المغرب: السجن 10 سنوات لسويسري على خلفية جريمة إرهابية

حكمت غرفة الجنايات المكلفة قضايا مكافحة الإرهاب بمحكمة الاستئناف بالرباط، أمس، على مواطن سويسري، عمره 33 سنة، بالسجن 10 سنوات نافذة بتهمة الإرهاب، والذي توبع على خلفية مقتل السائحتين الاسكندنافيتين بمنطقة «شمهروش» قرب مراكش نهاية العام الماضي.
ويتابع المتهم السويسري، واسمه نيكولاس ب، ويلقب «عبد الكريم»، في ملف منفصل عن الملف الرئيسي لهذه القضية، والذي يحاكم فيه 25 متهما ضمنهم مواطن سويسري ثان يشتبه في كونه أمير الخلية والمحرض على الجريمة. وتوبع نيكولاس بسبب تلقيه شريط فيديو عبر تطبيق واتساب من السويسري الآخر يصور ذبح السائحتين، ولم يقم بتبليغ السلطات عن ذلك. ويلاحق القضاء المغربي حاليا أكثر من عشرين شخصا في قضية قتل السائحتين الاسكندنافيتين. وتوبع نيكولاس بتهم تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف، والإشادة بأفعال تكون جرائم إرهابية، وكذا الإشادة بتنظيم إرهابي والدعاية والترويج لفائدته، وعدم التبليغ عن جرائم إرهابية.
في غضون ذلك، قال المحامي خليل الإدريسي لوكالة الصحافة الفرنسية إن موكله «نيكولاس ب» أوقف في 10 يناير (كانون الثاني) على خلفية تلقيه رسالة إلكترونية من مواطن سويسري آخر يلاحق في قضية مقتل الطالبتين الاسكندنافيتين. ولم تؤكد السلطات خبر إيقاف نيكولاس ب، مشددة على أن مواطنا سويسريا واحدا يلاحق في قضية مقتل السائحتين النرويجيتين، وهي القضية التي يشتبه في صلة منفذيها بتنظيم «داعش».
وأوضح الإدريسي أن موكله لوحق في ملف منفصل عن هذه القضية، واصفا الحكم عليه بـ«الصادم وغير المنطقي». وأضاف: «لقد أدين بناء على محاضر الاستماع إليه من قبل الشرطة، كتبت بالعربية وهي لغة لا يفهمها ولم يكن بجانبه مترجم». وتابع: «إنه أوضح أمام قاضي التحقيق أنه دخل في تواصل مع سويسريين يشتبه في صلتهم بتنظيمات متطرفة، بطلب من المخابرات السويسرية، وأنه كان يتلقى أجرا مقابل ذلك». وكشفت التحريات القضائية أن نيكولاس اعتنق الإسلام في 2011، وأجرى تدريبا حول مهنة الحجامة في فرنسا في 2015 قبل أن يعود إلى سويسرا ويلتحق في جنيف بخلية تجند المقاتلين لتنظيم «داعش». وكان يحضر ضمن أعضاء الخلية دروسا في المسجد الكبير في جنيف، رفقة مواطن تونسي أكدت التحريات أنه قتل في سوريا سنة 2018، وفي أواخر 2017 انتقل نيكولاس إلى المغرب واستقر بمدينة تمارة (الضاحية الجنوبية للرباط). وكشفت الأبحاث التي أجرتها السلطات القضائية المغربية أن نيكولاس كان على علاقة بالسويسري الآخر، متزعم خلية شمهروش، وأنه تلقى منه شريط الفيديو الذي يصور العملية الإرهابية ويضم صور مرتكبي الجريمة.