الجنود يمنحون نتنياهو مقعداً إضافياً على حساب حلفائه من اليمين المتطرف

الرئيس الإسرائيلي يقرر فتح جلسات المشاورات للإعلام

لافتات ومنشورات حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو في أعقاب انتهاء موسم الانتخابات (أ.ب)
لافتات ومنشورات حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو في أعقاب انتهاء موسم الانتخابات (أ.ب)
TT

الجنود يمنحون نتنياهو مقعداً إضافياً على حساب حلفائه من اليمين المتطرف

لافتات ومنشورات حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو في أعقاب انتهاء موسم الانتخابات (أ.ب)
لافتات ومنشورات حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو في أعقاب انتهاء موسم الانتخابات (أ.ب)

بعد حرب أعصاب دامت طيلة ساعات النهار من يوم أمس (الخميس)، أعلنت لجنة الانتخابات المركزية في إسرائيل النتائج شبه الرسمية، ومنها يتضح أن الجنود في الجيش الإسرائيلي منحوا رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، مقعداً إضافياً ليصبح 37 مقعداً، لكن معسكر اليمين خسر مقعداً لصالح معسكر الوسط واليسار، وذلك لأن الجنود منحوا مقعداً أيضاً لحزب «ميرتس» اليساري الراديكالي، الذي يعارض الاحتلال ويؤيد حل الدولتين.
وبناء عليه، تكون نتائج الانتخابات الإسرائيلية على النحو التالي: الليكود الحاكم بقيادة نتنياهو 37 مقعداً، وتحالف «أزرق أبيض» (حزب الجنرالات بقيادة بيني غانتس) 36 مقعداً، حزب اليهود المتدينين الشرقيين «شاس» 8 مقاعد، حزب اليهود الغربيين المتدينين 7 مقاعد، حزب العمل 6 مقاعد، «تحالف الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة» بقيادة أيمن عودة 6 مقاعد، «إسرائيل بيتنا» برئاسة أفيغدور ليبرمان 5 مقاعد، «اتحاد أحزاب اليمين وتحالف والحركة الإسلامية»، برئاسة منصور عباس، وحزب «التجمع» برئاسة مطانس شحادة، وحزب «كولانو» برئاسة وزير المالية موشيه كحلون، 4 مقاعد لكل منها.
وبحسب هذه النتائج، فإن معسكر اليمين يحصل على 65 مقعداً ومعسكر الوسط واليسار والعرب 54 مقعداً.
ومع ذلك، أكدت اللجنة أن هناك مشكلات لم تنتهِ في 30 صندوق اقتراع، بسبب خلل تقني، وإن هذه النتائج يمكن أن تتغير مع ساعات الليل.
وكانت لجنة الانتخابات المركزية قد عاشت ساعات طويلة ومريرة، منذ فجر أمس (الخميس)، في أعقاب توجيه بعض قادة اليمين اتهامات لها بالفوضى والإخفاقات وتخلُّف وسائل عملها. وبسبب ذلك عاش كثير من النواب والوزراء على أعصابهم. ففي الصباح قيل إن «القائمة العربية» التي تضمّ «الحركة الإسلامية» و«حزب التجمع الوطني» سقطت بعد فرز أصوات اليمين، ثم قيل إن حزب «اليمين الجديد» برئاسة وزير التعليم نفتالي بنيت، ووزيرة القضاء أييلت شكيد تجاوزت نسبة الحسم بفضل أصوات الجنود، ثم قيل إن «الليكود» حصل على مقعد إضافي على حساب حزب «ميرتس» اليساري، ثم إن حزب «يهدوت هتوراة» خسر مقعده الثامن، وإن من يحتل هذا المقعد، وبدأ، أمس، الاحتفالات بانتخابه نائباً اضطر إلى وقف احتفالاته. وهكذا، يحسب أحد المرشحين أنه أصبح نائباً، ثم يُبلغ بعد ساعات بأنه سقط أو العكس. ويبلغ حزب بأن لديه أربعة نواب، ثم يفهم أنه خرج من الملعب السياسي.
وقال بتصلئيل سموتريتش، المرشح لنيل حقيبة وزارية عن حزب الاتحاد اليميني المتطرف، إن لجنة الانتخابات تعمل في عهد «السايبر» بأسلوب قديم مهترئ يكلف الديمقراطية ثمناً باهظاً. وأشار إلى عدد من الأخطاء الفاحشة، التي دلَّت على أن عملية إدخال المعطيات من التقارير الورقية الخطية إلى الحواسيب شابها خلل مريع، فقد تبين أن نسبة التصويت في عدة مواقع زادت عن 100 في المائة، من أصحاب حق الاقتراع، وأن القائمتين العربيتين حصلتا على بضع عشرات من الأصوات في مستوطنات يهودية لا يسكنها أي عربي في الضفة الغربية. وقال: «هذه مسخرة»!
وأفاد مصدر في لجنة الانتخابات بأن عمليات تزييف عدة تم اكتشافها في عدد من التجمعات، خصوصاً في البلدات العربية وبلدات اليهود المتدينين، وكذلك في المستوطنات. ولذلك فإن بعض هذه الصناديق سيتم إلغاؤها.
يُذكر أن النتائج الرسمية للانتخابات الإسرائيلية ستنشر فقط يوم الأربعاء المقبل. وعندما يتسلمها رئيس الدولة، رؤوبين رفلين، سيبدأ في إجراء مشاورات مع رؤساء الأحزاب الممثلة في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، حسب تلك النتائج، عمن يوصي كل منهم التكليف بتشكيل الحكومة. ووفقاً للنتائج، فإن أحزاب معسكر اليمين ستوصي جميعها برئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو لهذا التكليف، إذ تلتف حوله أحزاب تشكل أكثرية 65 مقابل 55 نائباً. وسيعطى نتنياهو مدة 28 يوماً للانتهاء من هذه المهمة، فإذا لم يفلح يستطيع أن يطلب تمديد الفترة بأسبوعين آخرين، وإذا فشل يتم تكليف نائب آخر في «الكنيست» بهذه المهمة، لكن نتنياهو يبدو واثقاً جداً من النجاح.
وقد أعلن رفلين، أمس، أن المشاورات التي سيجريها ستكون مفتوحة أمام وسائل الإعلام. والسبب يعود لخوفه من أن يتهمه الليكود، حزبه السابق، بالتحيز ضد نتنياهو. فهو يريد أن يعرف المواطنون كم عدد النواب الذين أوصوا تكليف نتنياهو، وكم أوصوا بتكليف بيني غانتس.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.