جولة جديدة من المحادثات بين ماي وحزب العمال المعارض بشأن «بريكست»

TT

جولة جديدة من المحادثات بين ماي وحزب العمال المعارض بشأن «بريكست»

يدفع كثير من نواب حزب المحافظين المؤيدين للاتحاد الأوروبي باتجاه خروج «سلس» لبلادهم من التكتل يبقي على نوع من العلاقات السابقة بين بريطانيا ودول التكتل. ولكنّ النواب المتشككين في أوروبا ضمن صفوف المحافظين يريدون خروجاً، حتى لو كان دون أي اتفاق.
وبعد أن انهزمت خطة رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي للخروج من الاتحاد ثلاث مرات في البرلمان، قررت زعيمة حزب المحافظين الحاكم إشراك أحزاب المعارضة من أجل إيجاد مخرج للأزمة السياسية والدستورية التي تواجه بريطانيا. وبالأمس، عقدت جولة محادثات، لليوم الثاني على التوالي، مع حزب العمال، حزب المعارضة الرئيسي في البلاد، حول كيفية تجاوز أزمة «بريكست»، وسط تزايد الغضب بين المتشككين في جدوى أوروبا بين صفوف حزب المحافظين، الذي تتزعمه ماي.
وقال كير ستارمر، وزير شؤون «بريكست» في حكومة الظل العمالية، إن حزبه يريد مناقشة إمكانية إجراء استفتاء «توكيدي» على أي اتفاق نهائي للخروج. وأضاف ستارمر لدى وصوله للمشاركة في المحادثات: «نناقش الخطة البديلة التي قدمها حزب العمال وقضايا أخرى مثل التصويت التوكيدي». وتتضمن خطة حزب العمال اتحاداً جمركياً دائماً بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، والاندماج في السوق الداخلية للاتحاد الأوروبي.
وانتقد المتشككون من حزب المحافظين وزير المالية فيليب هاموند بعدما قال، أول من أمس (الأربعاء)، إن أي استفتاء على اتفاق «بريكست» سيكون «مقترحاً يوثق به تماماً». وقال هاموند لإذاعة «إي تي في» إنه يتوقع أن يصرّ زعماء الاتحاد الأوروبي على مزيد من التأجيل في قمتهم المهمة، الأسبوع المقبل.
وكان قد أيد أعضاء مجلس العموم في وقت متأخر الأربعاء اقتراحاً من شأنه أن يجبر رئيسة الوزراء على إصدار تشريع يحول دون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، مما قد يمنح البرلمان مزيداً من السيطرة على عملية الانسحاب من التكتل. وبعد ذلك أُحيل الاقتراح إلى مجلس اللوردات للمصادقة عليه.
وبعد ثلاث سنوات من تصويت البريطانيين لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في استفتاء، ومع تبقي أسبوع واحد فقط على موعد جديد مؤجل للخروج، لا تزال الحكومة والبرلمان منقسمين بشدة بشأن كيفية الخروج أو موعده أو حتى مسألة المغادرة نفسها. ولا يزال الخروج في 12 أبريل (نيسان)، دون أي اتفاق انتقالي، لامتصاص تأثير تلك الخطوة على التجارة والأعمال والمستهلكين، يمثل احتمالاً حقيقياً.
وفي سياق متصل اختبرت الشرطة البريطانية خططاً في الشهور القليلة الماضية لنشر عشرة آلاف جندي خلال 24 ساعة للتصدي لأي اضطرابات أو زيادة في جرائم الكراهية، إذا خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.
وقال مجلس رؤساء الشرطة الوطنية إنه يعكف على وضع ردّ منسق على مستوى البلاد بأكملها فيما يتعلق بمواجهة أي مشكلات محتملة تشمل تأخيرات في الموانئ وعرقلة لحركة المرور ونقصاً في السلع ووقوع اضطرابات، وحالات الطوارئ الأخرى المرتبطة بالخروج من الاتحاد. وقال قائد شرطة العاصمة لندن، أدريان أوشر، المسؤول عن أمن الساسة، إن الضباط حذروا النواب بضرورة الحصول على «مشورة وترتيبات أمنية مناسبة وفعالة نسبياً».



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.