يروي نائب وزير الخارجية الأميركي الأسبق ويليام بيرنز في كتابه «القناة الخلفية» تجربته وذكرياته في الدبلوماسية الأميركية لثلاثة عقود، حيث عمل في إدارات خمسة رؤساء أميركيين، وعشرة وزراء خارجية.
كان بيرنز شاهداً على انهيار جدار برلين، وانتهاء الحرب الباردة، وإطلاق عملية السلام، حيث كان ضمن وفد وزير الخارجية جيمس بيكر للتمهيد لانعقاد مؤتمر مدريد للسلام في 1991. كما أنه شهد يقظة روسيا، حيث عُيّن سفيراً لبلاده في موسكو في 2005، بعدما عمل في السفارة الأميركية بالعاصمة الروسية بداية التسعينات. كما كان شاهداً على غزو العراق في 2003، ومسيرة «الربيع العربي» بأحلامها ودمائها، إضافة إلى دوره الرئيسي في المفاوضات السرية حول الاتفاق النووي الإيراني.
إن رسائله من الشيشان التي مزقتها الحرب، ومن معسكر العقيد معمر القذافي في الصحراء، وتحذيراته من «العاصفة المثالية» التي ستطلقها حرب العراق، ستعيد تشكيل فهمنا للتاريخ، وستعرف المناقشات السياسية حول المستقبل.
يروي كتاب «القناة الخلفية» بتفاصيل روائية وتحليل ثاقب بعض اللحظات المهمة في حياته المهنية بالاعتماد على مجموعة من البرقيات والمذكرات التي رُفعت عنها السرية حديثاً، ما يعطي نظرة نادرة من الداخل على الدبلوماسية الأميركية أثناء العمل.
يوضح بيرنز معالم القيادة الأميركية الفعالة في عالم لا يشبه مسابقة الحرب الباردة الصفرية في سنواته الأولى كدبلوماسي ولا «لحظة أحادية القطب» للأولوية الأميركية التي تلت ذلك. «القناة الخلفية» قصة بليغة ومستنيرة بعمق. إنها أيضاً تذكير قوي، في وقت الاضطراب، بالأهمية الدائمة للدبلوماسية.
كتاب «القناة الخلفية»... أهمية الدبلوماسية في زمن الاضطراب
كتاب «القناة الخلفية»... أهمية الدبلوماسية في زمن الاضطراب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة