عكرت إصابة المهاجم هاري كين احتفالات توتنهام هوتسبير بالفوز 1 - صفر على مانشستر سيتي، في ذهاب دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بينما حقق ليفربول المتوقع، بتغلبه على ضيفه بورتو البرتغالي بثنائية نظيفة.
على ملعبه الجديد، نجح توتنهام في حسم الفصل الأول من المواجهة الإنجليزية الخالصة، بإسقاطه ضيفه مانشستر سيتي بهدف وحيد سجله الكوري الجنوبي سون هيونغ – مين؛ لكن الفريق تلقى ضربة موجعه بإصابة هاري كين التي قد تحرمه من استكمال الموسم الجاري.
وتألم كين، الذي سجل 24 هدفاً في كل المسابقات هذا الموسم، بعد إصابة في كاحله عقب مرور ساعة من اللعب، بعد كرة مشتركة عنيفة مع فابيان ديلف لاعب مانشستر سيتي. وترك مهاجم إنجلترا الملعب بشكل فوري، وسط مخاوف من غياب اللاعب عن بقية مباريات هذا الموسم. وخضع كين أمس لأشعة رنين مغناطيسي، ويخشى المدير الفني ماوريسيو بوكيتينو أن يكون حجم الإصابة أخطر من المتوقع؛ حيث قال: «إنه أمر مثير للقلق بالنسبة لنا. سنفتقده، ربما حتى نهاية الموسم. نتمنى ألا يكون الأمر خطيراً... لقد تعرض لالتواء في الكاحل، لذلك سنراقب حالة اللاعب خلال الأيام القليلة المقبلة».
وأضاف: «يمكننا التفكير في القادم، ونأمل ألا تكون الإصابة خطيرة، وأن يكون بوسعه التعافي في أسرع وقت؛ لكن الأمر لا يبدو كذلك».
وتبادل بوكيتينو كلمات غاضبة مع ديلف بعد الواقعة، التي بدا أن اللاعب المنافس دهس فيها كاحل كين بعد كرة مشتركة في منتصف الملعب. وقال بوكيتينو: «لقد كان عنيفاً جداً مع هاري في الواقعة. حاولت أن أشرح له أن التعمد لم يكن موجوداً من هاري أو منه لإيذاء بعضهم بعضاً. كانت كرة عنيفة وتعرض لاعبنا لالتواء في الكاحل... قلت لديلف: (أنت محظوظ)؛ لأنه كان من الممكن أن يتلقى بطاقة حمراء».
لكن إصابة كين ربما كانت سبباً في توهج سون هيونغ – مين، الذي استطاع تسجيل هدف اللقاء الوحيد من مجهود فردي كبير، ليرفع رصيده إلى 18 هدفاً في كل المسابقات هذا الموسم، ويواصل ترك بصمة عند غياب كين، كما فعل بالتسجيل في أربع مباريات متتالية غاب عنها زميله المهاجم الإنجليزي، في وقت سابق من الموسم.
وجاء الهدف بعدما تلقى اللاعب الكوري تمريرة من كريستيان إريكسن، ثم أنقذها قبل الخروج من الملعب، وراوغ ديلف، ثم سدد كرة أرضية قوية في المرمى بالدقيقة 78، في أول مواجهة من ثلاث مباريات بين الفريقين في غضون عشرة أيام.
وقال سون: «نحن كفريق، وليس أنا فقط، لا نستسلم طوال 90 دقيقة. نقاتل، كانت مباراة صعبة جداً، وفي نهاية المطاف كنا أكثر فعالية منهم».
وأظهر توتنهام انضباطاً كبيراً لإيقاف سيتي، الذي لم يشرك وبشكل مفاجئ صانع اللعب كيفن دي بروين إلا في الدقيقة 89. ومع ذلك يعتقد بوكيتينو أن سيتي ما زال يملك الأفضلية للتأهل.
وقال مدرب توتنهام: «كانت مباراة صعبة. أنا سعيد؛ لكن مانشستر سيتي لا يزال المرشح الأكبر. أظهرنا إمكانات كبيرة وقدمنا أداء جيداً؛ لكن تتبقى 90 دقيقة من اللعب». وسيكون سيتي أيضاً في حاجة إلى التغلب على إحصاءات سلبية، إذا كان يريد مواصلة محاولته لحصد أربعة ألقاب هذا الموسم.
وخسر سيتي مبارياته الخمس الأوروبية أمام أندية إنجليزية، ومنها أمام ليفربول في مباراتي ذهاب وإياب دور الثمانية لدوري الأبطال العام الماضي.
ولم يحقق سيتي أيضاً أي فوز في مجموع مباراتين في أوروبا، بعد التأخر خارج الأرض في لقاء الذهاب، منذ تفوقه على جورنيك زابغه في دور الثمانية لكأس أبطال الكؤوس الأوروبية موسم 1970 - 1971. وفي تلك المناسبة احتاج سيتي إلى مباراة إعادة بعدما فاز كل فريق على أرضه 2 – صفر، وقبل أن يحسم المواجهة الثالثة 3 - 1.
في المقابل احتفظ الإسباني جوسيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، بهدوئه رغم الخسارة الأولى لفريقه، بعد 23 مباراة في كل المسابقات، في مسيرة دفعته لحصد لقب كأس رابطة الأندية الإنجليزية، والوصول إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، وتبادل مستمر لصدارة الدوري الممتاز مع ليفربول، في صراع مثير على اللقب.
ولا يزال من الممكن لسيتي حصد رباعية من الألقاب؛ لكن سيكون مطالباً ببذل كثير من الجهد لمواصلة المشوار الأوروبي في ظل سجله المخيب. وقال غوارديولا عقب اللقاء: «في الموسم الماضي كان موقفنا أسوأ. باستثناء تعرضنا لبعض الفرص بسبب الكرات الثابتة والهجمات المرتدة، فإننا سيطرنا على المباراة ولعبنا بشكل جيد. كنت أرغب في أن نسجل هدفاً؛ لكن الموقف على ما هو عليه حالياً».
وتأثر سيتي أيضاً بإهدار لاعبه سيرجيو أغويرو ركلة جزاء في الشوط الأول، بعد احتساب لمسة يد ضد داني روز، عقب اللجوء إلى نظام حكم الفيديو المساعد.
ورغم الوصول كثيراً إلى الثلث الهجومي، فإن سيتي سدد كرتين فقط على مرمى أصحاب الأرض، رغم أنه يملك هجوماً هز شباك شالكه الألماني عشر مرات في الدور السابق. وعانى سيتي أيضاً لكي يفوز على برايتون آند هوف ألبيون، في قبل نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، في استاد ويمبلي يوم السبت الماضي؛ لكن غوارديولا لم يرغب في توجيه انتقادات للاعبيه، وقال: «عندما لا نلعب بشكل جيد فإني أقول ذلك؛ لكن ليس لدي هذا الشعور... هذا المنافس يعتاد على الضغط طويلاً؛ لكنه لم يكن بوسعه أن يفعل ذلك؛ خصوصاً في الشوط الثاني عندما وصلنا كثيراً إلى الثلث الهجومي». وواصل: «في الأسبوع المقبل أتمنى أن نحظى بدعم المشجعين طوال كل دقائق المباراة».
وفي ملعب أنفيلد، حقق ليفربول الفوز بهدفين نظيفين على ضيفه بورتو، ليقطع خطوة مهمة في بلوغ نصف النهائي للمرة الثانية توالياً، والـ11 في تاريخه المتوج بخمسة ألقاب.
ويأمل فريق المدرب الألماني يورغن كلوب الذي لاقى بورتو في ثمن النهائي الموسم الماضي (فاز 5 - صفر ذهاباً وتعادلا سلباً إياباً)، في أن يحافظ على الأفضلية التي حققها بهدفي الغيني نابي كيتا في الدقيقة 5، والبرازيلي روبرتو فيرمينو (26)، عندما يحل ضيفاً على بطل 1987 و1994 و2004 في 17 الشهر الحالي.
وقال كلوب: «كانت مباراة جيدة في كثير من لحظاتها، كنا نستحق الفوز 100 في المائة، لقد سجلنا هدفين رائعين. بشكل عام، قدمنا أداء جيداً بالفعل. حصلوا على كثير من الكرات الثابتة؛ لكننا دافعنا بشكل جيد».وأشاد كلوب بأداء القائد جوردان هندرسون، بعدما ظهر لاعب وسط إنجلترا بشكل مؤثر وإيجابي في دوره المتقدم بعض الشيء. وكان هندرسون قد قال مؤخراً إنه طالب كلوب بمنحه حرية أكبر في الثلث الهجومي. وبعد أن سجل كبديل أمام ساوثهامبتون في الدوري الإنجليزي الممتاز يوم الجمعة، دخل التشكيلة الأساسية، وكان صاحب التمريرة المؤثرة في الهدف الثاني أمام الفريق البرتغالي.
وقال كلوب: «هندرسون لاعب ذكي، وهو يحب هذا المركز كثيراً. لم يشترك في هذا المركز منذ نحو ثلاث سنوات ونصف السنة، وأتأسف بسبب ذلك. أنا فخور بأنه نجح في إثبات ذلك. قدم كثير من اللاعبين مستويات فردية رائعة».
وعادة ما يلعب هندرسون في مركز دفاعي أكبر في وسط الملعب؛ لكن البرازيلي فابينيو تولى هذه المسؤولية أمام بورتو، وبات بوسع اللاعب الإنجليزي إرسال تمريرات كثيرة في أماكن هجومية في الملعب.
ومنح هندرسون مساعدة لثلاثي الهجوم: ساديو ماني، ومحمد صلاح، وروبرتو فيرمينو، وساهم أيضاً في فرض الضغط المتقدم على دفاع بورتو؛ لكن التمريرة الجميلة التي اخترقت الدفاع إلى ترينت ألكسندر - أرنولد، والتي أسفرت عن هدف بعد كرة عرضية قابلها فيرمينو لتصبح النتيجة 2 - صفر، أظهرت أنه لا يعتمد فقط على المجهود البدني الهائل.
وأبدى كلوب سعادته أيضاً بأداء نابي كيتا، الذي قال عنه إنه قدم أفضل مستوياته المتكاملة مع النادي، منذ الانتقال هذا الموسم من لايبزيغ الألماني. وأوضح كلوب: «نابي كان رائعاً جداً. إنه يتحسن بمرور كل دقيقة من المباراة السابقة، وهو ما استمر أيضاً. نحن سعداء. إنها مباراة الذهاب وستساعدنا قبل مباراة الإياب. سجلنا هدفين وسيطرنا على الكرة أغلب فترات المباراة. تراجع مستوانا بعض الشيء في الشوط الثاني؛ لكن لا يوجد شيء يدعو إلى توجيه انتقادات. 2 - صفر نتيجة جيدة جداً».
وأضاف: «نعرف أنه ينبغي أن نخوض مباراة الإياب، ولا يمكن حسم المواجهة مبكراً، لذا سنذهب إلى هناك ونقاتل مجدداً». ويعول ليفربول على سجله في هذه المرحلة من المسابقة، إذ تأهل إلى نصف النهائي في 10 من المرات الـ14 التي بلغ فيها سابقاً ربع النهائي. ويلتقي الفائز من هذه المواجهة في دور الأربعة، مع الفائز من مواجهة برشلونة الإسباني وممثل إنجلترا الآخر مانشستر يونايتد.
إصابة كين تعكر احتفالات توتنهام بالفوز على سيتي... وغوارديولا يتوعد في الإياب
كلوب سعيد بانتصار ليفربول على بورتو لكنه حذر لاعبيه من أن فارق الهدفين لا يطمئن للعبور إلى نصف النهائي
إصابة كين تعكر احتفالات توتنهام بالفوز على سيتي... وغوارديولا يتوعد في الإياب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة