عون يعتبر مواجهة مشكلة النزوح السوري «مسؤولية دولية»

قال إن مساهمة لبنان تحدّ من خطر انتقال النازحين إلى أوروبا

الرئيس ميشال عون مستقبلاً الرئيس البلغاري (دالاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون مستقبلاً الرئيس البلغاري (دالاتي ونهرا)
TT

عون يعتبر مواجهة مشكلة النزوح السوري «مسؤولية دولية»

الرئيس ميشال عون مستقبلاً الرئيس البلغاري (دالاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون مستقبلاً الرئيس البلغاري (دالاتي ونهرا)

أعرب الرئيس اللبناني ميشال عون أمس عن خشيته من أنه «إذا ضاق الحال بالسوريين والفلسطينيين سينتقلون إلى أوروبا»، في ظل الوضع الضاغط الذي يعيشه اللبنانيون، موضحاً أن «وضعنا الاقتصادي سيء وكل ما ضاق العيش، ازدادت المشاكل». وشدد على أن «مساعدتنا تساهم في حل الكثير من المشاكل بالنسبة إلى أوروبا، ولبنان يعيش وضعاً اقتصادياً سيئاً».
وشدد رئيس الجمهورية خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره البلغاري رومين راديف عقب المحادثات الرسمية التي أجراها معه في قصر بعبدا، على أن مواجهة أعباء النزوح السوري هي مسؤولية دولية مشتركة، ولفت إلى وجوب العمل سريعاً على وضع حد لمعاناة النازحين، وتأمين عودة آمنة لهم إلى بلادهم، مؤكداً ضرورة تبلور حلول سلمية، توقف دوامة العنف والحروب والإرهاب التي اشتعلت في الكثير من الدول العربية.
ولفت رئيس الجمهورية إلى الإمكانات المتعددة التي تحملها العلاقات اللبنانية - البلغارية، وتطلعه بشكل خاص «إلى أهمية فتح أسواق بلغاريا أمام الصادرات اللبنانية، وإلى إمكانية استثمارها في قطاع النفط والغاز ولها فيه إنجازات أساسية».
وأكد عون «ضرورة وقوف بلغاريا إلى جانب لبنان في وجه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة عليه، وتأكيد حقه باستخراج النفط والغاز ضمن أراضيه ومياهه الإقليمية»، وقال: «شددت على أهمية الالتزام بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته الذي تمعن إسرائيل في خرقه، جوا وبرا وبحرا».
الرئيس البلغاري أشار من جهته إلى أن نداء بلغاريا على صعيد الاتحاد الأوروبي «هو إيجاد حل سريع للأزمة السورية الداخلية كي يتمكن الملايين من الناس الذين غادروا ديارهم إلى أنحاء العالم من العودة إليها، ونحن معنيون بضمان الحالة السياسية التي تسمح بذلك». وأكد أن «من الحقوق السيادية للبنان أن يقرر متى في إمكان النازحين الموجودين على أرضه أن يعودوا إلى بلدهم، وأنا أعلم أن لبنان يعمل على ذلك باتجاهين: عن طريق العلاقة المباشرة مع سوريا، والثاني عبر الأمم المتحدة، وهو من يقرر أي اتجاه هو الأنسب». واعتبر أن بلغاريا تخسر من التأخير بافتتاح خط جوي مباشر مع لبنان، متعهداً بافتتاحه في وقت قريب.
وسئل الرئيس البلغاري عن كيفية المساعدة في قضية النازحين وأي موقف ستلتزم صوفيا في هذا المجال، الموقف اللبناني أم موقف الاتحاد الأوروبي، فقال إن «الدعم البلغاري يتعلق بإيجاد القرارات الفاعلة والموحدة للاتحاد الأوروبي، ولكنكم تعلمون أن هناك لاعبين غير الاتحاد الأوروبي على الساحة السورية، مثل روسيا وإيران، والأوضاع معقدة. إنما نداء بلغاريا على صعيد الاتحاد الأوروبي هو إيجاد حل سريع للأزمة السورية الداخلية كي يتمكن الملايين الذين غادروا ديارهم إلى أنحاء العالم ومنهم أكثر من مليون لجأوا إلى لبنان وفي أوروبا، من العودة إلى ديارهم، ونحن معنيون بضمان الحالة السياسية التي تسمح بذلك».
وفي إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس البلغاري وعقيلته ديسيسلافا راديفا إلى لبنان، زارت البلغارية الأولى برفقة اللبنانية الأولى السيدة ناديا الشامي عون المتحف الوطني، وجالت فيه مطلعة على أبرز التحف والمعروضات، وأثنت على أهمية محافظة لبنان على هذا الإرث الثقافي العظيم الذي يعكس تاريخه وتاريخ شعبه عبر العصور.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».