هجمات دامية على إقليم بادغيس بغرب أفغانستان

«طالبان» تشن هجوماً واسعاً على مديرية بالا مرغاب

TT

هجمات دامية على إقليم بادغيس بغرب أفغانستان

استبقت قوات «طالبان» جولة الحوار مع وفد من الشخصيات الأفغانية في قطر، وجولة المحادثات المقبلة مع المبعوث الأميركي لأفغانستان زلماي خليل زاد، بشن هجمات دامية على مديرية بالا مرغاب المحاذية للحدود مع تركمانستان، في أقصى شمال غربي أفغانستان.
وقال مسؤولون إقليميون إن مئات من مقاتلي حركة «طالبان» اقتحموا منطقة في إقليم بادغيس بغرب أفغانستان، ليدور بينهم وبين قوات الحكومة الأفغانية قتال عنيف، تكبد خلاله الجانبان عشرات القتلى والمصابين.
وشهدت منطقة بالا مرغاب قتالاً على نحو متكرر خلال الشهرين الأخيرين، وسبق أن حذر مسؤولون من أنها قد تسقط في يد «طالبان» ما لم يتم إرسال تعزيزات إليها. وتصاعدت حدة القتال في أفغانستان قبل حلول الربيع، إذ يسعى كل طرف لتعزيز موقفه في محادثات تهدف إلى إيجاد تسوية سلمية. وقال عبد الوارث شيرزاد، حاكم منطقة بالا مرغاب في وقت متأخر أمس، إن «طالبان» قتلت 36 فرداً من قوات الحكومة، واستولت على عدة نقاط تفتيش في الهجمات التي بدأت ليل الأربعاء؛ مشيراً إلى أن القتال ما زال مستمراً. وقال جمشيد شهابي، المتحدث باسم حاكم إقليم بادغيس، إن أكثر من 30 من «طالبان» قتلوا.
وأضاف شهابي أن «نحو 10» من رجال الشرطة والجنود قُتلوا في معارك عنيفة، اندلعت قبل الفجر واستمرت خلال النهار. وأشارت وزارة الدفاع في بيان إلى أن القوات الأفغانية لجأت إلى «انسحاب تكتيكي» من نقاط تفتيش عدّة «تفادياً لسقوط ضحايا مدنيين».
ووصف عبد العزيز بيك، رئيس المجلس الإقليمي في بادغيس، الوضع بـ«الحرج». وحذر قائلاً: «إذا لم يتم نشر التعزيزات بشكل طارئ، فقد تحدث كارثة في بالا مرغاب». ويأتي ذلك في وقت التقى فيه الموفد الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، الاثنين، في كابل، الرئيس الأفغاني أشرف غني، ومسؤولين أفغانيين آخرين، قبل أن يعقد جولة مفاوضات جديدة مع «طالبان» متوقعة منتصف الشهر الحالي، بهدف وضع حد لنزاع مستمر منذ أكثر من 17 عاماً.
وقال محمد ناصر نظري، عضو مجلس الولاية، إنه بناء على تقديرات الجنود في المنطقة، فإن عدد قوات «طالبان» التي تحاصر بالا مرغاب يصل إلى ألفي مقاتل، في حين عدد القوات الحكومية 600 جندي، ينقصهم الغذاء والذخيرة، بينما قال عبد الوارث شيرزاد حاكم المنطقة، إن السكان المحليين مستاؤون جداً من تصرف قوات حلف الأطلسي والقوات الحكومية، في عدم إرسال إمدادات، ومنع سقوط المديرية بيد قوات «طالبان».
وذكر قاري يوسف أحمدي، المتحدث باسم «طالبان»، أن الحركة نفذت الهجوم من 4 اتجاهات، واستولت على 5 نقاط تفتيش. وقالت وزارة الدفاع الأفغانية إن قواتها اختارت أن «تنسحب تكتيكياً» من نقاط التفتيش للحيلولة دون سقوط قتلى في صفوف المدنيين. وأضافت أنها استدعت القوات الجوية لشن ضربات على مواقع «طالبان». وأمس (الجمعة)، ذكرت الوزارة أن القوات الأفغانية أجبرت «طالبان» على الانسحاب من بعض نقاط التفتيش، وأن جميع المناطق الرئيسية لا تزال تحت سيطرتها.
وخلال الأسابيع الأخيرة، اشتدت حدة الصراع في بادغيس على نحو خاص، إلى جانب إقليم قندوز في الشمال وهلمند في الجنوب. وتكبد الجانبان خسائر فادحة في بادغيس الشهر الماضي، الذي شهد استسلام 50 فرداً من قوات الأمن الأفغانية لـ«طالبان». وأكدت وزارة الدفاع الأفغانية إرسال تعزيزات عسكرية إلى بالا مرغاب صباح الجمعة، بعد اعتراف الحكومة بسيطرة قوات «طالبان» على غالبية الأماكن في المديرية، وعدد من المواقع العسكرية المهمة.
كما تصاعد الاقتتال بين الجماعات المتشددة. وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان أمس، أن هجمات تنظيم «داعش» على مواقع «طالبان» يوم 23 مارس (آذار)، أسفرت عن نزوح 21 ألف شخص في إقليمي كونار وننجرهار.
وانتهت أحدث جولة من محادثات السلام بين مسؤولين أميركيين و«طالبان» الشهر الماضي. وتحدث الجانبان عن إحراز تقدم. في الوقت نفسه، قالت منظمة «وورلد فيجن» الإنسانية إن إقليم بادغيس تعرض لسيول شديدة أول من أمس (الخميس)، ما أسفر عن مقتل عدد غير معروف من السكان، وغرق منازل ومدارس وأراضٍ زراعية. وقالت السلطات الأفغانية أول من أمس، إن قوات الأمن اعتقلت 6 يشتبه في أنهم من أعضاء تنظيم «داعش»، واتهمتهم باستخدام مئات من الحسابات المزيفة على «فيسبوك» وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي، لتجنيد أعضاء جدد في التنظيم.
وجند تنظيم «داعش» في أفغانستان، الذي يعرف باسم تنظيم «داعش - خراسان»، وهو الاسم القديم للمنطقة التي كانت تضم أفغانستان، كثيراً من المقاتلين من مختلف دول العالم، وبينها بلدان غربية. وينشط «داعش» في أفغانستان منذ عام 2015. ويقاتل حركة «طالبان» وأيضاً القوات الأفغانية والأميركية.
سياسياً، حذر المبعوث الأميركي لأفغانستان زلماي خليل زاد، الحكومة الباكستانية من تغيير سياستها تجاه أفغانستان، رابطاً في الوقت نفسه تحسن علاقة واشنطن مع إسلام آباد بتحسن علاقة الأخيرة مع كابل. وقال المبعوث الأميركي خليل زاد في كابل، في حديث إلى تجمع شبابي من ولايات باميان وجوزجان وبروان، إن على باكستان أن تكون إيجابية وبناءة في التعامل مع أفغانستان، وإن واشنطن تؤيد التوصل إلى اتفاق بين كابل وإسلام آباد يفضي إلى السلام وعلاقات حسن جوار بين البلدين، وهذا يتطلب وقف باكستان تدخلها في الشؤون الداخلية الأفغانية، كما قال. من جانبه، قال وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قرشي، إن بلاده تؤيد حواراً بين الأفغان أنفسهم كطريق للسلام في أفغانستان.



ماكرون يدعو ترمب وزيلينسكي إلى «الهدوء والاحترام»

TT

ماكرون يدعو ترمب وزيلينسكي إلى «الهدوء والاحترام»

اجتماع سابق بين ماكرون وترمب وزيلينسكي في باريس (أ.ف.ب)
اجتماع سابق بين ماكرون وترمب وزيلينسكي في باريس (أ.ف.ب)

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيرَيْه الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى «الهدوء والاحترام»، عقب المشادة الكلامية في البيت الأبيض التي أثارت مخاوف من انسحاب الولايات المتحدة من الملف الأوكراني وحدوث قطيعة مع حلفائها الأوروبيين.

وقال الرئيس الفرنسي لصحيفة «لا تريبون ديمانش» الأسبوعية، وعدة صحف أخرى تصدر الأحد: «أرى أنه بغض النظر عن الغضب، فإن الجميع بحاجة إلى العودة للهدوء والاحترام والتقدير، حتى نتمكّن من المضي قدماً بشكل ملموس؛ لأن ما هو على المحك مهم للغاية».

وذكر قصر الإليزيه أن ماكرون تحدّث منذ مساء الجمعة مع الرئيسَيْن الأوكراني والأميركي، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وحذّر ماكرون من أنه إذا لم يتمّ إيقاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فإنه «سيذهب بالتأكيد إلى مولدافيا، وربما أبعد من ذلك إلى رومانيا».

وقال ماكرون إن انسحاباً محتملاً للولايات المتحدة من الملف الأوكراني «ليس في مصلحة» واشنطن؛ لأن «ما تفعله الولايات المتحدة منذ ثلاث سنوات يتوافق تماماً مع تقاليدها الدبلوماسية والعسكرية».

وأضاف أنه إذا وافقت واشنطن على «توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار من دون أي ضمانات أمنية لأوكرانيا» فإن «قدرتها على الردع الجيواستراتيجي في مواجهة روسيا والصين وغيرهما سيتلاشى في اليوم نفسه».