الرئيس التركي يطرح مجدداً الخيار العسكري شرق الفرات

TT

الرئيس التركي يطرح مجدداً الخيار العسكري شرق الفرات

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مجددا، انتهاء التحضيرات لعملية عسكرية تستهدف «وحدات حماية الشعب» الكردية في منبج وشرق الفرات، وهي العملية التي تثير جدلا بين الولايات المتحدة وتركيا.
وقال إردوغان، في مؤتمر صحافي قبل توجهه إلى موسكو أمس لترؤس اجتماعات المجلس الاستراتيجي الأعلى بين تركيا وروسيا مع نظيره فلاديمير بوتين، إنه يعتزم بحث التحضيرات للعملية العسكرية في سوريا مع الرئيس بوتين أثناء الزيارة، مضيفا: «أنهينا تحضيراتنا للعملية العسكرية في سوريا وهذه العملية ستكون على طاولة المباحثات في موسكو».
وأضاف الرئيس التركي أن بلاده مستعدة لكل العمليات العسكرية التي بإمكانها أن تقع، مضيفاً: «بإمكاننا أن ندخل في لحظة ولا أحد يشعر بنا».
وكان إردوغان قال في تصريحات، قبل الانتخابات المحلية التي شهدتها تركيا في 31 مارس (آذار): «سنحل المسألة السورية على الساحة بعد الانتخابات ميدانياً وليس على الطاولة إن أمكن».
وجاءت تصريحات إردوغان بعد أيام من تحذير واضح لتركيا، على لسان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عقب لقائه الأسبوع الماضي نظيره التركي مولود جاويش أوغلو على هامش اجتماعات حلف الناتو في واشنطن، من «عواقب مدمرة» حال الإقدام على خطوات أحادية في شمال شرقي سوريا.
وأعلنت تركيا مرارا انتهاءها من الاستعدادات لعملية عسكرية تستهدف الوحدات الكردية الحليفة لواشنطن في منبج وشرق الفرات، ونشرت أعدادا كبيرة من قواتها معززة بالآليات العسكرية بطول الحدود مع سوريا، لكنها علقت العملية بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانسحاب الأميركي من سوريا واقتراحه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي إقامة منطقة آمنة في شرق الفرات، وسارعت تركيا إلى إعلان أن السيطرة عليها يجب أن تكون لها وحدها.
ومع الوقت بدأت تركيا تشكو عدم وضوح خطط الانسحاب من سوريا الذي كان من المقرر أن يتم بالتنسيق معها، وكذلك غموض خطط المنطقة الآمنة مع سعي واشنطن إلى إبعاد القوات التركية عنها وإسنادها إلى قوات أوروبية.
وتحاشت أنقرة الصدام مع واشنطن في هذا الصدد، وكرر مسؤولوها التصريح بأن المحادثات مع واشنطن بشأن الانسحاب لا تزال مستمرة، ولمحوا إلى أن أميركا لا تعارض في إشراف تركيا على المنطقة الآمنة، وأنها تبحث هذه الأمور أيضا مع موسكو، التي التزمت منذ البداية بالنأي عن مقترح المنطقة الآمنة، مقدمة اتفاقية أضنة الموقعة بين تركيا وسوريا عام 1998 كبديل فعال لضمان أمن الحدود التركية.
وتتمسك واشنطن بضمان أمن الوحدات الكردية أكبر مكونات تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) الحليف الرئيس لها وقت الحرب على «داعش» في سوريا.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.