إحباط هجوم شنه مسلحون بينهم انتحاريون على مصفاة بيجي

مروحيات ومقاتلات «سوخوي» ساهمت في صد المهاجمين

إحباط هجوم شنه مسلحون بينهم انتحاريون على مصفاة بيجي
TT

إحباط هجوم شنه مسلحون بينهم انتحاريون على مصفاة بيجي

إحباط هجوم شنه مسلحون بينهم انتحاريون على مصفاة بيجي

أعلنت السلطات العراقية، أمس، إحباط هجوم نفذه تنظيم «داعش» على مصفاة بيجي العملاقة على بعد 220 كم شمال بغداد، وهو الأول من نوعه منذ نحو شهر ونصف الشهر.
وقال الفريق قاسم عطا المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، إن «القوات الأمنية أحبطت اعتداء على مصفاة بيجي». بدوره، قال عقيد في الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية إن «مسلحي (داعش) هاجموا مصفاة بيجي عند الساعة العاشرة من مساء الجمعة». وأضاف أن «الهجوم من 3 جهات، لكن قوات الجيش الموجودة اشتبكت مع المهاجمين، بإسناد طيران الجيش وطائرات القوة الجوية». واستمرت الاشتباكات حتى صباح أمس، بحسب المصادر الأمنية.
بدورها، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر في الشرطة أن القوات الحكومية قتلت أكثر من 30 مسلحا ما زالت جثثهم منتشرة داخل المصفاة. وأضافت أن المسلحين استخدموا الآليات المدرعة والانتحاريين في الهجوم وتمكنوا من اجتياز بوابة المصفاة الأولى من جهة الغرب، لكن مروحيات تابعة لطيران الجيش وطائرات «سوخوي» تمكنت من مساعدة القوات الموجودة على الأرض بصد الهجوم ودمرت عددا من الآليات المدرعة، وأن 7 انتحاريين تمكنوا أيضا من اجتياز البوابة الأولى بهدف الوصول إلى البوابة الثانية، لكن القوات الأمنية تمكنت من قتلهم وتفجيرهم قبل وصولهم إلى البوابة الثانية.
وهذا أول هجوم يشنه المسلحون على هذه المصفاة العملاقة بعد مرور نحو شهر ونصف الشهر على آخر محاولة لاقتحامها. وتشن قوات الجيش عمليات عسكرية متواصلة في محاولة لإعادة السيطرة، على تكريت والمدن الواقعة في شمالها.
وتقع مصفاة بيجي قرب مدينة تكريت (160 كم شمال بغداد)، مركز محافظة صلاح الدين، التي يسيطر عليها المسلحون المتطرفون منذ نحو شهرين حين شنوا هجوما كبيرا في شمال البلاد، تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق واسعة. وتزود مصفاة بيجي معظم المحافظات العراقية بالمنتجات النفطية، وتقدر طاقتها الإنتاجية بنحو 600 ألف برميل يوميا.
من جهة أخرى، أفادت مصادر أمنية عراقية بأن 13 شخصا قتلوا أمس وأصيب 30 آخرون في سلسلة أعمال عنف متفرقة شهدتها مناطق تابعة لمحافظة صلاح الدين. وقالت إن 3 أشخاص قتلوا وأصيب 10 بجروح في مواجهات بين أفراد من عشيرة الخزرج والشرطة من جهة وعناصر من «داعش» من جهة أخرى شرق قضاء الدجيل، مما أسفر أيضا عن مقتل 5 من المسلحين. وحسب المصادر، قتل اثنان من الجنود العراقيين وأصيب 3 آخرون في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للجيش العراقي غرب منطقة العوجة. وذكرت أيضا أن انتحاريا واثنين من المسلحين قتلوا وأصيب 17 جنديا وشرطيا في هجوم على منطقة الضلوعية.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».