اختلاف أميركي ـ ألماني حول أسرى «داعش»

واشنطن تخشى تكرار تجربة أفغانستان

وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان لدى استقباله نظيرته الألمانية أورسولا فون دير ليين أمام مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في واشنطن أول من أمس (أ.ف.ب)
وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان لدى استقباله نظيرته الألمانية أورسولا فون دير ليين أمام مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في واشنطن أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

اختلاف أميركي ـ ألماني حول أسرى «داعش»

وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان لدى استقباله نظيرته الألمانية أورسولا فون دير ليين أمام مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في واشنطن أول من أمس (أ.ف.ب)
وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان لدى استقباله نظيرته الألمانية أورسولا فون دير ليين أمام مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في واشنطن أول من أمس (أ.ف.ب)

بينما كرر المسؤولون الأميركيون أن أسرى «داعش» في كل من العراق وسوريا يجب أن يقدموا إلى محاكمات حتى لا يتسللوا إلى دول أوروبية، أو غيرها، وحتى لا يتكرر ما حدث في أفغانستان بعد هزيمة حكومة طالبان في عام 2001. عندما انتشر مقاتلو تنظيم «القاعدة» في جميع أنحاء أفغانستان.
ناقشت وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا فون دير ليين أول من أمس، في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مصير مقاتلي «داعش الأجانب». وقالت وكالة الصحافة الفرنسية أمس السبت، بأن «هذا الملف يسبب خلافات مع واشنطن».
وقالت الوزيرة الألمانية للصحافيين بعد لقائها نظيرها الأميركي بالوكالة، باتريك شاناهان: «أكدت مرة أخرى أننا سنعالج كل حالة على حدة»... وأضافت: «لكننا نحن الاثنين مقتنعان بأن المشكلة الرئيسية تتمثل في جمع الأدلة في المنطقة حول النشاطات الإرهابية». وقالت الوكالة الفرنسية بأن الدول الأوروبية ترفض استعادة مواطنيها الذين توجهوا إلى سوريا، للقتال في صفوف تنظيم داعش لمحاكمتهم، وذلك بسبب غياب التحقيق الميداني. وغياب وثائق مؤكدة. ولأن قوات سوريا الديمقراطية التي تحتجزهم «ليست حكومة». وأضافت الوكالة أن واشنطن تخشى فرار هؤلاء الداعشيين. ولهذا، تقترح على الأوروبيين المتحفظين تمويل مراكز احتجاز أكثر أمانا يمكن تشييدها في العراق». في الجانب الآخر، اقترحت حكومة العراق محاكمة الداعشيين الأجانب المحتجزين في سوريا، مقابل مساعدات مالية من الدول الغربية. وقالت بأن المحاكمات ستسمح للدول التي جاءوا منها بتسوية ملف عودتهم. لكن، اعترضت على العرض العراقي منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان التي قالت بأن العدالة العراقية ليست مؤكدة.
وفي مقابلتها مع الصحافيين، عبرت وزيرة الدفاع الألمانية عن ارتياحها للتأكيدات التي حصلت عليها حول إبقاء قوة أميركية في سوريا. وأضافت: «كرر الأميركيون التأكيد على أنهم سيبقون في المنطقة لفترة كافية، وستكشف الأسابيع المقبلة كيف يمكن لكل دولة (داخل التحالف الدولي ضد الداعشيين) تحمل حصتها من العبء». وقالت مصادر إخبارية أميركية، بأن البيت الأبيض شكل لجنة سرية من ممثلين لوزارات الدفاع والأمن والخارجية والعدل لدراسة مستقبل مئات المعتقلين من مقاتلي «داعش»، وعائلاتهم، المحتجزين في معسكرات في شمال العراق وشرق سوريا. وأن الهدف هو الاتعاظ مما حدث للذين هزمتهم الولايات المتحدة، واعتقلتهم، ثم أفرجت عنهم في أفغانستان والعراق، لكن، عاد بعضهم لقتال الولايات المتحدة، خاصة القاعدة وطالبان في أفغانستان.
في ذلك الوقت، قالت «واشنطن بوست» بأن اللجنة السرية «تدرس طرق تغيير عنف المعتقلين»، وإعادتهم إلى الدول التي جاءوا منها، وعدم السماح لهم بالانتقال إلى دول في أوروبا، ومحاكمة الذين تثبت ضدهم تهم جنائية، ودراسة مصير أرامل وأطفال الذين قتلوا». وأن المعتقلين ينتمون إلى أكثر من 30 دولة. واستسلم أكثرهم بعد سقوط الرقة، عاصمة «داعش». وأن المشاكل أقل بالنسبة لأسرى الحرب الذين انهزموا في العراق، واعتقلوا هناك، خاصة لأن أكثرهم من مدينة الموصل، ويحملون الجنسية العراقية. في الشهر الماضي، نشرت «واشنطن بوست» مقابلات مع أرامل «داعشيين» قتلوا خلال الحرب، ونسبت إلى مصادر أميركية قولها بأن «وضع هؤلاء معقد جدا». ويزيد التعقيد لعدم وجود سلطة قانونية معترف بها في الأماكن التي تسيطر عليها القوات الأميركية، والقوات الكردية المتحالفة معها». حسب هذه المعلومات، تحفظ النظام في هذه المناطق القوات الكردية، بمساعدة شرطة مؤقتة، ومحاكم مؤقتة. لكن، تظل المنطقة جزءاً من سوريا، والحكم الكردي ليس مُعترفاً به دوليا، ولا يقدر على توفير الخدمات الإنسانية والاجتماعية والصحية والتعليمية».
وحسب هذه المعلومات، تقدم القوات الأميركية الخاصة مساعدات لهذه القوات الكردية. منها تصنيف بصمات أصابع كثير من المعتقلين. ومنها استجواب المعتقلين عن شبكات المقاتلين الأجانب، وعن نوايا الانتقال إلى دول في أوروبا. في ذلك الوقت، قال العقيد ريان ديلون، الناطق باسم التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة: «صار واضحا، من تجارب الماضي، ما يحدث عندما نطلق سراح مقاتلين إرهابيين مدربين تدريباً عالياً، بعد أن كانوا معتقلين لفترات طويلة». وأضاف: «لا نريد أن يتكرر هذا».


مقالات ذات صلة

الخارجية الألمانية تدعم حواراً كردياً مع دمشق

المشرق العربي مظلوم عبدي قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (رويترز)

الخارجية الألمانية تدعم حواراً كردياً مع دمشق

قال مدير الشرق الأدنى والأوسط وشمال أفريقيا في «الخارجية» الألمانية، إن «حماية حقوق ومصالح الأكراد السوريين يمكن تحقيقها بشكل أفضل من خلال حوار داخلي سوري».

كمال شيخو (دمشق)
المشرق العربي الرئيس دونالد ترمب والرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض بواشنطن 13 نوفمبر 2019 (رويترز)

تركيا تعيد فتح قنصليتها في حلب مع استمرار الاشتباكات العنيفة في شرقها

فتحت القنصلية التركية في حلب أبوابها بعد إغلاق استمر نحو 13 عاماً.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي (رويترز)

قائد «قسد» يناقش الوضع السوري والعمليات ضد «داعش» مع قائد القيادة المركزية الأميركية

قال القائد العام لـ«قسد» مظلوم عبدي، الجمعة، إنه عقد اجتماعاً مهماً مع قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا لتقييم الوضع في سوريا والعمليات ضد «داعش».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عبدي لتوحيد الصف الكردي قبل الحوار مع الإدارة السورية

عبدي لتوحيد الصف الكردي قبل الحوار مع الإدارة السورية

عقد مظلوم عبدي، قائد «قسد»، اجتماعاً مع الزعيم الكردي مسعود بارزاني في أربيل، هو الأول من نوعه فرضته التطورات المتسارعة بسوريا.

كمال شيخو (دمشق)
أفريقيا حاكم ولاية بورنو حذر المزارعين من التعامل مع الإرهابيين (صحافة محلية)

«داعش» يحاصر 500 مزارع في نيجيريا

قالت نيجيريا إن الحرب التي يخوضها جيشها ضد مقاتلي «داعش» وجماعة «بوكو حرام»، أسفرت خلال هذا الأسبوع عن مقتل 76 مسلحاً.

الشيخ محمد (نواكشوط )

ثروات ملياديرات العالم زادت تريليوني دولار في 2024

ناشطة ترفع لافتة تطالب بفرض الضرائب على الأثرياء خلال مظاهرة في لاهور بباكستان (إ.ب.أ)
ناشطة ترفع لافتة تطالب بفرض الضرائب على الأثرياء خلال مظاهرة في لاهور بباكستان (إ.ب.أ)
TT

ثروات ملياديرات العالم زادت تريليوني دولار في 2024

ناشطة ترفع لافتة تطالب بفرض الضرائب على الأثرياء خلال مظاهرة في لاهور بباكستان (إ.ب.أ)
ناشطة ترفع لافتة تطالب بفرض الضرائب على الأثرياء خلال مظاهرة في لاهور بباكستان (إ.ب.أ)

أظهرت دراسة نشرتها منظمة «أوكسفام» التنموية، الاثنين، أن ثروات أغنى أثرياء العالم تزداد بوتيرة أسرع من أي وقت مضى، وذلك قبيل انطلاق المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.

ووفقاً للتقرير، فقد بلغ عدد المليارديرات في العالم 2769 مليارديراً في عام 2024، بزيادة قدرها 204 مقارنات بالعام السابق.

وفي الوقت نفسه، ظل عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر الذي حدده البنك الدولي ثابتاً، بينما ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وتوقعت «أوكسفام» أنه سيكون هناك ما لا يقل عن خمسة ممن ستبلغ ثرواتهم تريليون دولار حول العالم بعد عشر سنوات.

ويعتمد تقرير «أوكسفام» على بيانات من مصادر مختلفة، بما في ذلك تقديرات لثروة المليارديرات التي أجرتها مجلة «فوربس» الأميركية وبيانات من البنك الدولي.

ووفقاً للتقرير، ارتفع مجموع ثروات أصحاب المليارات من 13 تريليون دولار إلى 15 تريليون دولار في عام 2024 وحده، بمعدل نمو أسرع ثلاث مرات من العام السابق.

وفي المتوسط، زادت ثروة الملياردير الواحد بمقدار 2 مليون دولار يومياً. كما أصبح أغنى 10 مليارديرات أكثر ثراء بمقدار 100 مليون دولار يومياً.

ماكينة طباعة النقود تقص أوراقاً نقدية من فئة 1 دولار في واشنطن (أ.ب)

حتى لو فقدوا 99 في المائة من ثروتهم بين عشية وضحاها، فسيظلون من أصحاب المليارات، بحسب «أوكسفام».

وبحسب التقرير فإن مصدر 60 في المائة من أموال المليارديرات تأتي من «الميراث أو السلطة الاحتكارية أو علاقات المحسوبية». ووفقاً لمنظمة «أوكسفام»، فإن 36 في المائة من ثروة المليارديرات في العالم تأتي من الوراثة. ويتضح هذا بشكل أكبر في الاتحاد الأوروبي، حيث يأتي 75 في المائة من الثروة من مصادر غير مكتسبة، و69 في المائة يأتي من الميراث وحده.

وقالت خبيرة الضرائب في «أوكسفام» الاتحاد الأوروبي، كيارا بوتاتورو: «ثروة أصحاب المليارات متزايدة، والخلاصة هي أن معظم الثروة ليست مكتسبة، بل موروثة».

وأضافت: «في الوقت نفسه، لم يتغير عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر في جميع أنحاء العالم تقريباً منذ تسعينيات القرن الماضي. ويحتاج قادة الاتحاد الأوروبي إلى فرض ضرائب أكثر على ثروة شديدي الثراء، بما في ذلك الميراث. ومن دون ذلك، فإننا نواجه خطر رؤية فجوة متزايدة الاتساع بين شديدي الثراء والأوروبيين العاديين».