التحالف ينفذ إنزالات جوية شرق الفرات لملاحقة خلايا «داعش»

«المرصد» يتحدث عن وجود نحو 5 آلاف عنصر تابعين للتنظيم

TT

التحالف ينفذ إنزالات جوية شرق الفرات لملاحقة خلايا «داعش»

نفذ التحالف الدولي ضد «داعش»، بقيادة واشنطن، بالتعاون مع «قوات سوريا الديمقراطية»، الكردية - العربية، إنزالات شرق نهر الفرات لملاحقة «خلايا» تابعة لـ«داعش»، في وقت قدر مرصد حقوقي وجود نحو خمسة آلاف عنصر تابعين للتنظيم في مناطق سيطرة حلفاء التحالف الدولي شرق سوريا.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، بأن «قوات سوريا الديمقراطية» مدعمة بقوات التحالف الدولي، وبغطاء من طائرات مروحية، قامت فجر اليوم (أمس) بمداهمة منزل في قرية الطكيحي بريف بلدة البصيرة في ريف دير الزور الشرقي، عقب إنزال في المنطقة، حيث دارت اشتباكات بين المداهمين وعدة أشخاص موجودين في المنزل، بينهم عراقيون، حيث قتل شقيقان من الجنسية السورية و3 أشخاص من الجنسية العراقية، بينهم امرأة، فيما جرى اعتقال 8 أشخاص آخرين من الجنسية العراقية وشخص سوري الجنسية.
كما دهمت، حسب «المرصد»، «قوات سوريا الديمقراطية» منزلاً في بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي، وقامت بمصادرة أسلحة رشاشة، واعتقلوا اثنين من أبناء صاحب المنزل.
ونشر «المرصد» أيضاً أن التحالف الدولي نفذ عمليتي إنزال جوي في مدينة الرقة. وفي التفاصيل، فإن عمليتي الإنزال جاءتا عبر طائرتين مروحيتين تابعتين للتحالف الدولي، حيث جرت الأولى في شارع سيف الدولة، والثانية في حارة البدو شمال مركز مدينة الرقة، بالتزامن مع تحليق لطائرات حربية تابعة للتحالف في سماء المدينة، وانتشار مكثف لـ«قوات سوريا الديمقراطية» على الأرض.
وأضاف أن «العمليتين تهدفان إلى اعتقال 3 من تجار السلاح في الرقة ممن يتاجرون بمختلف أنواع الأسلحة من خفيفة لمتوسطة، ويعمدون إلى بيعها بشكل كبير إلى خلايا تابعة لتنظيم (داعش) في المدينة».
ونشر «المرصد السوري» أنه رصد «استمرار الحملات الأمنية التي أطلقتها (قوات سوريا الديمقراطية) ضمن المناطق التي تخضع لسيطرتها، وذلك بحثاً عن خلايا تابعة لتنظيم (داعش) التي تهدد أمن المنطقة في ظل الفلتان الأمني الكبير ضمن أماكن سيطرة (قوات سوريا الديمقراطية)، حيث تسعى (قوات سوريا الديمقراطية) إلى تكثيف عملياتها الاستخبارتية للكشف عن هذه الخلايا المنتشرة بشكل كبير جداً بعشرات الآلاف في مناطق متفرقة من الأراضي السورية»، إذ استمرت عمليات البحث والتفتيش من «قبل (قوات سوريا الديمقراطية) و(قوات مجلس منبج العسكري) و(قوات الآسايش) والاستخبارات، عن المزيد من عناصر الخلايا التابعة لتنظيم (داعش) في منطقة شرق الفرات ومنطقة منبج في القطاع الشمالي الشرقي لحلب، بالتزامن مع استمرار نشاط الخلايا العاملة في المنطقة، والتابعة للتنظيم ولجهات إقليمية».
وقال «المرصد» إنه «رغم انتهاء (داعش) بشكل كامل كقوة عسكرية مسيطرة في منطقة شرق الفرات، وبخاصة ضمن مناطق سيطرة (قوات سوريا الديمقراطية) الممتدة من منبج وحتى الحدود السورية - العراقية، فإن نشاط التنظيم لا يزال مستمراً على شكل خلايا تعمل ضمن المناطق سالفة الذكر، من خلال تنفيذ تفجيرات وهجمات واغتيالات وعمليات قتل، طالت مدنيين ومقاتلين وعناصر من (قوات سوريا الديمقراطية) وقوات الأمن الداخلي (الآسايش)، على يد الخلايا التي رجحت المصادر أنها تتكون من 4000 - 5000 عنصر متوارين في قرى وبلدات ومدن خاضعة لسيطرة (قوات سوريا الديمقراطية) ممن تسللوا في أوقات سابقة إلى هذه المناطق، وشكلوا خلايا نائمة بعضها يتبع للتنظيم والبعض الآخر يتبع لجهات إقليمية أو مدفوع منها، لتنفيذ عمليات فوضى في المنطقة واستهداف (قوات سوريا الديمقراطية) ومناطق سيطرتها».
وأشار «المرصد» إلى أن عشرات من المتطوعين في صفوف قوات الدفاع الذاتي المؤلفة من قوات مجندة إجبارياً ومن إداريين متطوعين في صفوفها، عمدوا لفسخ عقودهم مع هذه القوات، خشية الانتقام منهم من قبل الخلايا التابعة لتنظيم «داعش»، التي بدأت بمناشير وزعت في ريف دير الزور الشرقي، إضافة إلى أن الأشخاص الذين تطوعوا في واجب الدفاع الذاتي عمدوا لفسخ عقودهم والتزموا منازلهم، خشية اغتيالهم من قبل التنظيم الذي وجه تهديدات إلى النظام والمسلحين الموالين له، وإلى «قوات سوريا الديمقراطية» بـ«القصاص» منهم ومن كل المتعاملين معهم، خصوصاً في الجانب النفطي.
كما شاركت هذه الخلايا في محاولة للتنظيم تحقيق توسعة لجيبها في شرق الفرات، عبر المشاركة في خلخلة الصفوف الخلفية لـ«قوات سوريا الديمقراطية» من خلال تنفيذ هجمات تزامناً مع هجمات للتنظيم من جيبه الأخير بشرق الفرات.


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».