انطلاق الانتخابات البرلمانية الهندية في أكبر ممارسة ديمقراطية عالمياً

مودي وحزبه القومي الهندوسي الأوفر حظاً لقيادة الدولة النووية الصاعدة

ناخبات هنديات يعرضن أصابعهن بعد الإدلاء بأصواتهن في ولاية آسام في شمال شرقي الهند (أ.ف.ب)
ناخبات هنديات يعرضن أصابعهن بعد الإدلاء بأصواتهن في ولاية آسام في شمال شرقي الهند (أ.ف.ب)
TT

انطلاق الانتخابات البرلمانية الهندية في أكبر ممارسة ديمقراطية عالمياً

ناخبات هنديات يعرضن أصابعهن بعد الإدلاء بأصواتهن في ولاية آسام في شمال شرقي الهند (أ.ف.ب)
ناخبات هنديات يعرضن أصابعهن بعد الإدلاء بأصواتهن في ولاية آسام في شمال شرقي الهند (أ.ف.ب)

بدأ نحو 900 مليون ناخب هندي، يمثلون أكثر من 10 في المائة من سكان العالم، الإدلاء بأصواتهم، واصطفوا خارج مراكز الاقتراع في أكبر ممارسة للديمقراطية على مستوى العالم، حيث يجري الاقتراع على سبع مراحل تمتد على مدى ستة أسابيع.
وبدأت أمس (الخميس) المرحلة الأولى لانتخاب مشرّعين، وسط مساعٍ من جانب رئيس الوزراء ناريندرا مودي الأوفر حظاً للفوز بولاية ثانية، لمجلس النواب الهندي «لوك سبها» الذي سيحكم البلد الآسيوي البالغ عدد سكانه 1.25 مليار نسمة من العاصمة نيودلهي، بحسب ما أعلنت اللجنة الانتخابية. وتمتد العملية الانتخابية حتى 19 مايو (أيار) ويتوقع إعلان النتائج في 23 مايو.
ويدلي المواطنون بأصواتهم في أولى الجولات السبع في 91 دائرة برلمانية، ويغطي الاقتراع 543 مقعداً. تصويت أمس ينظم في 20 ولاية ومنطقة اتحادية، بما في ذلك ولاية أوتار براديش، الأكثر كثافة سكانية وأهمية سياسية.
وشاهد صحافيو «رويترز» صفوفاً طويلة أمام الكثير من مراكز الاقتراع. وقالت لجنة الانتخابات: إن الناخبين يتوافدون بكثرة أيضاً للتصويت في منطقة شرقية شهدت يوم الثلاثاء هجوماً تفجيرياً ألقي باللوم فيه على المتمردين الماويين، وأودى بحياة عضو بالبرلمان عن حزب «بهاراتيا جاناتا» القومي الهندوسي الذي يتزعمه مودي، وكذلك أربعة مسؤولين أمنيين. ويشتبه في أن المتمردين الماويين نفذوا أيضاً تفجيراً خارج كشك اقتراع في ولاية ماهاراشترا بغرب البلاد، لكن دون وقوع ضحايا.
وقال جي في جي أشوك كومار، المسؤول بالشرطة بولاية أندرا براديش بجنوب البلاد: إن العاملين من الأحزاب الإقليمية المختصمة اشتبكوا عند أكشاك الاقتراع؛ ما أدى إلى وفاة ناشط. وأصيب أربعة آخرين. وذكرت شبكة تلفزيون نيودلهي (إن دي تي في)، أن القوات شبه العسكرية في ولاية أوتار براديش أطلقت النار في الهواء لتفريق ما بين 25 و30 «ناخباً كاذباً» الذين حاولوا الإدلاء بأصواتهم قسراً من دون بطاقات الهوية الملائمة.
وكتب مودي في وقت سابق على «تويتر»: «آمل في أن تشهد هذه الانتخابات مشاركة تاريخية»، مشجعاً الناخبين الذين يقترعون للمرة الأولى على الإدلاء بأصواتهم بأعداد قياسية.
وتشارك في الانتخابات مئات الأحزاب السياسية في هذا البلد المتنوع ثقافياً وجغرافياً، إلا أن حزب «بهاراتيا جاناتا» الهندوسي القومي الذي يتزعمه مودي، وحزب المؤتمر اليساري الميول هما أقوى حزبين متنافسين.
ويسعى مودي للحصول على فترة ولاية ثانية ببرنامج انتخابي يتمحور حول الأمن الوطني وتعهدات بالتنمية، وإعانة المزارعين، وإجراءات الشؤون الاجتماعية. ويدخل مودي الذي حصل حزبه اليميني على الغالبية الساحقة في انتخابات 2014، السباق من موقع قوي، حيث يحظى بشعبية كبيرة، كما أن حزب «بهاراتيا جاناتا» يتمتع بخبرة سياسية واسعة. وبعد خمس سنوات من سلطة مودي، تطرح تساؤلات ما إذا كانت الهند ستكرس هيمنة القوميين الهندوس في مجتمع يسوده استقطاب سياسي، أو ستختار التناوب الحكومي.
وقال أنوراغ باراوه (23 عاماً)، لوكالة الصحافة الفرنسية، وهو في عداد 84 مليون شاب هندي تمكنوا للتصويت للمرة الأولى في هذا الاقتراع: «إنها حماسة كبرى التمكن من التصويت، أشعر بأنني جزء من نظام ديمقراطي يحمّلني مسؤولية انتخاب زعيم يمكنه إدارة البلاد».
وتبرز صورة مودي في كل أنحاء الهند، من لافتات ولوحات دعائية رسمية وصولاً إلى برامج إذاعية وتغطية إعلامية مستمرة وعلى شبكات التواصل الاجتماعي؛ ما يثبت حضور رئيس الوزراء الدائم في الحياة اليومية للهنود. وحتى الآونة الأخيرة، كان يبدو أن لا شيء يمكن أن يوقف «تسونامي» حزب مودي بعدما فاز بكل الانتخابات الإقليمية الكبرى - وهي عمليات اقتراع استراتيجية في هذا النظام الفيدرالي. لكن نكسات انتخابية عدة للحزب في ولايات أساسية في شمال البلاد في نهاية السنة الماضية أعادت إحياء أمل خصومه من حزب المؤتمر التاريخي الذي يتزعمه راهول غاندي، بتحقيق تقدم. وتمكن مودي خلال الأسابيع الأخيرة من تعزيز أجندته القومية في الهند بعد المواجهة مع باكستان، التي كانت الأخطر منذ سنوات، بسبب تفجير انتحاري في إقليم كشمير المتنازع عليه في 14 فبراير (شباط)، الذي أدى إلى مقتل 40 مسلحاً هندياً. كما تجرى الانتخابات في ولاية جامو وكشمير التي تضربها أعمال عنف مسلح، الولاية الهندية الوحيدة ذات الغالبية المسلمة؛ مما دفع السلطات إلى تكثيف الأمن المشدد هناك بالفعل. وكانت المتاجر والمدارس مغلقة في منطقة كشمير وخلت معظم الطرق من حركة المرور بعد أن دعا الانفصاليون إلى إضراب احتجاجاً على الانتخابات. وفي مركز انتخابي داخل مدرسة ابتدائية في دائرة مظفرناجار المضطربة في ولاية أوتار براديش بشمال البلاد، وقف شداب علي (18عاماً) برفقة أصدقاء كي يدلي بصوته لأول مرة. وتسببت أحداث شغب بين الهندوس والمسلمين في تلك الولاية في مقتل 65 شخصاً على الأقل قبل الانتخابات السابقة عام 2014.
وقال علي: «قدم مودي أشياء، لكنه لم يقدم ما هو كافٍ لنا... نحن نريد تنمية. أدلي بصوتي من أجل التنمية».
وحزب بهاراتيا جاناتا بزعامة مودي هو المتصدر للسباق الانتخابي رغم المشاكل الاقتصادية الناجمة عن تزايد معدلات البطالة وضعف الدخل الزراعي بمناطق الريف، حيث يعيش ثلثا أبناء الشعب. وقال مودي على «تويتر» مع بدء التصويت: إن الأجواء العامة تدعم «بقوة» تحالفه الوطني الديمقراطي الذي يمثل «بهاراتيا جاناتا» أكبر أحزابه. وقال: «هدف التحالف الوطني الديمقراطي هو التنمية، والمزيد من التنمية، والتنمية الشاملة».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.