تقرير أوروبي يشيد بنتائج المساعدات للاجئين السوريين في تركيا

قال أحدث تقرير سنوي يصدر عن الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي في بروكسل، إن برنامج المساعدات الأوروبية لصالح اللاجئين السوريين في تركيا أعطى نتائج جيدة بعد أكثر من ثلاث سنوات من انطلاقه.
وأظهر التقرير السنوي الثالث من نوعه، أن البرنامج ساعد 1.5 مليون لاجئ على تلبية احتياجاتهم الأولية عبر تحويلات مالية شهرية، وقدم كذلك 5 ملايين معاينة طبية، بينما استفاد بفضله 470 ألف طفل من فرص التعليم.
ووصفت المفوضية المساعدات التي قدمتها بفضل هذا البرنامج للاجئين السوريين في تركيا بـ«الجوهرية». وأكد المفوض الأوروبي المكلف بشؤون التوسيع وسياسة الجوار يوهانس هان، على أن الاتحاد الأوروبي قد احترم التزاماته بالكامل، مبيناً أنه «خصصنا 6 مليارات يورو، ونحرص على مواصلة ما بدأنا به»، وأكد أن بروكسل تعمل أيضاً على دعم المجموعات المضيفة للاجئين والمؤسسات التركية لضمان استمرارية المساعدات».
وذكر التقرير أن عمل البرنامج قد شهد تسارعاً ملحوظاً منذ عام 2018، وأنه منذ عام 2016، أسهم برنامج المساعدات في تمويل 48 مشروعاً في مجالات المساعدات الإنسانية والخدمات التربوية والصحية والدعم الاجتماعي والاقتصادي. وأشار التقرير إلى أن الاتحاد صرف فعلياً حتى اليوم نحو ملياري يورو من المبلغ المقرر.
وقد ساعد البرنامج كذلك، دائماً، بحسب التقرير، نحو 400 ألف طالب سوري على الالتحاق بدورات تعليم اللغة التركية، واستفاد 43 ألفاً منهم من دروس تكميلية لمساعدتهم على الالتحاق بالمؤسسات التعليمية، بينما استفاد 19 ألفاً من السوريين من برامج تأهيل وتدريب مهنيين. وأوضح التقرير أن 69 في المائة من العاملين في برامج الخدمات الصحية الممولة أوروبياً في تركيا والموجهة للاجئين هم من السوريين أنفسهم.
وأكدت بروكسل أن عملية تحرير الدفعة الثانية من المبلغ المقرر، أي 3 مليارات من أصل 6 مليارات، تسير بشكل جيد، إذ تم نهاية العام الماضي توقيع عقد بقيمة 400 مليون يورو لاستمرار خدمات التعليم للأطفال السوريين.
وأشار التقرير إلى أن عملية استدراج العروض لا تزال مستمرة لضمان ديمومة مشاريع التنمية الاجتماعية - الاقتصادية الخاصة باللاجئين السوريين، ومَن يستضيفهم في تركيا.
وجاء التقرير بعد أسابيع قليلة من استضافة بروكسل «أيام الحوار» التي انعقدت داخل مقر البرلمان الأوروبي في إطار فعاليات مؤتمر بروكسل الدولي، حول دعم سوريا والمنطقة الذي استضافته العاصمة البلجيكية في الشهر الماضي، وهو الحوار الذي ضم عدداً من ممثلي منظمات المجتمع المدني والخبراء وصُنّاع القرار.
وقال المبعوث البلجيكي مارك أوتي: «الحوار يتيح فرصة للسوريين والمجتمعات المضيفة وأطراف أخرى لكي يستمع كل طرف للآخر، وماذا يريدون من المجتمع الدولي، ومن محادثات جنيف، ومن مؤتمر (بروكسل 3)، لتخصيص دعم جديد للسوريين». وأضاف: «بالطبع، الأموال لن تحل المشكلات، بل لا بد من حل سياسي ودعم مالي أيضاً للمساعدة في توفير الاحتياجات الضرورية، وأيضاً المساعدة في البحث عن المعتقلين والمفقودين، وخلاصة القول، فإن الأمر يحتاج إلى جهود الجميع، الأميركيين والأوروبيين والروس والعرب».