وزراء عدل أميركيون... في محطات سياسية بارزة

ألبرتو غونزاليس - جانيت وود رينو- إليوت ريتشاردسون
ألبرتو غونزاليس - جانيت وود رينو- إليوت ريتشاردسون
TT

وزراء عدل أميركيون... في محطات سياسية بارزة

ألبرتو غونزاليس - جانيت وود رينو- إليوت ريتشاردسون
ألبرتو غونزاليس - جانيت وود رينو- إليوت ريتشاردسون

تقليدياً يعد منصب «المحامي العام»، أو وزير العدل، أحد المناصب الوزارية الأربعة الأرفع والأكثر أهمية في الولايات المتحدة، بجانب وزراء الخارجية والمالية والدفاع.
وفي مختلف الإدارات الأميركية، لعب شاغل هذا المنصب دوراً بارزاً ومحورياً، في ضمان التوازن بين تطبيق القانون وحفظ الدستور وتنفيذ أجندة الرئيس وسياساته التي تؤثر في شكل كبير على حياة الأميركي. وفيما يلي بعض أسماء مَن تولوا هذا المنصب في العقود الأخيرة:
> ويليام بار، وزير العدل الحالي والـ85، وأحد أشد المناصرين والمدافعين عن الرئيس دونالد ترمب، ومن أبرز الوجوه السياسية المنتمية لليمين المسيحي، التي يشكل جمهورها القاعدة الرئيسية لترمب. خلف في المنصب جيف سيشنز الذي كان قد تولى هذا المنصب عام 2017.
- إريك هولدر، وزير العدل الـ82 خلال الفترة من 2009 إلى 2015 في عهد الرئيس السابق باراك أوباما. وهولدر هو أول أميركي متحدر من أصل أفريقي يتقلد هذا المنصب.
- ألبرتو غونزاليس، وزير العدل الـ80، وهو أول متحدر من أصل لاتيني يشغل هذا المنصب. عينه الرئيس جورج بوش الابن في فبراير (شباط) 2005، وكان أيضاً أول أميركي لاتيني يعمل مستشاراً في البيت الأبيض.
ولقد أثار غونزاليس جدلاً كبيراً بشأن ما اعتبر بـ«المراقبة غير المبرّرة» للمواطنين الأميركيين والإذن القانوني لما يسمى «أساليب الاستجواب المعزّزة»، التي اعترف لاحقاً بأنها تشكل تعذيباً، إبّان الحرب التي شنّتها الإدارة الأميركية على الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001.
وأقال غونزاليس 9 من المُدّعين الاتحاديين (الفيدراليين) الذين رفضوا توجيهات الرئيس بوش بإجراء محاكمات خلفية «للأعداء السياسيين»، ما تسبب في اتهامه بأنه عمل على تسييس وزارة العدل.
واستقال غونزاليس في أغسطس (آب) 2007 بعد تعرضه لحملة كبيرة من الكونغرس، إثر تعيينه 9 مُدّعين اتحاديين بدلاً من المطرودين، مستغلاً ثغرة في قانون «شرعة الوطن» (باتريوت آكت). إذ سمحت هذه الثغرة لغونزاليس بتعيينهم بدلاً من الرئيس لتفادي الاضطرار لتثبيتهم من الكونغرس.
> جانيت وود رينو، هي أول امرأة تتولى المنصب في تاريخ الولايات المتحدة. رشحها الرئيس الأسبق بيل كلينتون عام 1993، وبقيت في منصبها حتى عام 2001، وهذه أطول مدة لوزير عدل في التاريخ الأميركي بعد مدة ويليام ويرت، الذي شغل هذا المنصب من عام 1816 حتى 1828، وينسب إليه الفضل في تحويل وزارة العدل إلى أحد أبرز الوزارات في الإدارات الأميركية.
عام 1994 عينت رينو، روبرت فيسك، مستشاراً خاصاً للتحقيق في تهم تورّط بيل كلينتون في فضيحة «وايت ووتر»، بخصوص تعاملاته التجارية خلال توليه منصب حاكم ولاية أركنسو.
ولقد أعاد الكونغرس التحقيق في القضية، وعيّنت محكمة الاستئناف الأميركية كينيث ستار، العضو السابق في إدارتي رونالد ريغان وجورج بوش الأب.
وفي ديسمبر (كانون الأول) 1997 ختم ستار التحقيق في «وايت ووتر» بسبب نقص الأدلة. ثم، في الشهر التالي، حصل ستار على إذن من رينو لتوسيع التحقيق فيما عرف بـ«قضية مونيكا لوينسكي»، وأصدر تقريراً ذكر فيه 11 سبباً لعزل كلينتون.
تعرّضت رينو للمساءلة بسبب رفضها تسليم مذكّرتين لوزارة العدل تتعلقان بالجدل حول تمويل الحملات الانتخابية خلال إجراءات عزل كلينتون من قبل مجلس النواب. لكنها ردّت بأنها رفضت تسليم الوثائق لأنها ستكشف عن استراتيجية المدّعي العام في تحقيق مستمر.
> إليوت ريتشاردسون، شغل منصب وزير العدل إبان عهد الرئيس ريتشارد نيكسون. ولعب دوراً بارزاً في فضيحة «ووتر غيت»، واستقال عام 1973 بدلاً من إطاعة أمر الرئيس نيكسون الذي طلب منه إقالة المدعي الخاص آرشيبالد كوكس لإقفال التحقيق في القضية.


مقالات ذات صلة

لبنان يواجه تحدّيات مصيرية في زمن التحوّلات

حصاد الأسبوع جريمة اغتيال رفيق الحريري (غيتي)

لبنان يواجه تحدّيات مصيرية في زمن التحوّلات

يواجه لبنان جملة من التحديات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، خصوصاً في مرحلة التحوّلات الكبرى التي تشهدها المنطقة وترخي بثقلها على واقعه الصعب

يوسف دياب (بيروت)
حصاد الأسبوع تحت ضغط الفضائح والخلافات انخفضت شعبية يون، وقبل أقل من شهر أظهر استطلاع للرأي أن شعبيته انخفضت إلى 19 % فقط

يون سوك ــ يول... رئيس كوريا الجنوبية أثار زوبعة دعت لعزله في تصويت برلماني

تشهد كوريا الجنوبية، منذ نحو أسبوعين، تطورات متلاحقة لا تلوح لها نهاية حقيقية، شهدت اهتزاز موقع رئيس الجمهورية يون سوك - يول بعد إعلانه في بيان تلفزيوني

براكريتي غوبتا (نيودلهي (الهند))
حصاد الأسبوع تشون دو - هوان (رويترز)

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
حصاد الأسبوع الشرق السودان دخل دوامة الحروب السودانية المتمددة (رويترز)

شرق السودان... نار تحت الرماد

لا يبعد إقليم شرق السودان كثيراً عن تماسّات صراع إقليمي معلن، فالجارة الشرقية إريتريا، عينها على خصمها «اللدود» إثيوبيا، وتتربص كل منهما بالأخرى. كذلك، شرق

أحمد يونس (كمبالا (أوغندا))
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

"تايم "تختار دونالد ترمب شخصية العام 2024

اختارت مجلة تايم الأميركية دونالد ترمب الذي انتخب لولاية ثانية على رأس الولايات المتحدة شخصية العام 2024.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)
TT

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)

سينغمان ري (الصورة الرئاسية الرسمية)

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

وفي سلسلة من التاريخ المظلم لقادة البلاد، عزل البرلمان الرئيسة بارك غيون - هاي، التي كانت أول امرأة تتولى منصب الرئاسة الكورية الجنوبية، ثم سُجنت في وقت لاحق من عام 2016. ولقد واجهت بارك، التي هي ابنة الديكتاتور السابق بارك تشونغ - هي، اتهامات بقبول أو طلب عشرات الملايين من الدولارات من مجموعات اقتصادية وصناعية كبرى.

وفي الحالات الأخرى، انتحر روه مو - هيون، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 2003 إلى 2008، بصورة مأساوية في مايو (أيار) 2009 عندما قفز من منحدر صخري بينما كان قيد التحقيق بتهمة تلقي رشوة، بلغت في مجموعها 6 ملايين دولار، ذهبت إلى زوجته وأقاربه.

وعلى نحو مماثل، حُكم على الرئيس السابق لي ميونغ - باك بالسجن 15 سنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بتهمة الفساد. ومع ذلك، اختُصرت فترة سجنه عندما تلقى عفواً من الرئيس الحالي يون سوك - يول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أدين تشون دو - هوان، الرجل العسكري القوي والسيئ السمعة، الملقّب بـ«جزار غوانغجو»، وتلميذه الرئيس نوه تاي - وو، بتهمة الخيانة لدوريهما في انقلاب عام 1979، وحُكم عليهما بالسجن لأكثر من 20 سنة، ومع ذلك، صدر عفو عنهما في وقت لاحق.

بارك غيون- هاي (رويترز)

الأحكام العرفية

باعتبار اقتصاد كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكون البلاد «البلد الجار» المتاخم لكوريا الشمالية المسلحة نووياً، تأثرت كوريا الجنوبية بفترات تاريخية من الحكم العسكري والاضطرابات السياسية، مع انتقال الدولة إلى نظام ديمقراطي حقيقي عام 1987.

والواقع، رغم وجود المؤسسات الديمقراطية، استمرت التوترات السياسية في البلاد، بدءاً من تأسيسها بعد نيل الاستقلال عن الاستعمار الياباني عام 1948. كذلك منذ تأسيسها، شهدت كوريا الجنوبية العديد من الصدامات السياسية - الأمنية التي أُعلن خلالها فرض الأحكام العرفية، بما في ذلك حلقة محورية عام 1980 خلّفت عشرات القتلى.

وهنا يشرح الصحافي الهندي شيخار غوبتا، رئيس تحرير صحيفة «ذا برنت»، مواجهات البلاد مع الانقلابات العسكرية وملاحقات الرؤساء، بالقول: «إجمالاً، أعلنت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 16 مرة على الأقل. وكان أول مرسوم بالأحكام العرفية قد أصدره عام 1948 الرئيس (آنذاك) سينغمان ري، إثر مواجهة القوات الحكومية تمرداً عسكرياً بقيادة الشيوعيين. ثم فرض ري، الذي تولى الرئاسة لمدة 12 سنة، الأحكام العرفية مرة أخرى في عام 1952».

مع ذلك، كان تشون دو - هوان آخر «ديكتاتور» حكم كوريا الجنوبية. وتشون عسكري برتبة جنرال قفز إلى السلطة في انقلاب إثر اغتيال الرئيس بارك تشونغ - هي عام 1979، وكان بارك جنرالاً سابقاً أعلن أيضاً الأحكام العرفية أثناء وجوده في السلطة لقمع المعارضة حتى لا تنتقل البلاد رسمياً إلى الديمقراطية. نيودلهي: «الشرق الأوسط»