العراق يعلن عن العثور على مقبرة جماعية تعود لزمن صدام حسين

الرئيس العراقي برهم صالح خلال زيارته للمقبرة الجماعية التي عثر عليها في بادية السماوة بمحافظة المثنى (واع)
الرئيس العراقي برهم صالح خلال زيارته للمقبرة الجماعية التي عثر عليها في بادية السماوة بمحافظة المثنى (واع)
TT

العراق يعلن عن العثور على مقبرة جماعية تعود لزمن صدام حسين

الرئيس العراقي برهم صالح خلال زيارته للمقبرة الجماعية التي عثر عليها في بادية السماوة بمحافظة المثنى (واع)
الرئيس العراقي برهم صالح خلال زيارته للمقبرة الجماعية التي عثر عليها في بادية السماوة بمحافظة المثنى (واع)

زار الرئيس العراقي برهم صالح اليوم (الأحد) مقبرة جماعية عُثر عليها في بادية السماوة بمحافظة المثنى وتضم رفات عشرات الضحايا الأكراد الذين قُتِلوا في عهد صدام حسين.
وقال المكتب الإعلامي للرئيس العراقي في بيان «رئيس الجمهورية برفقة ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت زار إحدى المقابر الجماعية التي عُثِر عليها في بادية السماوة وتضم رفات عشرات الضحايا من أبناء الشعب الكردي الذين غيَّبهم النظام الديكتاتوري المباد»، لافتاً إلى أن «الرئيس صالح سيلتقي كبار المسؤولين بالمحافظة للاطلاع على الواقع الخدمي والأمني فيها».
وأكد الرئيس العراقي خلال زيارته للمقبرة أن «جريمة الأنفال تُعدّ حرب إبادة بحق الشعب الكردي، واكتشاف هذه المقبرة دليل جديد على جرائم النظام الديكتاتوري المباد»،  وأوضح أن «ذوي الضحايا في جمجمال وبارزان والمحاويل والأهوار حالة واحدة في رفض المظلومية»، مشدداً على أن «الانتصار للمظلومية يتطلب أن نؤكد على الثوابت الوطنية بعدم ظهور الاستبداد الصدامي مجدداً، وأن إنصاف ذوي الضحايا يتطلب منا محاربة الفساد والظواهر الشاذة، هذا وعدنا للعراقيين كرداً وعرباً وتركماناً ومسيحيين وإيزيديين وكل الطوائف والمذاهب، علينا أن نكون يداً واحدة للانتصار على كل الجرائم التي أقدم عليها صدام وزمرته». مبينا «في هذه اللحظة التاريخية يجب أن نؤكد أن ترسبات البعث والفكر الصدامي من جرائم (داعش) هي دلالة واضحة على أننا لسنا بمأمن من إرهابهم مما يتطلب منا كعراقيين أن نتعظ»، مؤكداً أن «دولة الظلم لا تدوم».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».