حزب طالباني يرشح نجله لمنصب نائب رئيس حكومة كردستان

مقابل تنازله عن رئاسة البرلمان لحركة التغيير

قباد طالباني
قباد طالباني
TT

حزب طالباني يرشح نجله لمنصب نائب رئيس حكومة كردستان

قباد طالباني
قباد طالباني

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مقربة من قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني أن «قباد طالباني، نجل الرئيس العراقي والأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني، قد تأكد ترشيحه لمنصب نائب رئيس حكومة إقليم كردستان التي يترأسها نيجيرفان بارزاني نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، وذلك بعد تنازل الاتحاد عن منصب رئيس البرلمان لصالح حركة التغيير».
وقال مصدر طلب عدم ذكر اسمه إن «مشاورات تشكيل الحكومة تقترب من نهايتها، ومن المؤمل أن تنطلق الجولة الأخيرة من المفاوضات خلال الأسبوع المقبل بعد التفاهم حول مجمل التفاصيل بين الأطراف السياسية الرئيسة، وبعد أن اتضحت معالم تلك الحكومة التي يقترح المكلف بتشكيلها نيجيرفان بارزاني أن يكون هناك ثلاثة نواب له، واحد من حزبه، والمرشح هو آشتي هورامي وزير النفط، وآخران من كل من حزب طالباني وحركة التغيير، لكي تكون الحكومة مقبولة من الجميع، وأن هذا المقترح سيبحث في الجولة المقبلة والأخيرة من المفاوضات، فإذا حصل الاتفاق، فسيجري ترشيح ثلاثة نواب لرئيس الحكومة، وإلا سيبقى الوضع على ما هو عليه بنائب واحد يذهب إلى (الاتحاد الوطني)».
وحول توزيع الوزارات، قال المصدر: «بالنسبة للوزارات سيجري توزيع الحقائب كما يلي: سبع وزارات للحزب الديمقراطي الكردستاني، بصفته الفائز الأول بالانتخابات البرلمانية الأخيرة، وأربع وزارات لحركة التغيير ضمنها وزارة المالية، وثلاث وزارات للاتحاد الوطني ضمنها وزارة سيادية وهي البيشمركة، على أن يحتفظ الحزب الديمقراطي بوزارتين سياديتين هما الداخلية والموارد الطبيعية (النفط)، وتخصص وزارتان للاتحاد الإسلامي، ووزارة للجماعة الإسلامية مع تعويضها بمنصب سكرتير البرلمان، ووزارة واحدة لكل من التركمان والمسيحيين».
وقال المصدر «إن الاتحاد الوطني أصر في الجولة الأخيرة من المفاوضات على نيل منصب نائب رئيس الحكومة لأن المرسوم الرئاسي سيصدر من رئاسة الإقليم باسم الرئيس المكلف ونائبه، ويريد الاتحاد الوطني أن يثبت لأنصاره أنه ما زال طرفا قويا في السلطة وكذلك لكي يبقى الملف النفطي بيد العضو الاتحادي الذي سيحتل المنصب بوصفه سيكون عضوا في اللجنة العليا للطاقة بالإقليم».
وحول الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة، قال المصدر إن «عضو المجلس القيادي آريز عبد الله تم تثبيته رئيسا لقائمة الاتحاد الوطني لانتخابات مجالس المحافظات، ويرجح أن يكلف عضو المكتب السياسي للاتحاد عدنان المفتي بقيادة قائمة الحزب للانتخابات البرلمانية العراقية، ورئيس قائمة السليمانية لم يحسم بعد».
وحول المؤتمر الرابع للحزب المقرر عقده نهاية الشهر الحالي، قال المصدر: «أصبحت الأصوات الداعية إلى تأجيله غالبة خلال الفترة الأخيرة، رغم أن أقطاب القيادة الحالية تصر على عقده لإسباغ الشرعية على نفسها، ومن المتوقع أن يجري تصعيد قباد طالباني، نجل الأمين العام، إلى عضوية القيادة في حال انعقد المؤتمر ليرشح بعد ذلك لعضوية المكتب السياسي، إذ تريد القيادة المتنفذة داخل الحزب إعطاءه دورا أكبر في المرحلة المقبلة».



تحذيرات من استمرار تأثير الفيضانات على الوضع الإنساني في اليمن

مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)
مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)
TT

تحذيرات من استمرار تأثير الفيضانات على الوضع الإنساني في اليمن

مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)
مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)

على الرغم من اقتراب موسم الأمطار في اليمن من نهايته مع رحيل فصل الصيف، تواصلت التحذيرات من استمرار هطول الأمطار على مناطق عدة، مع تراجع حدتها وغزارتها، مع استمرار تأثير الفيضانات التي حدثت خلال الأشهر الماضية، وتسببت بخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات والبنية التحتية.

ويتوقع خبراء ومراكز أرصاد استمرار هطول الأمطار على مناطق متفرقة مختلفة الطبيعة الجغرافية خلال الأيام المقبلة، وتشمل تلك المناطق محافظة المهرة أقصى شرقي اليمن، والمرتفعات الغربية في محافظات تعز، وإب، ولحج، وريمة، وذمار، وصنعاء، والمحويت، وعمران، وحجة وصعدة، بالإضافة إلى الساحل الغربي في محافظات حجة، والحديدة وتعز، والمناطق السهلية في محافظات أبين، وشبوة وحضرموت.

آثار عميقة تسببت بها الفيضانات في اليمن وأدت إلى تفاقم الظروف الإنسانية المتردية (أ.ف.ب)

وحذّر الخبراء الذين نشروا توقعاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من تشكل سحب عملاقة تنذر بأمطار غزيرة وسيول وعواصف وبروق شديدة، واحتمال هبوب رياح عنيفة، مع أجواء غائمة أغلب الوقت، داعين السكان إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة.

وشهد اليمن منذ مطلع الشهر الحالب تراجعاً في هطول الأمطار في مختلف أنحاء البلاد، بعد شهرين من الأمطار التي تسببت بفيضانات مدمرة في عدد من المحافظات، وتركزت الآثار العميقة لهذه الفيضانات في محافظتي الحديدة والمحويت غرباً.

وحذَّرت لجنة الإنقاذ الدولية من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن مع استمرار الفيضانات، التي بدأت في مارس (آذار) واشتدت في يوليو (تموز) وأغسطس (آب)، وأدت إلى نزوح عشرات الآلاف من الأسر، وتدمير البنية التحتية الحيوية، وتأجيج الانتشار السريع للكوليرا، وتضرر أكثر من 268 ألف شخص في اليمن، في ظل موجة ماطرة شهدتها البلاد.

ونبهت اللجنة في بيان لها إلى أن استمرار احتمالية وجود خطر فيضانات مفاجئة إضافية بسبب تشبع الأرض بفعل الأمطار الغزيرة وأنظمة الصرف السيئة، رغم توقف هطول الأمطار خلال الشهر الحالب، ووصفت هذا الخطر بالمرتفع.

استمرار الكارثة

قالت اللجنة إن الفيضانات أثرت بشدة على محافظات الحديدة، وحجة، ومأرب، وصعدة وتعز، حيث تأثر ما يقرب من 268 ألف فرد في 38285 عائلة حتى الشهر الماضي، وفقاً لتقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وتسببت الأمطار الغزيرة، التي من المتوقع استمرارها هذا الشهر، في تدمير واسع النطاق للمنازل والأراضي الزراعية والبنية التحتية.

وقيَّدت الأمطار والفيضانات - وفق بيان اللجنة - من إمكانية الوصول إلى الغذاء، وهي قضية يعاني منها بالفعل أكثر من 17 مليون يمني بسبب الصراع والتدهور الاقتصادي وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وكلها تفاقمت بسبب أزمة المناخ.

توقعات باستمرار الأمطار الغزيرة في اليمن رغم انتهاء موسمها برحيل فصل الصيف (رويترز)

وبينت المنظمة أن محافظة تعز (جنوب غرب) شهدت وحدها تدمير ما يقدّر بنحو 70 إلى 100 في المائة من الأراضي الزراعية جراء الأمطار.

ودعت المجتمع الدولي والجهات المانحة إلى تقديم المزيد من الدعم للحد من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن جراء الفيضانات المدمرة الأخيرة التي ضربت البلاد، والتفشي المتسارع لوباء الكوليرا، مشددة على زيادة الدعم المالي واللوجيستي لتلبية الاحتياجات الفورية والطويلة الأجل للمتضررين من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن.

ونوهت اللجنة إلى أن الكارثة الإنسانية في اليمن تتضاعف «مدفوعة بالتأثيرات المدمرة للفيضانات الأخيرة والتفشي المتسارع لوباء الكوليرا في معظم أنحاء البلاد»، مرجحة أنه، و«من دون اتخاذ إجراءات في الوقت المناسب، سيستمر الوضع في التدهور؛ مما يعرض المزيد من الأرواح للخطر».

انتشار سريع للكوليرا

قال إيزايا أوجولا، القائم بأعمال مدير لجنة الإنقاذ الدولية في اليمن، إن البلاد «تواجه أزمة على جبهات متعددة» بدءاً من الصراع المستمر إلى الفيضانات الشديدة، والآن «تفشي وباء الكوليرا الذي انتشر بسرعة في الكثير من المحافظات».

وأضاف: «إن حياة الناس معرّضة للخطر بشكل مباشر، ومن المرجح أن يؤدي تدمير مرافق المياه والصرف الصحي إلى تفاقم انتشار المرض»، في حين أطلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عمليات طوارئ في المناطق الأكثر تضرراً في حجة، والحديدة، والمحويت وتعز، حيث قدمت مساعدات نقدية لنحو 2000 عائلة متضررة.

دمار هائل في البنية التحتية تسببت به الفيضانات الأخيرة في عدد من محافظات اليمن (أ.ب)

وأشار إلى أن المرحلة الأولية ركزت على تلبية الاحتياجات الفورية، مع التخطيط لمزيد من التقييمات لتوجيه التدخلات المحتملة في مجال المياه والصرف الصحي، مثل إنشاء نقاط المياه والمراحيض الطارئة.

وبيَّن أوجولا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر وشركاءها أجروا تقييمات في المناطق المتضررة، وكشفوا عن نزوح ما يقرب من 9600 شخص بسبب الفيضانات في تعز، وحجة والحديدة، حيث تعرَّضت البنية الأساسية للمياه والصرف الصحي والصحة لأضرار كبيرة؛ مما زاد من خطر تفشي الكوليرا في هذه المناطق.

وكان مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وزَّع مساعدات إيوائية طارئة على المتضررين من السيول والفيضانات في مديرية موزع التابعة لمحافظة تعز، الثلاثاء الماضي.

وتضمنت المساعدات الطارئة 100 خيمة و370 حقيبة إيواء استفاد منها 2220 فرداً من المتضررين من السيول في المديرية.

ويأتي هذا التدخل بالتنسيق مع كتلة الإيواء ومكاتب مركز الملك سلمان للإغاثة في اليمن، وبالتنسيق مع السلطة المحلية ووحدة النازحين.