ترمب: اتفاق محتمل مع الصين خلال أربعة أسابيع

تسارع نمو الوظائف الأميركية في مارس

الرئيس الأميركي يتطلع للوصول إلى اتفاق قريب مع الصين (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي يتطلع للوصول إلى اتفاق قريب مع الصين (إ.ب.أ)
TT

ترمب: اتفاق محتمل مع الصين خلال أربعة أسابيع

الرئيس الأميركي يتطلع للوصول إلى اتفاق قريب مع الصين (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي يتطلع للوصول إلى اتفاق قريب مع الصين (إ.ب.أ)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الولايات المتحدة والصين تقتربان من إبرام اتفاق تجاري قد يُعلن عنه في غضون أربعة أسابيع، لكنه حذر بكين في الوقت نفسه من أنه سيكون من الصعب السماح باستمرار التبادل التجاري دون اتفاق.
ويجري البلدان مفاوضات مكثفة لإنهاء حرب تجارية ممتدة منذ شهور تسببت في اضطراب الأسواق العالمية، لكن آمال الوصول لحل تزايدت، بعدما عبّر الجانبان عن تفاؤلهما بعد محادثات أُجريت في بكين، الأسبوع الماضي.
وقال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض، في مستهلّ اجتماعه مع ليو هي نائب رئيس الوزراء الصيني، أول من أمس (الخميس)، إنه تم الاتفاق على عدة نقاط صعبة في الاتفاق، لكن لا تزال هناك بعض الخلافات التي يتعيَّن التعامل معها.
وأضاف ترمب: «نقترب بشدة من إبرام اتفاق. هذا لا يعني أننا توصلنا لاتفاق، لأننا لم نفعل، لكننا نقترب قطعاً».
وتابع: «أعتقد أنه في غضون أربعة أسابيع أو أقل، وربما أكثر، أياً كان الذي سيستغرقه الأمر، من الممكن أن نعلن عن شيء شديد الأهمية».
وقال ترمب إنه سيعقد قمة مع الرئيس الصيني شي جينبينغ إذا تم إبرام اتفاق، وامتنع عن ذكر مصير رسوم جمركية أميركية حمائية مفروضة على سلع صينية بقيمة 250 مليار دولار في إطار الاتفاق. وتريد الصين رفع هذه الرسوم، لكن المسؤولين الأميركيين ينتابهم الحذر إزاء التخلي عن نقطة القوة تلك، على الأقل في الوقت الراهن. وقال ليو هي، نيابة عن الصين، إنه يجري تحقيق «تقدم كبير» في المحادثات بسبب مشاركة ترمب مباشرة، وعبّر عن أمله في أن تسفر المحادثات عن «نتيجة جيدة».
ورداً على سؤال بشأن النقاط الباقية دون حل، أشار ترمب إلى الرسوم الجمركية وسرقة حقوق الملكية الفكرية. وقال إنه سيناقش الرسوم مع ليو هي خلال اجتماعهما. وأضاف: «تم الاتفاق على بعض من أصعب الأمور»، وقال في وقت لاحق إن خطة إنفاذ الاتفاق من النقاط العالقة أيضاً.
وعلى صعيد السياسات النقدية الأميركية، قال ترمب، أمس، إنه ينبغي لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) أن يخفض أسعار الفائدة، وأن يتخذ إجراءات أخرى غير تقليدية لتخفيف الضغط على اقتصاد يرى الرئيس الأميركي أنه يتباطأ.
وأبلغ ترمب الصحافيين: «أعتقد أنهم ينبغي لهم أن يخفضوا أسعار الفائدة... أظن أنها أبطأت بالفعل اقتصادنا. لا يوجد تضخم». وزاد مجلس الاحتياطي أسعار الفائدة أربع مرات، العام الماضي، وترمب منتقد قوي وصارم لزيادات الفائدة التي أجراها مجلس الاحتياطي تحت قيادة جيروم باول الذي اختاره الرئيس قبل عامين لرئاسة البنك المركزي الأميركي. وأيد أيضاً مسؤولون آخرون بمجلس الاحتياطي عيَّنهم ترمب زيادات الفائدة.
وقال ترمب، أول من أمس، إنه يعتزم ترشيح حليفه السياسي هيرمان كين، وهو رئيس تنفيذي سابق لإحدى شركات البيتزا، لشغل أحد مقعدين شاغرين في مجلس محافظي الاحتياطي الاتحادي المؤلف من سبعة أعضاء. وقبل أسبوعين، قال ترمب إنه سيرشح المعلق الاقتصادي المحافظ ستيفن مور لشغل المقعد الشاغر الآخر. ومور أيضاً حليف لترمب منذ وقت طويل، انضمّ إليه في انتقاد زيادات الفائدة التي حدثت العام الماضي.
من جهة أخرى، أظهرت بيانات أميركية، أمس، تسارع نمو الوظائف في مارس (آذار) من أدنى مستوى في 17 شهراً في الوقت الذي عززت فيه الأحوال الجوية التي شهدت اعتدالاً أكبر النشاط في قطاعات مثل البناء، مما قد يهدئ أكثر المخاوف بشأن حدوث تباطؤ حاد في النمو الاقتصادي، في الربع الأول من العام الحالي.
لكن يظل نمو الوظائف دون الوتيرة القوية التي سجّلها في 2018 مع تدهور أوضاع السوق المالية، في بداية العام. ويظهر تقرير وزارة العمل الأميركية، الذي يحظى بمتابعة وثيقة، المنشور أمس، تعديلاً متوسطاً بالرفع للمكاسب الهزيلة التي سجلتها الوظائف في فبراير (شباط). وزاد عدد الوظائف في القطاعات غير الزراعية الأميركية 196 ألف وظيفة الشهر الماضي. وجرى تعديل بيانات فبراير بالرفع بوتيرة متوسطة لتظهر ارتفاع عدد الوظائف بمقدار 33 ألف وظيفة بدلاً من التقديرات السابقة البالغة 20 ألف وظيفة. والمكاسب التي حققتها الوظائف في فبراير هي الأصغر منذ سبتمبر (أيلول) 2017.
كان خبراء اقتصاديون استطلعت وكالة «رويترز» آراءهم توقعوا زيادة الوظائف بمقدار 180 ألف وظيفة الشهر الماضي.
وزاد متوسط الأجر في الساعة أربعة سنتات أو 0.1 في المائة في مارس بعد أن قفز 0.4 في المائة في فبراير، مما قلص معدل الزيادة السنوية في الأجور إلى 3.2 في المائة من 3.4 في المائة في فبراير، وهي أكبر زيادة منذ أبريل (نيسان) 2009. وظل معدل البطالة دون تغيير عند 3.8 في المائة في مارس، قرب المعدل البالغ 3.7 في المائة الذي يتوقع مسؤولون في مجلس الاحتياطي الاتحادي أن تسجله البطالة بحلول نهاية العام.
وبدأت الأسهم الأميركية، أمس، تداولاتها على ارتفاع متوسط إثر أنباء تسارع نمو الوظائف وتقدم المفاوضات التجارية مع الصين.
وارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي 42.93 نقطة أو 0.16 في المائة إلى 26427.56 نقطة. وصعد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 4.77 نقطة أو 0.17 في المائة إلى 2884.16 نقطة. وربح المؤشر «ناسداك المجمع» 22.73 نقطة أو 0.29 في المائة ليرتفع إلى 7914.51 نقطة.


مقالات ذات صلة

«توافق عام» تركي - أميركي على مستقبل سوريا ما بعد الأسد

المشرق العربي وزيرا الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال إفادة صحافية مشتركة بعد مباحثاتهما في أنقرة الجمعة (رويترز)

«توافق عام» تركي - أميركي على مستقبل سوريا ما بعد الأسد

سيطر ملفان رئيسيان على مباحثات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في أنقرة؛ أولهما مستقبل سوريا ما بعد بشار الأسد، والثاني التباين حول مكافحة الإرهاب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

استطلاع: الأميركيون ليس لديهم ثقة كبيرة في اختيارات ترمب لأعضاء الحكومة

أظهر استطلاع جديد للرأي أن الأميركيين ليست لديهم ثقة كبيرة في اختيارات الرئيس المنتخب دونالد ترمب لأعضاء الحكومة، أو فيما يتعلق بإدارة ملف الإنفاق الحكومي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
شؤون إقليمية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (إ.ب.أ)

ضربات وقائية على طاولة ترمب لمنع إيران من تطوير قنبلة نووية

يدرس الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، شن ضربات استباقية على المنشآت النووية الإيرانية من بين الخيارات لردع قدرة إيران على تطوير أسلحة الدمار الشامل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء جمعهما في اليابان عام 2019 (رويترز)

موسكو: بوتين لم يتلقَّ دعوة لحضور حفل تنصيب ترمب

كشفت موسكو عن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يتلقَّ دعوة لحضور حفل تنصيب دونالد ترمب الشهر المقبل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.