الداخلية المصرية: مقتل 11 إرهابياً في العريش و6 من «حسم» شمال القاهرة

خططوا لاستهداف تمركزات أمنية ونشر الفوضى

جانب من المضبوطات الخاصة بحركة «حسم» (من صفحة الداخلية)
جانب من المضبوطات الخاصة بحركة «حسم» (من صفحة الداخلية)
TT

الداخلية المصرية: مقتل 11 إرهابياً في العريش و6 من «حسم» شمال القاهرة

جانب من المضبوطات الخاصة بحركة «حسم» (من صفحة الداخلية)
جانب من المضبوطات الخاصة بحركة «حسم» (من صفحة الداخلية)

أعلنت وزرة الداخلية المصرية، أمس، مقتل 11 «إرهابياً»، خلال اشتباكات مع قوات الأمن في العريش بشمال سيناء. وقالت الوزارة، في بيان لها، إن «معلومات أفادت بتمركز مجموعة من العناصر الإرهابية بأحد المباني بمنطقة أبو عيطة في العريش، واستعدادهم لتنفيذ بعض العمليات الإرهابية في كثير من المناطق الحيوية، وتمركزات القوات المسلحة والشرطة».
وأضافت الداخلية أن «قوات الأمن قامت باستهداف الخلية الإرهابية، وتبادل إطلاق النيران معهم، الذي استمر لفترة، وأسفر عن مصرعهم، والعثور بحوزتهم على عدد من البنادق الآلية والخرطوش، وعبوتين وحزامين ناسفين، وأنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية، وتولت نيابة أمن الدولة العليا مباشرة التحقيقات».
وتشن قوات الجيش والشرطة المصرية عملية أمنية كبيرة في شمال ووسط سيناء منذ 9 فبراير (شباط) عام 2018، تعرف العملية باسم «سيناء 2018» لتطهير المنطقة من عناصر متطرفة موالية لـ«داعش».
وجاء استهداف الخلية الإرهابية بسيناء أمس، بعد يومين من هجوم انتحاري تبناه «داعش» في منطقة السوق بمدينة الشيخ زويد في شمال سيناء، أسفر عن سقوط «ضابطين وفردي شرطة، و3 مواطنين أحدهم طفل (6 أعوام)، وإصابة 26 مواطناً».
وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إن «المواجهات مع (الإرهابيين) تُعد استكمالاً لجهود الداخلية عبر توجيه الضربات الاستباقية للعناصر المتطرفة، وإجهاض مخططاتها، التي تستهدف تنفيذ عمليات عدائية لزعزعة الأمن والاستقرار».
في غضون ذلك، أكدت وزارة الداخلية، أمس، أنه «استكمالاً لجهودها في مواجهة تنظيم (الإخوان) الذي تعتبره السلطات المصرية إرهابياً من خلال توجيه الضربات الاستباقية لعناصره وإجهاض مخططاته، لتنفيذ عمليات عدائية تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وبعدما توافرت معلومات لقطاع الأمن الوطني تفيد بصدور تكليفات لعناصر المجموعات المسلحة التابعة للتنظيم لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية، تزامناً مع الدعوات التي تطلقها المنابر الإعلامية الإخوانية خلال الفترة الحالية لإحداث حالة من الفوضى».
وقالت الوزارة إنها «رصدت اتخاذ مجموعة من عناصر حركة (حسم) الإرهابية أحد المباني الملحقة بمزرعة بمحافظة القليوبية شمال العاصمة القاهرة وكراً للانطلاق لتنفيذ مخططهم الإرهابي، حيث تم مداهمة الوكر، وتبادل إطلاق النار مع العناصر الإرهابية، الذي أسفر عن مصرع 6 منهم، وعثر بحوزتهم على أسلحة، وكمية من المواد المتفجرة وأدوات تصنيع العبوات الناسفة».
كما أعلنت وزارة الداخلية أيضاً، أمس: «مصرع أحد أخطر العناصر الإجرامية، الذي اتخذ هو وعدد من العناصر الإجرامية من إحدى المناطق الجبلية بالأقصر (بصعيد مصر) حصناً لهم».
إلى ذلك، نفذت عناصر من القوات البحرية المصرية والفرنسية تدريباً بحرياً عابراً بنطاق الأسطول الشمالي بالبحر المتوسط. وقال العقيد تامر الرفاعي، المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة على صفحته بموقع التواصل «فيسبوك» أمس، إن «التدريب يأتي في إطار خطة القيادة العامة للقوات المسلحة لتعزيز ودعم علاقات التعاون العسكري مع الدول الصديقة»، مضيفاً أن «التدريب اشتمل على تنفيذ سيناريوهات واقعية لمجابهة التهديدات، التي تواجه الأمن البحري ومكافحة الإرهاب والقرصنة بالبحر، والتدريب على حماية هدف حيوي يتمثل في منصات البترول والغاز ضد التهديدات غير النمطية، وتنفيذ تدريبات نوعية للطائرات الهليكوبتر الفرنسية مع الوحدات البحرية المصرية والفرنسية نهاراً وليلاً، وتنفيذ كثير من تشكيلات الإبحار القتالية مع استخدام المواصلات الإشارية».
إلى ذلك، قضت محكمة جنايات القاهرة أمس بـ«معاقبة متهمين بالسجن 5 سنوات، و6 متهمين بالسجن لمدة 3 سنوات، لإدانتهم بالانضمام لجماعة إرهابية والتجمهر في منطقة الزيتون (شرق القاهرة)، فيما برأت المحكمة 4 متهمين».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».