«الأزهر» يعدّ الهتافات العنصرية ضد صلاح «مؤشراً خطيراً»

دخلت مؤسسة الأزهر على خط إدانة الهتافات العنصرية التي أطلقها بعض مشجعي نادي تشيلسي الإنجليزي لكرة القدم ضد اللاعب المصري الدولي محمد صلاح، المحترف بنادي ليفربول. وقال الأزهر أمس إن «ما حدث مؤشر خطير، والممارسات المتطرفة وصل صداها إلى الملاعب».
وكان صلاح قد تعرض لهتافات عنصرية من جماهير تشيلسي مساء الخميس الماضي، تم تصويرها في مقطع فيديو، وترويجها على مواقع التواصل الاجتماعي. وأصدر نادي ليفربول حينها بياناً استنكر فيه الفيديو، مشيداً بموقف إدارة نادي تشيلسي التي اتخذت إجراءات صارمة ضد المشجعين بشكل سريع.
واستنكر الأزهر في بيان لمرصده لمكافحة التطرف في القاهرة، بشدة «الهتافات العنصرية ضد صلاح، وذلك على خلفية أن اللاعب عربي مسلم».
وأكد مرصد الأزهر أن «تلك التجاوزات العنصرية المقيتة تدلل على أن الممارسات المتطرفة لا تقف عند حد كراهية المسلمين في الشوارع، أو الاعتداء على دور عبادتهم؛ بل وصل صداها إلى ملاعب كرة القدم»، مشدداً على «رفضه ثقافة الكراهية التي صدّرها بعض وسائل الإعلام الغربية، ونتج عنها أحداث إرهابية ضد المسلمين»، لافتاً إلى أن «العالم أجمع قد شاهد في الآونة الأخيرة الأخلاق الحميدة والمواقف الإنسانية التي قدمها صلاح»، معتبراً أن «تصحيح صورة الإسلام المغلوطة عمادها الأساسي هو المعاملة الحسنة والخلق القويم».
وأعلن نادي تشيلسي إيقاف ثلاثة مشجعين ممن ظهروا في مقطع الفيديو، وذلك قبل المباراة المرتقبة بين الفريقين مساء اليوم (الأحد)، في المرحلة الرابعة والثلاثين من الدوري الإنجليزي الممتاز... وكان صلاح قد لعب 13 مباراة لفريق تشيلسي، قبل أن ينضم إلى روما الإيطالي، ومنه إلى ليفربول في صيف عام 2017. وقال مصدر في مرصد الأزهر لـ«الشرق الأوسط»، إن «مصطلح الإسلاموفوبيا يعكس النظرة غير الحيادية في التعامل مع الإسلام والمسلمين، كما يعكس انعدام الثقة في الإسلام والمسلمين، والتي تُعد وقوداً للأعمال العدائية ضد المسلمين في المجتمعات الغربية».
في السياق نفسه، أشاد الأزهر أيضاً بموقف ناديي ليفربول وتشيلسي تجاه الهتافات العنصرية التي تعرض لها صلاح. وأعرب المرصد في تغريدات له على موقع التواصل «تويتر» أمس، عن تقديره لموقف نادي ليفربول، الذي وصف تلك الهتافات بأنها «تمييزية وجريمة كراهية»... وكذلك رد فعل تشيلسي الذي شدد على «اتخاذ الإجراءات المناسبة ضد هؤلاء الأفراد الذين تسببوا في إحراج الغالبية العظمى لمشجعي النادي الذين لا يقبلون مثل هذه الأفعال العنصرية».
وطالب الأزهر، الاتحاد الإنجليزي واتحادات كرة القدم حول العالم «بمكافحة التطرف، وتعزيز الأجواء المناسبة لنشر ثقافة قبول الآخر ونبذ الكراهية في ملاعب كرة القدم»، مشدداً على أن «الاعتداء على الآخر بالقول أو الفعل أمر غير مقبول ترفضه كل الأعراف والأديان التي كرّمت الإنسان بغضّ النظر عن دينه أو جنسه أو لونه». داعياً مجتمعات العالم إلى «نشر ثقافة الحوار وقبول الآخر، التي جسدها الأزهر والفاتيكان في وثيقة (الأخوة الإنسانية) التي تم إطلاقها في فبراير (شباط) الماضي من أبوظبي».