الاتحاد في مأزق غياب «اللاعب رقم 1»

قرار الانضباط «الآسيوي» يفرض غيبوبة تامة على المدرجات الصفراء أمام العين

جماهير الاتحاد دفعت ثمن استخدامها للألعاب النارية باهظا وفي الوقت الحرج
جماهير الاتحاد دفعت ثمن استخدامها للألعاب النارية باهظا وفي الوقت الحرج
TT

الاتحاد في مأزق غياب «اللاعب رقم 1»

جماهير الاتحاد دفعت ثمن استخدامها للألعاب النارية باهظا وفي الوقت الحرج
جماهير الاتحاد دفعت ثمن استخدامها للألعاب النارية باهظا وفي الوقت الحرج

باستثناء تشابك أصوات اللاعبين وأعضاء الأجهزة الفنية وصافرة حكم المباراة التي تدوي في أرجاء المكان، لن تحمل مباراة الاتحاد والعين الإماراتي اليوم في إياب ربع النهائي الآسيوي، ما يوحي بشدة وسخونة الصراع المثير، سعيا للوصول إلى مرحلة الدور قبل النهائي، في ظل الغيبوبة «القسرية» التي ستعيشها مدرجات ملعب الشرائع بمكة المكرمة بأمر من لجنة الانضباط في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
ومع صدور القرار الحاسم في قضية منع دخول الجماهير للمباراة عقابا على استخدامها الألعاب النارية في عدة مباريات من البطولة، تتزايد تساؤلات الكثيرين حول قدرة لاعبي الاتحاد على تجاوز هذا المأزق الصعب، في ظل ما عرف عنهم بتفاعلهم الشديد مع أهازيج المدرجات الصفراء، على الأخص في مثل هذه المواجهات الحاسمة التي تتطلب مجهودات مضاعفة واستثنائية على أرض الميدان.
وعرفت جماهير الاتحاد بعدة مسميات منها «الرقم الصعب» و«اللاعب رقم واحد» و«مفتاح البطولات»، عطفا على تأثيرها البالغ على اللاعبين حتى في أحلك الظروف والمواقف، فيما يدين الكثيرون من أنصار النادي لها بالعرفان في إحراز بطولتي آسيا بنسختيها في 2004 و2005.
وكان للرابطة الاتحادية موقف تاريخي في 2004 عندما تكبدت عناء السفر مع الفريق من أجل حضور مباراة الإياب «النهائية» على ملعب سيونجنام الكوري الجنوبي رغم تأخر الفريق في نتيجة الذهاب «3 / 1» في جدة، لكن اللاعبين ورغم برودة الأجواء ومأزق الخسارة الكبيرة في الذهاب، قلبوا النتيجة بخماسية نظيفة وانتزعوا اللقب من بين فكي الفريق الكوري الشرس.
وفي 2005 أيضا كانت للجماهير وقفة تاريخية ولافته في المباراة النهائية أمام العين الإماراتي في جدة، عندما غطت كامل مدرجات ملعب الأمير عبد الله الفيصل قبل ساعات من بدء المباراة، وقادت فريقها للفوز برباعية مقابل هدفين بعد تعادله ذهابا في الإمارات 1 / 1، وتلقت إشادة من الروماني يوردانسكو مدرب الفريق الذي قال إنها السبب الحقيقي في تألق نجوم الاتحاد، فيما تغنى اللاعبون من جانبهم بالمدرجات الصفراء التي رفعت حينها أكبر علم اتحادي شهدته الملاعب السعودية وتكفل به أحد أعضاء الشرف البارزين.
ويرتبط حضور الاتحاد على أرض الميدان بحدة المؤازرة الجماهيرية التي تعتبر ترمومتر الفريق الحقيقي، ومن النادر أن يراهن أحد النقاد أو المحللين على الفريق في مهمة كهذه، دون أن يأخذ في الحسبان أو يتطرق للعامل الجماهيري لكونه مؤثرا رئيسيا على أداء اللاعبين.
وتاريخيا، يعد نادي الاتحاد أول ناد سعودي يهتم برابطة الجماهير منذ 1377 هـ، حيث كان المشجع الاتحادي الراحل «عبد الرحمن كاكا» أول من أشرف على تنظيم الجماهير الاتحادية في المباريات. وفي عام 1387 هـ أصدر رئيس نادي الاتحاد محمد عشماوي قراراً بتعيين عبد الله شعيب أول رئيس لرابطة المشجعين الاتحاديين. وقد خلفه في قيادة الرابطة صالح القرني اعتبارا من عام 1411هـ.
وكان التشجيع الرياضي قبل 1377 هـ غير منظم وبطريقة عفوية سواء في التمارين أو المباريات، وكان هتاف الجماهير وتشجيعهم هو الوقود الرئيسي للاعبين للارتقاء بمستوياتهم، واستمر دور الجماهير بنفس الطريقة وتأثيره، نظراً لعدم وجود مقرات للأندية تستطيع الجماهير الحضور إليها للتعبير عن آرائها ومقترحاتها والمشاركة في صنع قرارات ناديها المفضل.
ولكن مع بداية 1377 هـ بدأ التشجيع يأخذ طابعاً منظماً نوعاً ما عن طريق المشجع الاتحادي «عبد الرحمن كاكا» الذي كان يعمل أميناً للصندوق في ميناء جدة، وفي نفس الوقت مساعداً لمدير عام الميناء، للحركة والتشغيل، وعليه وظف إمكانات الميناء وسيارات النقل الكبيرة، لنقل جماهير الاتحاد من ساحة حارة اليمن بجوار منزل حمزة فتيحي والتي يتجمع فيها جماهير النادي من حارات جدة «الشام والمظلوم - العلوي - البحر - العيدروس» وكانت من العوامل المشجعة للجماهير للحضور للنادي ومؤازرة الفريق وتشجيعه في تدريباته ومبارياته.
وكان حمزه فتيحي يؤمن للجماهير أدوات التشجيع اللازمة، وذلك بعد صلاة الجمعة وقبل تحرك السيارات. وكانت جماهير الاتحاد المصدر الرئيسي لقوة الفريق واللاعب رقم «1» الذي يرهب الخصوم ويعمل لها ألف حساب، نظراً لكثافتها وتشجيعها الذي لا يتوقف حتى نهاية المباراة.
وانتسب قائد الرابطة الحالية صالح القرني لنادي الاتحاد عام 1396 لاعبا لكرة القدم في الأشبال وانقطع عن التدريبات وعاد عام 1398هـ لاعبا للكرة الطائرة وحصل الاتحاد على بطولة المملكة للكرة الطائرة للشباب بقيادة جمال عسيري ولظروف العمل انقطع عن النادي لفترة عاد بعدها عن طريق رابطة المشجعين.
ويعد محمد السالمي وعبد الغني الغامدي، علامتين بارزتين في تاريخ رابطة المشجعين، وهما من أصحاب الفضل في استمرار عطاء رابطة المشجعين أثناء عدم وجود رئيس لرابطة المشجعين، وبعد تسلم صالح القرني للرابطة، سعيا لإرساء قواعد الألفة والمحبة بين أفراد الرابطة، وقد تم ترشيحهما لصالح القرني هما وجميع أفراد الرابطة وإدارة النادي أثناء رئاسة الأستاذ أحمد عمر مسعود عام 1411ه وتم تسليم رئاسة رابطة المشجعين رسمياً لصالح القرني بتاريخ عام 1411 هـ أثناء رئاسة الأستاذ أحمد مسعود.



كأس العالم للأندية... في حضرة «الفراعنة»

كأس العالم للأندية في المتحف المصري الكبير (وزارة السياحة والآثار)
كأس العالم للأندية في المتحف المصري الكبير (وزارة السياحة والآثار)
TT

كأس العالم للأندية... في حضرة «الفراعنة»

كأس العالم للأندية في المتحف المصري الكبير (وزارة السياحة والآثار)
كأس العالم للأندية في المتحف المصري الكبير (وزارة السياحة والآثار)

استقبل المتحف المصري الكبير بالجيزة (غرب القاهرة) وفداً من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في زيارة أجراها الوفد، الاثنين، للمتحف الذي لم يتم افتتاحه رسمياً بعد، بمصاحبة كأس العالم للأندية.

وأكدت وزارة السياحة والآثار المصرية أن هذه الزيارة الخاصة تأتي في إطار الاستعدادات لبطولة كأس العالم للأندية، والمقرر إقامتها في الولايات المتحدة الأميركية خلال شهر يوليو (تموز) 2025.

ويشارك النادي الأهلي المصري في بطولة كأس العالم للأندية. وبهذه المناسبة زار وفد «الفيفا» مصر ومعالمها المهمة بصحبة الكأس. وحرص الوفد على زيارة المتحف، بوصفه أحد أبرز المعالم الثقافية والتاريخية في مصر والعالم، للتعرف على ما يعرضه من كنوز أثرية متميزة، والتعرف على التجارب السياحية التي يقدمها لزائريه، وفق بيان وزارة السياحة والآثار، الاثنين.

ويشارك في بطولة كأس العالم للأندية 32 فريقاً من مختلف أنحاء العالم، ومن الوطن العربي يشارك الأهلي المصري والهلال السعودي والعين الإماراتي والترجي التونسي والوداد المغربي، في منافسات مع فرق أوروبية ومن أميركا اللاتينية مثل باير ميونيخ وأتليتكو مدريد وريال مدريد ويوفينتوس ومانشستر سيتي، وإنتر ميامي وبوكا جونيورز.

وخلال زيارتهم للمتحف المصري الكبير التقط أعضاء وفد «الفيفا» الصور التذكارية لهم ولكأس العالم للأندية أمام تمثال الملك رمسيس الثاني ببهو المتحف، في مشهد يعكس ارتباط الرياضة بالثقافة والتاريخ.

كأس العالم للأندية خلال جولتها في الدول المشاركة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأبدى أعضاء الوفد إعجابهم الشديد بالمتحف وتصميمه الهندسي الفريد، مشيدين بما يقدمه من تجربة سياحية وثقافية استثنائية تعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة. وقالوا إن «هذه الزيارة أضافت لهم قيمة خاصة خلال وجودهم في مصر» التي تعتبر واحدة من أهم الوجهات السياحية والتاريخية على مستوى العالم.

ويضم المتحف المصري الكبير آلاف القطع الأثرية التي تنتمي للحضارة المصرية القديمة، ويقع بالقرب من أهرامات الجيزة على مساحة 117 فداناً، ويعرض للمرة الأولى المقتنيات الكاملة للفرعون الذهبي «توت عنخ آمون» التي يتجاوز عددها 5 آلاف قطعة أثرية.

وتم افتتاح قاعات من المتحف تجريبياً خلال الفترة الماضية، وتحديداً في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بدأت مصر تشغيلاً تجريبياً لا يتضمن الجناح الرئيسي المخصص لعرض مقتنيات الفرعون الذهبي «توت عنخ آمون». ويترقب العالم افتتاح المتحف الذي وصفه الرئيس المصري من قبل بأنه «أكبر متحف لحضارة واحدة، وهي الحضارة الفرعونية».