حول العالم

حول العالم
TT

حول العالم

حول العالم

جزيرة كوزوميل (المكسيك)
> مرحبا بكم في الوجهة المفضلة لعشاق الشواطئ. جزيرة تقع قبالة شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية، وتفخر بشواطئها البيضاء. ورغم كل هذا، يبقى التاريخ والثقافة ومخاطبتها كل الميزانيات من أبرز نقاط الجذب فيها. فاعتباراً من الأول من يناير (كانون الثاني) للعام الجديد، يساوي الدولار الأميركي الواحد 19.63 بيزو مكسيكي. بطبيعة الحال، سيكون مضيعة للوقت الذهاب إلى جزيرة كوزوميل المكسيكية من دون الاستمتاع بالمياه الصافية، والأنشطة المختلفة ذات الصلة، خصوصاً أنها تُوفر تجارب الغوص والغطس بشكل كبير، بما في ذلك جدار سانتا روز المرجاني، الذي يعج بالإسفنج المائي والحياة البحرية الثرية، ويعتبر متعة لا تقدر بثمن بالنسبة لغواصي أعماق البحار المحترفين. أما السائح الباحث عن نوع مختلف من المغامرات، فيمكنه التوجه إلى نوادي الشواطئ، والقيام بجولات على القوارب، أو رحلات طيران تجوب به الجزيرة ذهاباً وإياباً. هذا إضافة إلى زيارة أطلال حضارة المايا العتيقة، مثل سان غيرفاسيو، حيث يوجد مزار «إيكشيل»، آلهة الخصوبة والنماء، وتبلغ رسوم الزيارة 9.50 دولار. ولأن جزيرة كوزوميل أقل ازدحاماً من منتجع «ريفيرا مايا» المجاور، فإنه يمكن الوصول إليها عبر الرحلات الجوية المباشرة من الولايات المتحدة، أو الرحلة الجوية القصيرة من مدينة كانكون المكسيكية، أو ركوب عبارة المسافرين من «بلايا ديل كارمن» مقابل 10 دولارات للفرد الواحد.

ستو (ولاية فيرمونت)
> تُلقب تلك البلدة باسم «سكاي كابيتال أوف ذي إيست - عاصمة السماء الشرقية»، وتتخذ مكانها بين غابة سي سي بوتنام الوطنية وغابة جبل مانسفيلد الوطنية، مما يمنح هذه البلدة الشمالية في ولاية فيرمونت كثيراً من الزخم لاسمها وموقعها.
ويُطل جبل مانسفيلد، الذي يرتفع ميلاً كاملاً عن سطح الأرض، على تلك البلدة، مما يوفر لها خلفية طبيعية بالغة الروعة، بصرف النظر عن المكان الذي تقف فيه. ولكن موطن الجذب الحقيقي لعشاق التزلج هو الهبوط العمودي من الجبل نفسه، وهو خامس أكبر مضمار للتزلج في منطقة نيو إنغلاند. ويُنصح بالتوجه إلى ستو ماونتن ريزورت للاستمتاع بتجربة سياحية فريدة، أو تجربة نُزُل «سبروس بيك»، وغيره من المواقع المخصصة للمبتدئين في رياضة التزلج هناك. وهناك أيضا كثير من الأنشطة التي يمكن الاستمتاع بها في الشهور الدافئة، حيث توفر حديقة سماغلرز نوتش الوطنية أماكن المخيمات على مدار الموسم، فضلاً عن رياضة الانزلاق بالحبال. وهناك كثير من ممرات ومسارات المشي والتنزه، إلى جانب شلالات المياه المتناثرة هنا وهناك. وتعد بلدة ستو من أفضل الوجهات المحلية لممارسة رياضة الغولف، وهي تحتوي على 5 ملاعب، ضمن مسافة تبلغ 10 أميال كاملة. وللوصول إلى هذه البلدة، يمكن للزائر اختيار مطار بيرلينغتون الدولي، أو مطار موريسفيل - ستو المحلي، أو مطار بلاتسبورغ الدولي، للاستمتاع بنوعية الهواء النقي والمياه الصافية للغاية في هذه البلدة الجميلة.

هافانا (كوبا)
> إن كانت هافانا قد توارت مؤخراً عن رادارات السفر والسياحة، فربما قد حان الوقت لمعاودة التفكير فيها. فليس فقط أنه يسهل الانتقال إليها من الولايات المتحدة الأميركية، وإنما هي تعتبر واحدة من أكثر الرحلات خفيضة التكلفة التي يمكن الاستمتاع بها. فسعر الغرفة الفندقية في العاصمة هافانا انخفض بنسبة 31 في المائة بين عامي 2017 و2018، وفقاً لموقع كاياك. ومن المرجح أن يرجع ذلك إلى انخفاض السياحة في الولايات المتحدة في عام 2018. وفي هافانا، ستجد مدينة دافئة لم يغيرها الزمن كثيراً، بشوارعها المعبدة بالحصى، والواجهات الملونة الزاهية، والجدران الموشاة بالإبداعات الفنية المختلفة.
السفر إليها لا يكون دائماً لداعي السياحة، بل يمكن أن يكون لأغراض إنسانية، مثل الأنشطة التعليمية وما شابهها.
بمجرد الوصول إلى هناك، وحتى إن لم تكن من هواة الاستماع إلى الموسيقى الحية، فإن هافانا القديمة ستجعلك تتذوقها من جديد. بالإمكان أيضاً التقاط صور تذكارية في واحد من 80 متحفاً، أو فقط الاستمتاع باكتشاف 850 مطعماً من مختلف المستويات.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».