«الخارجية»: قريباً... إنشاء منظمة «تنمية المرأة» تابعة لـ«التعاون الإسلامي» بالقاهرة

TT

«الخارجية»: قريباً... إنشاء منظمة «تنمية المرأة» تابعة لـ«التعاون الإسلامي» بالقاهرة

نظمت وزارة الخارجية المصرية أمس، اجتماعاً موسعاً لسفراء الدول الأعضاء بمنظمة «التعاون الإسلامي» المعتمدين بالقاهرة، ترأسه السفير أحمد إيهاب جمال الدين، مساعد وزير الخارجية لحقوق الإنسان والمسائل الإنسانية والاجتماعية الدولية، وبحضور السفير هشام يوسف، الأمين العام المساعد لمنظمة «التعاون الإسلامي» للشؤون الإنسانية والثقافية والأسرة، والدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة، والسفيرة نائلة جبر، رئيسة اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر والخبيرة المنتخبة في لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التمييز ضد المرأة، بالإضافة إلى السفير محمود عامر، نائب مساعد وزير الخارجية للتجمعات السياسية والإقليمية.
وقالت وزارة الخارجية على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أمس، إنه «تم خلال الاجتماع تأكيد حرص مصر على سرعة بدء عمل منظمة تنمية المرأة التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي وممارسة مهامها في القاهرة، اعتماداً على استكمال تصديق باقي الدول الإسلامية على ميثاق إنشاء المنظمة، بما يسهم في إبراز الخصوصية والقيم الروحية والثقافية للعالم الإسلامي في المحافل الدولية ذات الصلة بالمرأة».
وأكدت الوزارة في بيان لها أن «الحضور اتفقوا على الأهمية التي تحظى بها قضية تمكين المرأة في مختلف الدول الإسلامية، ودور المنظمة في دعم تنفيذ الدول الأعضاء لخططها وبرامجها الوطنية في مجال النهوض بالمرأة، كما ستسهم في فتح مجالات التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات حول قضايا المرأة بين الدول الإسلامية والمجتمع الدولي، سواء على مستوى الدول أو على مستوى المنظمات الدولية».
وبحسب البيان، فإن «قرار إنشاء منظمة تنمية المرأة قد صدر عام 2010 عن المؤتمر الوزاري السابع والثلاثين لمنظمة التعاون الإسلامي الذي عقد في طاجيكستان، حيث اتفق على استضافة مصر للمنظمة الجديدة... بينما أكدت القرارات الصادرة عن المؤتمرات الوزارية المتعاقبة لمنظمة التعاون الإسلامي على أهمية سرعة الانتهاء من التصديق على ميثاق منظمة تنمية المرأة... كما اعتمد مؤتمر وزراء المرأة في العالم الإسلامي، الذي عقد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بواجادوجو، مقترحاً مصرياً بتشكيل مجموعة عمل مفتوحة العضوية تتولى مهمة وضع النظام الداخلي واللوائح التنظيمية للمنظمة الجديدة تمهيداً لدخول ميثاقها حيز النفاذ بعد استكمال تصديق الدول الثلاث المتبقية».
وأكدت وزارة الخارجية أن «مساعد وزير الخارجية، ورئيسة المجلس القومي للمرأة، أعلنا خلال الاجتماع اعتزام مصر استضافة أول اجتماع لمجموعة العمل المذكورة بالقاهرة في يونيو (حزيران) المقبل، وأن الدعوات والوثائق المعنية بالاجتماع سيتم إرسالها إلى الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في القريب العاجل من خلال سكرتارية المنظمة في جدة... كما ردا على استفسارات سفراء وممثلي الدول الإسلامية في هذا الخصوص».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.