إسرائيل تغلق الضفة وتعزل غزة استعداداً للانتخابات

TT

إسرائيل تغلق الضفة وتعزل غزة استعداداً للانتخابات

أغلقت إسرائيل عشية الانتخابات البرلمانية المقررة اليوم، الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل كامل. وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي فرض طوق أمني وإغلاق الضفة الغربية وقطاع غزة، باستثناء الحالات الإنسانية. بما في ذلك إغلاق معبر كرم أبو سالم المستخدم لمرور البضائع والغاز والوقود إلى قطاع غزة.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية: «هناك عدد غير قليل من الناشطين المتطرفين في الميدان يرغبون في الاستفادة من الموقف من أجل تنفيذ هجمات معادية». وأضافت: «يستعد الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) وشرطة الحدود والشرطة المدنية الإسرائيلية لكل سيناريو محتمل، بما في ذلك عمليات معادية ينفذها أفراد في محاولة لضرب قوات الأمن أو المدنيين». واعتبرت أن «حادثاً ميدانياً واحداً غير عادي يمكن أن يشعل منطقة بأكملها».
وقبل ساعات من إجراء الانتخابات نشطت القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية واعتقلت 21 فلسطينيا من رام الله وبيت لحم والخليل وقلقيلية وطولكرم. وكجزء من الاستعدادات، أعلنت الشرطة أنها «ستنشر قوات معززة في جميع أنحاء البلاد من أجل تمكين جميع الناخبين المسجلين من الوصول بأمان إلى آلاف مراكز الاقتراع وممارسة حقهم في التصويت في جميع أنحاء البلاد».
وبحسب الخطة المرسومة سيتم نشر 17 ألفا من عناصر الشرطة والمتطوعين، بالإضافة إلى الآلاف من حراس الأمن المدنيين، في مراكز الاقتراع المختلفة. ويوجد أكثر من 10 آلاف صندوق اقتراع منتشرة في أكثر من 4000 مركز انتخابي في أنحاء إسرائيل.
وقالت الشرطة إن «القوات الكبيرة، العلنية والسرية، ستعمل في مراكز الاقتراع وفي المناطق المحيطة بها لمنع أي نشاط غير قانوني من شأنه أن يضر بنزاهة الانتخابات وسيرها السليم».
ومع إغلاق الضفة، اقتحم عشرات المستوطنين، أمس، المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة وسط حراسة مشددة من قوات الشرطة بما فيها عناصر من الوحدات الخاصة. وأوقفت الشرطة مصلين وراحت تفتشهم بطريقة أثارت توترا في المكان.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن عناصر الاحتلال انتشرت بشكل لافت بمحيط مبنى ومصلى باب الرحمة في الجهة الشرقية من الأقصى، لتأمين الحماية والحراسة للمستوطنين خلال استماعهم لشروحات حول أسطورة «الهيكل» المزعوم.
ودعت جماعات الهيكل أمس، لتكثيف الاقتحامات للأقصى، بالتزامن مع انتخابات الكنيست الإسرائيلية اليوم.
ونشرت جماعات الهيكل عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعلى مواقعها دعوات لتكثيف الاقتحامات، وقال ما بعرف بـ«اتحاد منظمات الهيكل» إنه يجب جعل يوم انتخابات الكنيست يوما مركزياً؛ لاقتحام الأقصى.
وحث الاتحاد أعضاءه على انتخاب أي من الأحزاب، التي تنادي بتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى لصالح المتطرفين.
وفي مقال أعده أرنون سيغال، أحد أعضاء مجلس إدارة اتحاد منظمات الهيكل، طالب بتقسيم الأقصى بين المسلمين واليهود على غرار المسجد الإبراهيمي في الخليل، وطالب بفتح المسجد الأقصى لليهود على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، وإعادة إغلاق مصلى باب الرحمة بشكل نهائي. واقتحام الأقصى أصبح متكررا بشكل شبه يومي.
ورصد تقرير صدر عن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، أمس، أكثر من 100 انتهاك للمسجد الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي الشريف خلال شهر مارس المنصرم، في إشارة واضحة إلى ازدياد حالات الاقتحامات والتدنيس للمسجدين، بواقع 56 انتهاكا للأقصى، و53 للإبراهيمي.
وتناول التقرير إبعاد الكثير من الشخصيات الدينية والوطنية عن الأقصى مثل: رئيس المجلس الإسلامي الشيخ عبد العظيم سلهب، والشيخ ناجح بكيرات، ورئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى رضوان جمال عمرو، ووزير شؤون القدس، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عدنان الحسيني، وأمين سر حركة فتح في القدس المحتلة شادي مطور، وغيرهم.
وأشار إلى الدعوات العنصرية ضد العرب والمسلمين لطرد الأوقاف الإسلامية من المسجد الأقصى وإخراجها عن «القانون الإسرائيلي»، وإعلان «السيادة الإسرائيلية» التامة على الأقصى، بالإضافة إلى الشرط الذي وضعه «اتحاد منظمات الهيكل» المتطرف بدخول أي عضو أو تكتل من أبناء هذه الجماعات في أي تحالف حكومي قادم بعد انتخابات الكنيست هو التزام الحكومة الإسرائيلية القادمة بفرض (صلاة اليهود العلنية) داخل المسجد الأقصى.
كما تناول الاقتحامات المتتالية لأفراد من شرطة الاحتلال مصلى باب الرحمة، وأخذ قياساته، وإغلاق أبواب المسجد الأقصى المبارك، واقتحامه من جهة باب المغاربة، وسط أجواء شديدة التوتر، بالإضافة إلى اقتحام مسجد قبة الصخرة والاعتداء على رئيس حراس الأقصى، وعدد من العاملين، وتدنيس ما يسمى القائم بأعمال مفوض عام الشرطة الإسرائيلية باحاته.
من جهة ثانية, ذكرت عائلة التميمي في الضفة الغربية أن الجيش الإسرائيلي اعتقل ليل الأحد - الاثنين في قرية النبي صالح، محمد التميمي (15 عاماً)، شقيق الفتاة عهد التميمي. وقال باسم التميمي، والد الفتى محمد، لوكالة الصحافة الفرنسية: «قدم عناصر من جيش الاحتلال إلى منزلي ليلاً وقاموا باعتقال ابني محمد البالغ من العمر 15 عاماً رغم أن يده مكسورة، وقالوا إنهم يريدون التحقيق معه».
ونشرت عائلة التميمي مقطع فيديو يظهر عناصر من الجيش الإسرائيلي داخل المنزل وهم يقومون باعتقال محمد، الذي بدا منهمكاً في تحضير نفسه للاعتقال.
وشوهد في شريط الفيديو محمد يطلب من شقيقه إسلام (10 سنوات) بعد أن أيقن بأنه سيعتقل، أن ينهي «المهام» على لعبة الـ«بوب جي» الإلكترونية. ورغم وجود الجنود في المنزل، فإن الأم شوهدت تبتسم في شريط الفيديو وتقول إن «محمد أراد من أخيه إنهاء اللعبة التي كان يلعبها معه قبل دخول الجيش الإسرائيلي إلى المنزل».
كما ظهرت في مقطع الفيديو شقيقته عهد التي ذاع صيتها بعدما اعتقلها الجيش الإسرائيلي وحكم عليها بالسجن 8 أشهر إثر قيامها بصفع جندي إسرائيلي أمام منزلها في النبي صالح. وأوضح الوالد باسم التميمي أن الجيش اعتقل مع محمد ابن عمه مؤيد.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.