مقالات عن الكتاب... والكتابة

يعود الكاتب المغربي حسن الوزاني إلى قرائه بكتاب جديد، تحت عنوان «حياة بين الرفوف: مقالات في أثر الكتاب»، عن «منشورات فاصلة»، ضمنه 130 مقالاً، تتوزع على خمسة أبواب: عتبات الكتاب، والكاتب وظلاله، والكتابة موئلاً، ووجوه، وأفكار في المفترق.
ونقرأ في التقديم الذي وقعه عبد الله صديق للكتاب، أن انشغال حسن الوزاني بقضايا الكتابة والكِتاب يعود إلى فترة مبكرة من مساره الدراسي والمهني، وهو «انشغال مؤسس على اختيار لا أثر للصدفة فيه، ذلك لأنه من الأساس خريج مدرسة علوم الإعلام، وهي المدرسة العليا التي تعنى بشؤون المعلومات والوثائق والأرشفة، وفي رحاب جامعة محمد الخامس ناقش رسالته لنيل الدكتوراه، مشتغلاً على تحقيق مخطوط يفهرس للأعلام من المؤلفين المغاربة في فترة تاريخية تمتد على سبعة قرون، مقدماً له بدراسة بيبليومترية كاشفة عن منحنيات التطور الذي عرفته علاقة المغاربة بالكتاب، وللقطائع التي وسمت أساليب الكتابة».
ومن عناوين الكتاب: «تحريم الطباعة» و«انشر أو انقرض» و«على نفقة المؤلف» و«مكتبات سرية» و«مكتبات بالأغلال» و«المطبعجي والناشر» و«حرب المعاجم» و«قراء داخل السجون» و«القراءة للآخرين» و«كتب ليست للقراءة» و«المهنة كاتب» و«المهنة شبح» وغيرها. ويرى صديق، في تقديمه للكتاب، أن مواضيع هذه العناوين «جاءت كلها على نسق لا أثر للتنافر فيه، ولا سلطة للصدفة عليه، بسبب أنها صدرت كما سبق الذكر عن انشغال عميق بالكتابة والكتاب، صار مع الزمن مشروعاً بحثياً تحليلياً، تترابط الحلقات فيه، ترابطاً منطقياً وعضوياً في آن، ولولا توفر هذا الشرط الأخير لما استقام له جمعُها في مجموعات تحت عناوين كبرى، في سهولة ويسر».
ونقرأ للكاتب، من كتابه الجديد، تحت عنوان «الدخول الروائي»: «في الوقت الذي لم نبرح بعد، قراءً وكتاباً وناشرين، كسل الصيف، وفي الوقت الذي تنهي المطابع علاقتها مع الكتاب الثقافي، متفرغة للكتاب المدرسي، المصدر الأفضل للربح المضمون، تكون فرنسا ودول أخرى قد أعلنت دخولها الأدبي. ومع منتصف شهر غشت (أغسطس)، حيث يكون الناشرون العرب ومعهم كتابهم وقراؤهم في لحظة استجمام، تنقل تفاصيلها بفرح صورهم على (فيسبوك)، تستضيف مكتبات فرنسا ضيوفها الجدد من الأعمال الروائية».
وحسن الوزاني هو شاعر وباحث، من مواليد 1970، يشغل، حالياً، منصب مدير الكتاب بوزارة الثقافة والاتصال المغربية. وهو، أيضاً، أستاذ بمدرسة علوم الإعلام. وقد صدر له «دليل الكتاب المغاربة» (1993)، و«هدنة ما» (1997)، و«الأدب المغربي الحديث: دراسة ببليومترية» (1997)، و«معجم طبقات المؤلفين على عهد دولة العلويين لعبد الرحمان ابن زيدان: تحقيق ودراسة ببليومترية» (2002)، و«قطاع الكتاب بالمغرب» (2009)، و«أحلام ماكلوهان» (2017) و«يتلهون بالغيم، حوارات مع شعراء من العالم» (2018).