اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين تختتم أعمالها في واشنطن

تفاؤل أميركي باتفاق تاريخي مع الصين

رئيسا صندوق النقد والبنك الدوليين كريستين لاغار وديفيد مالباس في اجتماعات الربيع للمؤسستين في واشنطن أول من أمس (رويترز)
رئيسا صندوق النقد والبنك الدوليين كريستين لاغار وديفيد مالباس في اجتماعات الربيع للمؤسستين في واشنطن أول من أمس (رويترز)
TT

اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين تختتم أعمالها في واشنطن

رئيسا صندوق النقد والبنك الدوليين كريستين لاغار وديفيد مالباس في اجتماعات الربيع للمؤسستين في واشنطن أول من أمس (رويترز)
رئيسا صندوق النقد والبنك الدوليين كريستين لاغار وديفيد مالباس في اجتماعات الربيع للمؤسستين في واشنطن أول من أمس (رويترز)

بينما هيمنت المخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في موجة من الركود الاقتصادي على مناقشات اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن، والتي اختتمت أعمالها أول من أمس، وكان ملف الحرب التجارية أحد أبرز العوامل المهددة بهذا الركود، جاءت تصريحات من الجانب الأميركي توحي بقرب الوصول لاتفاق مع الصين ينهي هذه الحرب، ولكن الجانب الصيني أصدر في نفس الوقت تصريحات بهذا الشأن بدت أقل تفاؤلا.
وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشن في مؤتمر صحافي أول من أمس «لدينا أمل في الاقتراب من آخر دائرة للمفاوضات للتوصل إلى حل للمشاكل» التي لم تتم تسويتها بعد. لكنه رفض الحديث عن أي موعد، مؤكدا أن «الأهم» هو إنجاز المفاوضات بشكل جيد بدلا من فرض «موعد اعتباطي».
وبسؤاله عما إذا كانت تفاهمات فتح السوق في الاتفاق الذي يتم التفاوض حوله ستتجاوز مفاوضات اتفاق الاستثمار المشترك في 2016 قال منوتشين «نحن نحقق تقدما أريد أن أكون حريصا... هذه اتفاقية شديدة التفصيل تغطي موضوعات لم يتم التعامل معها من قبل..... هذا مسار يتجاوز أي شيء يشبه اتفاق الاستثمار الثنائي».
وسعت إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لإجراء محادثات حول اتفاق تجارة ثنائي مع الصين، ولكنها تعطلت مع رفض الصين الاستجابة لمطالب الولايات المتحدة لفتح قطاعات من اقتصادها للاستثمار الأجنبي. بينما اختارت إدارة الرئيس التالي دونالد ترمب الدخول في حرب تعريفات جمركية مع الصين لإجبارها على اتباع قواعد تجارة واستثمار أكثر عدالة من وجهة نظرها.
وقال منوتشين إن الجانبين يناقشان اتفاقا من سبعة فصول سيكون «أهم تغيير في العلاقات التجارية في 40 عاما» على حد وصفه. وأشار إلى أن الاتفاق سينطوي على شروط لضمان التنفيذ من الجانبين وأن الولايات المتحدة ستكون مستعدة لتوقيع الجزاءات عليها إذا ما فشلت في تنفيذ تعهداتها.
لكن تصريحات نائب رئيس البنك المركزي الصيني، شين يولو، خلال الاجتماعات كانت أقل إيجابية في نظر المراقبين، حيث قال في بيان للجنة النقدية والمالية الدولية بصندوق النقد إن زيادة الحمائية التجارية في صورة التعريفات العقابية بدأت في تعطيل مسار التوريد العالمي، واعتبر أن حمائية بعض الدول أضرت بالثقة المتبادلة بين البلدان، وحدت من نطلق التعاون الثنائي وأعاقت الرغبة في تحقيقه.
وأضاف «الإجراءات الأحادية والحماية التجارية لا يمكن أن تؤدي إلا إلى تفاقم الاختلالات الداخلية وإضعاف الإصلاحات الهيكلية الضرورية وهو ما يمكن أن يؤثر سلبا على الدول المعنية بالإضافة إلى النمو العالمي».
وتجري الولايات المتحدة والصين مفاوضات شاقة منذ يناير (كانون الثاني) حول اتفاق تجاري واسع يفترض أن يسمح بإنهاء الحرب التجارية التي تصاعدت خلال العام الماضي، وتؤدي هذه الحرب إلى تباطؤ وتيرة النمو العالمي الذي يتوقع أن يبلغ هذه السنة 3.3 في المائة، مقابل 3.6 في المائة العام الماضي.
لكن بالاستناد إلى فرضية توصل أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم إلى اتفاق قريبا، يتوقع صندوق النقد الدولي أن يبلغ النمو 3.6 في المائة في 2020.
وأكدت مديرة الصندوق كريستين لاغارد أن اقتصاد العالم يواجه مرحلة «حساسة»، لكن الوضع يمكن أن يتحسن إذا اتخذت الدول القرارات الصائبة و«لم تضر بالنمو»، عبر الامتناع مثلا عن اتخاذ إجراءات حمائية.
وتسعى إدارة ترمب إلى خفض العجز التجاري الهائل للولايات المتحدة مع الصين، ووضع حد لنقل التكنولوجيا قسرا والحد من الدعم المالي الصيني للشركات العامة وإنهاء سرقات الملكية الفكرية.
وصرح حاكم البنك المركزي لجنوب أفريقيا ليسيتسا غانياغو رئيس اللجنة النقدية والمالية في صندوق النقد الدولي، في المؤتمر الصحافي الختامي للاجتماعات أن «تبادلا للسلع والخدمات، حرا وعادلا ومفيدا لكل الأطراف وللاستثمارات هي المحركات الأساسية للنمو ولخلق وظائف».


مقالات ذات صلة

بعثة صندوق النقد الدولي تختتم زيارتها إلى مصر لإجراء المراجعة الرابعة لبرنامج القرض

الاقتصاد  مئذنة مسجد قيد الإنشاء في القاهرة (رويترز)

بعثة صندوق النقد الدولي تختتم زيارتها إلى مصر لإجراء المراجعة الرابعة لبرنامج القرض

اختتمت بعثة صندوق النقد الدولي زيارتها إلى مصر وأحرزت تقدماً كبيراً في المناقشات المتعلقة بالسياسات نحو استكمال المراجعة الرابعة لبرنامج القرض، وفق الصندوق.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد رئيس سريلانكا أنورا كومارا ديساناياكي مغادراً بعد حفل افتتاح البرلمان العاشر للبلاد في البرلمان الوطني بكولومبو (أ.ف.ب)

سريلانكا تتوقّع اتفاقاً على مستوى موظفي صندوق النقد الدولي الجمعة

قال الرئيس السريلانكي أنورا كومارا ديساناياكي، أمام البرلمان الجديد، إن بلاده تتوقّع أن يعلن صندوق النقد الدولي يوم الجمعة، اتفاقاً بشأن برنامج إنقاذ البلاد.

«الشرق الأوسط» (كولومبو)
الاقتصاد علم أوكراني يرفرف بالقرب من المباني التي دمرتها الضربة العسكرية الروسية بكييف في 15 فبراير 2023 (رويترز)

في اليوم الألف للحرب... أوكرانيا تحصل على دعم جديد من صندوق النقد

أعلن صندوق النقد الدولي، يوم الثلاثاء، أن موظفيه والسلطات الأوكرانية توصلوا إلى اتفاق يتيح لأوكرانيا الوصول إلى نحو 1.1 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد منظر عام لمدينة الكويت (رويترز)

ارتفاع التضخم السنوي في الكويت 2.44 % خلال أكتوبر

سجل معدل الأرقام القياسية لأسعار المستهلكين، وهو ما يعرف بالتضخم، ارتفاعاً بنسبة 2.44 في المائة خلال شهر أكتوبر الماضي، على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الاقتصاد سفينة وحاويات شحن في ميناء ليانيونغو بمقاطعة جيانغسو (رويترز)

صندوق النقد الدولي يحذر من تأثير التعريفات الجمركية الانتقامية على آفاق نمو آسيا

حذر صندوق النقد الدولي يوم الثلاثاء من أن التعريفات الجمركية الانتقامية «المتبادلة» قد تقوض الآفاق الاقتصادية لآسيا، وترفع التكاليف، وتعطل سلاسل التوريد.

«الشرق الأوسط» (سيبو )

أميركا توسّع لائحتها السوداء ضد الشركات الصينية

حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
TT

أميركا توسّع لائحتها السوداء ضد الشركات الصينية

حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)

أعلنت الولايات المتحدة، أنها وسّعت مجدداً لائحتها السوداء التي تحظر استيراد منتجات من منطقة شينجيانغ الصينية، أو التي يُشتبه في أنها صُنعت بأيدي أويغور يعملون قسراً.

وقد اتُّهمت نحو 30 شركة صينية جديدة باستخدام مواد خام أو قطع صنِعَت أو جمِعَت بأيدي أويغور يعملون قسراً، أو بأنها استخدمت هي نفسها هذه العمالة لصنع منتجاتها.

وبهذه الإضافة، يرتفع إلى 107 عدد الشركات المحظورة الآن من التصدير إلى الولايات المتحدة، حسبما أعلنت وزارة الأمن الداخلي.

وقالت الممثلة التجارية الأميركية، كاثرين تاي، في بيان: «بإضافة هذه الكيانات، تواصل الإدارة (الأميركية) إظهار التزامها بضمان ألّا تدخل إلى الولايات المتحدة المنتجات المصنوعة بفعل العمل القسري للأويغور أو الأقليات العرقية أو الدينية الأخرى في شينجيانغ».

وفي بيان منفصل، قال أعضاء اللجنة البرلمانية المتخصصة في أنشطة «الحزب الشيوعي الصيني» إنهم «سعداء بهذه الخطوة الإضافية»، عادّين أن الشركات الأميركية «يجب أن تقطع علاقاتها تماماً مع الشركات المرتبطة بالحزب الشيوعي الصيني».

يحظر قانون المنع الذي أقرّه الكونغرس الأميركي في ديسمبر (كانون الأول) 2021، كل واردات المنتجات من شينجيانغ ما لم تتمكّن الشركات في هذه المنطقة من إثبات أن إنتاجها لا ينطوي على عمل قسري.

ويبدو أن المنتجات الصينية ستجد سنوات صعبة من التصدير إلى الأسواق الأميركية، مع تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية تزيد على 60 في المائة على السلع الصينية جميعها، وهو ما أثار قلق الشركات الصينية وعجَّل بنقل المصانع إلى جنوب شرقي آسيا وأماكن أخرى.

كانت وزارة التجارة الصينية، قد أعلنت يوم الخميس، سلسلة من التدابير السياسية التي تهدف إلى تعزيز التجارة الخارجية للبلاد، بما في ذلك تعزيز الدعم المالي للشركات وتوسيع صادرات المنتجات الزراعية.

وكانت التجارة أحد المجالات النادرة التي أضاءت الاقتصاد الصيني في الآونة الأخيرة، في وقت يعاني فيه الاقتصاد من ضعف الطلب المحلي وتباطؤ قطاع العقارات، مما أثقل كاهل النمو.

وقالت الوزارة، في بيان نشرته على الإنترنت، إن الصين ستشجع المؤسسات المالية على تقديم مزيد من المنتجات المالية؛ لمساعدة الشركات على تحسين إدارة مخاطر العملة، بالإضافة إلى تعزيز التنسيق بين السياسات الاقتصادية الكلية للحفاظ على استقرار اليوان «بشكل معقول».

وأضاف البيان أن الحكومة الصينية ستعمل على توسيع صادرات المنتجات الزراعية، ودعم استيراد المعدات الأساسية ومنتجات الطاقة.

ووفقاً للبيان، فإن الصين سوف «ترشد وتساعد الشركات على الاستجابة بشكل نشط للقيود التجارية غير المبررة التي تفرضها البلدان الأخرى، وتخلق بيئة خارجية مواتية لتعزيز الصادرات».

وأظهر استطلاع أجرته «رويترز»، يوم الخميس، أن الولايات المتحدة قد تفرض تعريفات جمركية تصل إلى 40 في المائة على وارداتها من الصين في بداية العام المقبل، مما قد يؤدي إلى تقليص نمو الاقتصاد الصيني بنسبة تصل إلى 1 نقطة مئوية.