبر».
بالمقابل، اعتبر ممثلو الحكومة والجمعيات التي تعمل وفق سياستها ضد وجود لاجئين أفارقة في إسرائيل، أن هذه المظاهرة تدل على أن السودانيين لا يريدون العودة. وقالت شيفي باز، رئيسة «الجبهة لتحرير جنوبي تل أبيب»، إن «السودانيين يقولون لنا منذ 12 عاما إنهم سيعودون إلى السودان عندما يسقط حكم البشير. واليوم يقولون إن الوقت لم يحن بعد».
المعروف أن هناك نحو 6000 سوداني يعيشون في إسرائيل اليوم، تسللوا عبر سيناء المصرية في فترة مذابح دارفور، ثم في الحرب التي اندلعت بين الشمال السوداني وجنوبه. وتقوم الشرطة الإسرائيلية بمطاردتهم وتسعى لترحيلهم بالقوة، إلا أن قوى السلام والجمعيات الخيرية تمنع ذلك عن طريق المحاكم وتحاول توفير الحماية لهم وفرص العمل.
اللاجئون السودانيون يتظاهرون في تل أبيب... وعودتهم مؤجلة
اللاجئون السودانيون يتظاهرون في تل أبيب... وعودتهم مؤجلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة