ليبرمان يشترط «تصفية حماس» لكي يدعم نتنياهو في تشكيل الحكومة

الأحزاب العربية تخسر 110 آلاف صوت و3 مقاعد

بنيامين نتنياهو يحيي مؤيديه من حزب الليكود في تل أبيب فجر أمس (أ.ف.ب)
بنيامين نتنياهو يحيي مؤيديه من حزب الليكود في تل أبيب فجر أمس (أ.ف.ب)
TT

ليبرمان يشترط «تصفية حماس» لكي يدعم نتنياهو في تشكيل الحكومة

بنيامين نتنياهو يحيي مؤيديه من حزب الليكود في تل أبيب فجر أمس (أ.ف.ب)
بنيامين نتنياهو يحيي مؤيديه من حزب الليكود في تل أبيب فجر أمس (أ.ف.ب)

استغلّ رئيس حزب اليهود الروس، «إسرائيل بيتنا»، وزير الدفاع السابق، أفيغدور ليبرمان، التساوي في قوة حزب الليكود، برئاسة بنيامين نتنياهو، وحزب الجنرالات بقيادة رئيس أركان الجيش الأسبق، بيني غانتس، بالنتيجة «35:35 مقعداً»، للمناورات والمساومات السياسية، فأعلن أنه يريد أن يوصي رئيس الدولة، رؤوبين رفلين، بتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة المقبلة. ولكنه لن يفعل ذلك قبل أن يتعهَّد له نتنياهو بإقرار خطة لتصفية «حماس».
وبعد هذا الإعلان، أغلق ليبرمان هاتفه، وغادر البلاد إلى إحدى دول أوروبا الشرقية، في عطلة طويلة. وقال إنه لا يريد إدارة مفاوضات، فلديه بعض المطالب التي طرحها، علناً، فإن وافق عليها نتنياهو فإنه سيوصي به، وإن لم يوافق فستكون أمامه أزمة جدية.
وكان فرز نتائج الانتخابات، في نحو 98 في المائة من صناديق الاقتراع في الانتخابات الإسرائيلية، الذي أعلن، فجر أمس (الأربعاء)، قد دل على أن نتنياهو وغانتس تساويا في عدد المقاعد التي حصل عليها كل حزب من حزبيهما، وهو 35 مقعداً من مجموع مقاعد الكنيست (البرلمان الإسرائيلي). وتوزعت بقية المقاعد على النحو التالي: حزبا اليهود المتدينين (الحريديم) 16 مقعداً، 8 مقاعد لـ«يهدوت هتوراة» التي تجمع اليهود المتدينين الأشكناز، و8 مقاعد لـ«شاس»، التي تجمع اليهود المتدينين الشرقيين. وتدل هذه النتيجة على زيادة 33 في المائة بقوتيهما من 12 إلى 16. ويليهما النواب العرب، الذين انخفض عددهم من 13 مقعداً عندما كانوا موحدين في «القائمة المشتركة» إلى 10 مقاعد حالياً: «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة» بقيادة أيمن عودة، و«العربية للتغيير» بقيادة أسامة سعدي (6 مقاعد)، و«الحركة الإسلامية» بقيادة منصور عباس و«التجمع الوطني» بقيادة مطانس شحادة (4 مقاعد).
وأسفرت النتائج أيضاً عن انهيار حزب «العمل»، بقيادة آفي غباي، الذي يُعتبر القائد الأول والتاريخي للحركة الصهيونية ومؤسس الدولة العبرية، فقد هبط من 24 مقعداً في الانتخابات الماضية إلى 6 مقاعد هذه المرة. وتوزعت بقية المقاعد على النحو التالي: حزب اليسار الاشتراكي «ميرتس» (5 مقاعد)، واتحاد الأحزاب اليمينية (4 مقاعد)، وهو الحزب الذي جمع قوى الاستيطان اليهودي، وجماعة «كهانا» العنصري، وحزب «كلنا» بقيادة وزير المالية موشيه كحلون (4 مقاعد).
وبهذا يكون حجم تكتل أحزاب اليمين 64 مقعداً من مجموع 120، أي بانخفاض 3 مقاعد عن الانتخابات الماضية، مقابل 56 مقعداً لأحزاب الوسط واليسار والعرب معاً. ولكن هذه النتائج لا تُعتَبَر نهائية أو رسمية، فهنالك 320 ألف صوت لم تُفرز بعد، هي أصوات الجنود في الجيش الإسرائيلي، وكذلك الشرطة وحرس الحدود، وأصوات المرضى في المستشفيات، وأصوات الصناديق المتحركة الأخرى للمعوقين، والدبلوماسيين في الخارج. ويُتوقع الانتهاء من فرزها، اليوم (الخميس). ولكن النتائج الرسمية ستنشر في الجريدة الرسمية فقط يوم الأربعاء المقبل. وعندها يبدأ رئيس الدولة، رفلين، التشاور حول تكليف رئيس للحكومة، حيث سيجتمع طيلة الأسبوع المقبل مع جميع الكتل لسماع توصياتها. وبما أن عدد النواب متساو بين غانتس ونتنياهو، فإن رفلين سيكلف من له أكبر احتمالات بتشكيل الحكومة، ويبدو أن نتنياهو هو الذي يستطيع ذلك.
واتضح أن نسبة التصويت هبطت بشكل كبير في هذه الانتخابات، من 73 في المائة، في الانتخابات الماضية، إلى 68 في المائة، هذه المرة، ونسبة التصويت عند العرب هبطت أكثر من 63 في المائة إلى أقل من 50 في المائة هذه المرة. ومن مجموع 41 قائمة تقدمت للمنافسة، سقطت 31 قائمة، بينها حزب «اليمين الجديد»، برئاسة وزير المعارف نفتالي بنيت، ووزيرة القضاء أييلت شكيد، وحزب «جسر» بقيادة أولي ليفي - ابكسيس، وهي ابنة قائد تاريخي في الليكود ووزير الخارجية الأسبق ديفيد ليفي.



غرق سفينة يونانية ثانية غداة هجمات حوثية... وجهود لإنقاذ طاقمها

السفينة اليونانية «ماجيك سيز» لحظة تفجيرها من قِبَل الحوثيين في البحر الأحمر (إ.ب.أ)
السفينة اليونانية «ماجيك سيز» لحظة تفجيرها من قِبَل الحوثيين في البحر الأحمر (إ.ب.أ)
TT

غرق سفينة يونانية ثانية غداة هجمات حوثية... وجهود لإنقاذ طاقمها

السفينة اليونانية «ماجيك سيز» لحظة تفجيرها من قِبَل الحوثيين في البحر الأحمر (إ.ب.أ)
السفينة اليونانية «ماجيك سيز» لحظة تفجيرها من قِبَل الحوثيين في البحر الأحمر (إ.ب.أ)

وسط تنديد أميركي بتصعيد الجماعة الحوثية ضد السفن، أفادت مصادر ملاحية غربية بأن سفينة شحن يونانية غرقت في البحر الأحمر إثر هجمات حوثية، وسط جهود انطلقت، الأربعاء، لإنقاذ أفراد طاقمها الذين قتل منهم 4 على الأقل بسبب الهجمات.

السفينة «إترنيتي سي» هي الثانية التي تغرق هذا الأسبوع بعد سفينة «ماجيك سيز» منذ عاد الحوثيون لهجماتهم البحرية، الأحد الماضي، بذريعة منع ملاحة السفن المرتبطة بالمواني الإسرائيلية في سياق مناصرة الفلسطينيين في غزة.

وتقول الحكومة اليمنية إن الجماعة الحوثية تهاجم السفن تنفيذاً لأجندة إيران في المنطقة، وسعياً للهروب من استحقاقات السلام المتعثر منذ انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي أواخر 2023.

مصادر غربية أكدت انطلاق مهمة لإنقاذ طاقم سفينة الشحن «إترنيتي سي» التي غرقت في البحر الأحمر بعد هجوم أسفر عن مقتل أربعة على الأقل من أفراد من طاقمها.

ونقلت «رويترز» عن شركات أمنية مشاركة في المهمة، أنه تم انتشال أربعة من أفراد الطاقم وفرد أمن مسلح من المياه التي ظلوا فيها لأكثر من 24 ساعة.

أضافت الشركات أنها لم تتمكن بعدُ من رؤية بقية أفراد الطاقم، البالغ عددهم 22 فرداً، ولا فردي أمن آخرين كانا على ظهر السفينة.

وقال مسؤول في شركة «ديابلوس» لإدارة المخاطر البحرية، ومقرها اليونان: «سنواصل البحث عن بقية أفراد الطاقم حتى آخر ضوء».

وكانت مصادر الأمن البحري البريطانية أفادت بأن السفينة «إترنيتي سي» تعرضت للهجوم، الاثنين، بزوارق مسيَّرة وقذائف صاروخية أطلقها الحوثيون من قوارب سريعة.

«رويترز» نقلت عن مصدرَين أمنيَين، أن السفينة تعرضت للهجوم مرة أخرى مساء الثلاثاء؛ ما أجبر الطاقم على القفز في الماء، وسط مخاوف من أن يكون الحوثيون اختطفوا بعض أفراد الطاقم.

السفينة اليونانية الغارقة «ماجيك سيز» تعرَّضت لأنساق متعددة من الهجمات الحوثية (إ.ب.أ)

وبحسب البيانات التي أوردتها المصادر الملاحية الغربية، يتكون طاقم السفينة من 21 فلبينياً وروسي واحد، في حين يرجح أن يتبنى الحوثيون رسمياً هذا الهجوم كما حدث في شأن السفينة «ماجيك سيز» التي وثقوا غرقها بعد تفخيخها وتفجيرها.

ترفع السفينتان الغارقتان علم ليبيريا، وتملكهما جهات يونانية، ويقول الحوثيون إن مشغلي السفينتين يتعاملون مع المواني الإسرائيلية.

وهذه هي المرة الأولى منذ يونيو (حزيران) 2024 التي يقتل فيها بحارة في هجمات على سفن في البحر الأحمر، حيث قتل حينها أربعة بحارة إثر هجوم على سفينة ترفع علم ليبيريا.

كان المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، تبنى، الاثنين، إغراق السفينة «ماجيك سيز»، وقال في بيان، إنها تابعة لشركة انتهكت حظر الدخول إلى مواني إسرائيل، وفق زعمه، موضحاً أنه تم مهاجمتها بزورقين مسيرين، وخمسة صواريخ باليستية ومجنحة، وثلاث طائرات مسيَّرة، مشيراً إلى أن جماعته وثقت غرقها بالصوت والصورة، وسمحت للطاقم بالإخلاء.

ويُعتقد أن الجماعة الحوثية حاولت قرصنة السفينة، إلا أن طاقمها الأمني رد بإطلاق النار، ما دفع الجماعة إلى استخدام الصواريخ والزوارق المسيرة المفخخة في استهدافها.

تمسك بالتصعيد

في ظل إصرار الجماعة الحوثية على المضي في التصعيد البحري ضد السفن إلى جانب استمرار الهجمات باتجاه إسرائيل، ادعى مهدي المشاط وهو رئيس مجلس حكمها الانقلابي أن جماعته ملتزمة بحرية الملاحة للجميع باستثناء الجهات الداعمة لإسرائيل.

ونقلت وسائل إعلام الجماعة عن المشاط مزاعم بأنهم لا يرغبون في استهداف سفن لا علاقة لها بإسرائيل، وتحدث عن استحداث «مركز عمليات إنساني للتنسيق مع شركات الملاحة حرصاً منا على تجنب الضرر ما أمكن».

وتوعد القيادي الحوثي بالمزيد من الهجمات، وهدد شركات الملاحة بالقول إن مَن يخالف التعليمات التي تصدر عن جماعته «فسوف يتحمّل مسؤولية ذلك».

عنصر حوثي على متن سفينة «ماجيك سيز» قبل تفخيخها وتفجيرها (إ.ب.أ)

على إثر التطورات، أدانت الولايات المتحدة الهجمات الحوثية ووصفتها بـ«غير المبررة»، حسب ما جاء في بيان على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية، تامي بروس.

وقال البيان الأميركي إن الهجمات تعكس «التهديد المتواصل الذي يشكله المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران على حرية الملاحة والأمن الاقتصادي والبحري على المستوى الإقليمي».

ودعت الخارجية الأميركية المجتمع الدولي بأسره إلى إدانة هذه الهجمات، وقالت: «لقد كانت الولايات المتحدة واضحة لناحية أننا سنواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية حرية الملاحة والشحن التجاري من هجمات الحوثيين الإرهابية».

يشار إلى توسط سلطنة عمان في تفاهم بدأ سريانه في 6 مايو (أيار) 2025، تعهدت خلاله الجماعة بالتوقف عن مهاجمة السفن الأميركية في البحر الأحمر مقابل وقف الحملة العسكرية الواسعة التي أطلقها ترمب، بيد أن الاتفاق لم يشمل إسرائيل.

وشن الحوثيون أكثر من 150 هجوماً ضد السفن منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، ما تسبب في إرباك حركة الشحن الدولي عبر البحر الأحمر ورفع أسعار السلع والتأمين، وأدت هجمات العام الماضي إلى غرق سفينة بريطانية وأخرى يونانية.

كما أدت الهجمات إلى تضرر العديد من السفن الأخرى، فضلاً عن قرصنة السفينة «غالاكسي ليدر» مع اعتقال طاقمها لأكثر من عام.