«الأزهر» يعدّ الهتافات العنصرية ضد صلاح «مؤشراً خطيراً»

قال إن «الممارسات المتطرفة» وصل صداها إلى الملاعب

محمد صلاح وخلفه يورغن كلوب المدير الفني للفريق الأول بنادي ليفربول الإنجليزي (رويترز)
محمد صلاح وخلفه يورغن كلوب المدير الفني للفريق الأول بنادي ليفربول الإنجليزي (رويترز)
TT

«الأزهر» يعدّ الهتافات العنصرية ضد صلاح «مؤشراً خطيراً»

محمد صلاح وخلفه يورغن كلوب المدير الفني للفريق الأول بنادي ليفربول الإنجليزي (رويترز)
محمد صلاح وخلفه يورغن كلوب المدير الفني للفريق الأول بنادي ليفربول الإنجليزي (رويترز)

دخلت مؤسسة الأزهر على خط إدانة الهتافات العنصرية التي أطلقها بعض مشجعي نادي تشيلسي الإنجليزي لكرة القدم ضد اللاعب المصري الدولي محمد صلاح، المحترف بنادي ليفربول. وقال الأزهر أمس إن «ما حدث مؤشر خطير، والممارسات المتطرفة وصل صداها إلى الملاعب».
وكان صلاح قد تعرض لهتافات عنصرية من جماهير تشيلسي مساء الخميس الماضي، تم تصويرها في مقطع فيديو، وترويجها على مواقع التواصل الاجتماعي. وأصدر نادي ليفربول حينها بياناً استنكر فيه الفيديو، مشيداً بموقف إدارة نادي تشيلسي التي اتخذت إجراءات صارمة ضد المشجعين بشكل سريع.
واستنكر الأزهر في بيان لمرصده لمكافحة التطرف في القاهرة، بشدة «الهتافات العنصرية ضد صلاح، وذلك على خلفية أن اللاعب عربي مسلم».
وأكد مرصد الأزهر أن «تلك التجاوزات العنصرية المقيتة تدلل على أن الممارسات المتطرفة لا تقف عند حد كراهية المسلمين في الشوارع، أو الاعتداء على دور عبادتهم؛ بل وصل صداها إلى ملاعب كرة القدم»، مشدداً على «رفضه ثقافة الكراهية التي صدّرها بعض وسائل الإعلام الغربية، ونتج عنها أحداث إرهابية ضد المسلمين»، لافتاً إلى أن «العالم أجمع قد شاهد في الآونة الأخيرة الأخلاق الحميدة والمواقف الإنسانية التي قدمها صلاح»، معتبراً أن «تصحيح صورة الإسلام المغلوطة عمادها الأساسي هو المعاملة الحسنة والخلق القويم».
وأعلن نادي تشيلسي إيقاف ثلاثة مشجعين ممن ظهروا في مقطع الفيديو، وذلك قبل المباراة المرتقبة بين الفريقين مساء اليوم (الأحد)، في المرحلة الرابعة والثلاثين من الدوري الإنجليزي الممتاز... وكان صلاح قد لعب 13 مباراة لفريق تشيلسي، قبل أن ينضم إلى روما الإيطالي، ومنه إلى ليفربول في صيف عام 2017. وقال مصدر في مرصد الأزهر لـ«الشرق الأوسط»، إن «مصطلح الإسلاموفوبيا يعكس النظرة غير الحيادية في التعامل مع الإسلام والمسلمين، كما يعكس انعدام الثقة في الإسلام والمسلمين، والتي تُعد وقوداً للأعمال العدائية ضد المسلمين في المجتمعات الغربية».
في السياق نفسه، أشاد الأزهر أيضاً بموقف ناديي ليفربول وتشيلسي تجاه الهتافات العنصرية التي تعرض لها صلاح. وأعرب المرصد في تغريدات له على موقع التواصل «تويتر» أمس، عن تقديره لموقف نادي ليفربول، الذي وصف تلك الهتافات بأنها «تمييزية وجريمة كراهية»... وكذلك رد فعل تشيلسي الذي شدد على «اتخاذ الإجراءات المناسبة ضد هؤلاء الأفراد الذين تسببوا في إحراج الغالبية العظمى لمشجعي النادي الذين لا يقبلون مثل هذه الأفعال العنصرية».
وطالب الأزهر، الاتحاد الإنجليزي واتحادات كرة القدم حول العالم «بمكافحة التطرف، وتعزيز الأجواء المناسبة لنشر ثقافة قبول الآخر ونبذ الكراهية في ملاعب كرة القدم»، مشدداً على أن «الاعتداء على الآخر بالقول أو الفعل أمر غير مقبول ترفضه كل الأعراف والأديان التي كرّمت الإنسان بغضّ النظر عن دينه أو جنسه أو لونه». داعياً مجتمعات العالم إلى «نشر ثقافة الحوار وقبول الآخر، التي جسدها الأزهر والفاتيكان في وثيقة (الأخوة الإنسانية) التي تم إطلاقها في فبراير (شباط) الماضي من أبوظبي».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».