«طالبان» تعلن بدء موسم عملياتها الجديد باسم «الفتح»

أعلنت حركة طالبان بدء موسم عملياتها للعام الحالي، مطلقة عليها اسم «عمليات الفتح»، متأملة حسب بيان صادر عنها «أن تضمن للأجيال القادمة السعادة والتدين والحرية والرفعة والاستقلال».
وجاء في بيان الحركة أن القوات الأجنبية ما زالت تقاتل في أفغانستان ولها حضور عسكري وسياسي تتحكم من خلاله بالسلطة السياسية في أفغانستان وتقصف المواطنين ليلا ونهارا من قواعدها العسكرية وتداهم منازلهم، كما أنها أعلنت بالتعاون مع قوات الحكومة الأفغانية عن بدء عمليات جديدة باسم «خالد» لإدامة بقاء القوات الأجنبية ومنع إقامة نظام إسلامي في أفغانستان. ووعد بيان طالبان بمواصلة القتال ضد القوات الأجنبية وحلفائها حتى تخليص أفغانستان من أي وجود عسكري أجنبي وإقامة دولة تحكم بالإسلام.
ووضعت طالبان لنفسها وقواتها أهدافا خلال عمليات «الفتح»، منها العمل على إخراج الذين دخلوا في صفوف الجيش والشرطة الأفغانية أو الميليشيات الموالية لها ومنع استغلالهم من قبل القوات الأجنبية، وذلك لحفظ أرواحهم وأموالهم بدلا من مواجهة الموت في ساحات القتال.
وطلبت الحركة من قواتها مهاجمة المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية وقوات حلف الأطلسي في أفغانستان، بما في ذلك مدن ومديريات جديدة؛ حيث تعترف الحكومة الأفغانية وقوات حلف الأطلسي بسيطرة طالبان حاليا على ما يقرب من 53 في المائة من أفغانستان. وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في تغريدة على «تويتر»: «إن واجبنا الجهادي لم ينته بعد»، وهي إشارة لمواصلة طالبان القتال في أرض المعركة رغم المحادثات التي يجريها ممثلو مكتبها السياسي في الدوحة مع المبعوث الأميركي لأفغانستان زلماي خليل زاد والحديث عن تقدم باتجاه توقيع اتفاق سلام بين الطرفين يفضي إلى سحب كافة القوات الأجنبية من أفغانستان. كما من المقرر عقد جلسة حوار وتبادل للآراء بين وفد موسع من الشخصيات الأفغانية - بينهم مسؤولون حكوميون - وممثلي المكتب السياسي لطالبان بعد أسبوع من الآن في الدوحة، لكن طالبان شددت في بيان لها على أن الشخصيات التي ستحضر من كابل تحضر بصفتها الشخصية وليست ممثلة عن حكومة أشرف غني.
واعتبرت وزارة الدفاع الأفغانية إعلان طالبان عن بدء موسم عملياتها الجديد «محاولة دعائية بحتة». وقال قيس منجل الناطق باسم وزارة الدفاع الأفغانية: «لن تتمكن طالبان من تحقيق أهدافها الخبيثة وجميع عملياتها محكومة عليها بالهزيمة والفشل كما كان الأمر في السنوات السابقة». وتزامن إعلان طالبان عن بدء موسم عملياتها الجديد مع بيان من اللجنة العسكرية لطالبان بحظر عمل منظمة الصليب الأحمر الدولي وحملة التطعيم التابعة لمنظمة الصحة العالمية، ومنعهما من العمل في أفغانستان، لمخالفتهما ما تم الاتفاق عليه مع حركة طالبان - كما جاء في البيان - واتهمت اللجنة العسكرية لطالبان المنظمتين بالقيام بأعمال وتحركات مشبوهة في مناطق أفغانستان، ورفعت اللجنة العسكرية لطالبان المسؤولية عن نفسها في حماية أفراد وفرق عمل المنظمتين في أفغانستان، لكنها في الوقت نفسه أبقت على عمل كافة المنظمات والمؤسسات الخيرية الأخرى كما هو.
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي تعليق عملها في جميع أراضي أفغانستان بعد إعلان طالبان حظرا ضدها وضد منظمة الصحة العالمية.
وقال المتحدث باسم الصليب الأحمر روبن واودو إن المنظمة علقت نشاطاتها في أفغانستان المضطربة، حيث تفتقر الكثير من المناطق الريفية إلى الرعاية الصحية وترتفع فيها معدلات الإصابة بشلل الأطفال. وصرح واودو لوكالة الصحافة الفرنسية: «علقنا نشاطاتنا في ذلك البلد بسبب سحب الضمانات الأمنية».
وأضاف: «بالتالي نحن الآن نقوم بعملية الاتصال بطالبان لإطلاق حوار ثنائي وسري يتعلق بالبيان».
وصرحت جين ني المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية في أفغانستان لوكالة الصحافة الفرنسية بأن المسؤولين «أكدوا التقارير ويعملون على فهم الوضع بشكل أفضل». وألغت حركة طالبان في أغسطس (آب) الماضي «اتفاقا أمنيا» مع الصليب الأحمر، ما دفعه إلى تعليق جميع نشاطاته. وبحسب طالبان استأنف الصليب الأحمر نشاطاته في أكتوبر (تشرين الأول) عقب محادثات. وانخفضت حالات الإصابة بشلل الأطفال في العالم بأكثر من 99 في المائة منذ 1988، ولكن منظمة الصحة العالمية لا تزال تعتبر أفغانستان ونيجيريا وباكستان دولاً ينتشر فيها شلل الأطفال. وكانت مديرة المخابرات المركزية الأميركية جينا هاسبال وصلت إلى أفغانستان للتباحث حول عمل المخابرات المركزية الأميركية في أفغانستان وتوسعة نشاطها حسبما نقلته محطة «سي إن إن» التلفزيونية الأميركية. والتقت هاسبال مع الرئيس الأفغاني أشرف غني ومدير الاستخبارات الأفغانية معصوم ستانكزي.
وكانت شخصيات مقربة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقيادة القوات الأميركية في أفغانستان أوصت بتوسعة عمل المخابرات المركزية الأميركية والاستعانة بشركة بلاك ووتر الأمنية في حال قرر الرئيس الأميركي ترمب سحب القوات الأميركية من أفغانستان.
وأعلن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد أن الأمم المتحدة وافقت على رفع مؤقت لأسماء قادة طالبان من قائمة العقوبات المفروضة من مجلس الأمن الدولي، وأن وفد طالبان المفاوض في الدوحة أبلغ بقرار الأمم المتحدة.