الهند تخفض الفائدة مع اقتراب الانتخابات في ظل تباطؤ اقتصادي

TT

الهند تخفض الفائدة مع اقتراب الانتخابات في ظل تباطؤ اقتصادي

خفض البنك المركزي الهندي أسعار الفائدة الرئيسية أمس الخميس في محاولة لدعم النمو الاقتصادي، في خطوة توقعها الكثير من المحللين مع الاقتراب من تنظيم الانتخابات التي ستقرر مسألة التمديد لرئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي.
وقال شاكتيكانتا داس، محافظ البنك المركزي الهندي، إن لجنة السياسة النقدية في البنك قررت خفض الفائدة على «الريبو» وهي الفائدة الرئيسية في الهند بمقدار 25 نقطة أساس إلى 6 في المائة.
يذكر أن الريبو هو سعر الفائدة التي يحصل عليها بنك الهند المركزي من واقع قروضه للبنوك التجارية.
في الوقت نفسه تم خفض سعر فائدة «الريبو العكسي» أي الفائدة على القروض التي يحصل عليها البنك المركزي من البنوك التجارية بمقدار 25 نقطة أساس أيضا إلى 5.75 في المائة.
ويأتي الاجتماع الدوري للجنة السياسة النقدية في البنك المركزي الهندي، الذي يعقد كل شهرين، قبل أسبوع من الانتخابات العامة التي ستبدأ في الهند يوم 11 أبريل (نيسان) الحالي.
ويقول محللون: في حين سيكون لقرار خفض الفائدة تأثير فوري محدود على الاقتصاد، فإنه سيعزز ثقة أسواق المال على المدى القصير.
كان البنك المركزي قد أبقى على ما سماه «المعايرة الصارمة» للسيطرة على التضخم طوال 2018، لكنه خفض أسعار الفائدة الرئيسية مرتين منذ يناير (كانون الثاني) الماضي عندما تولى «داس» منصب محافظ البنك.
وتقول وكالة «رويترز» إنه في الوقت الذي لا تزال فيه معدلات التضخم تحت السيطرة فإن انخفاض دخول المزارع ومعدلات البطالة المرتفعة تقوض من فرص «مودي» الانتخابية، خاصة في ظل تراجع النمو الفصلي الاقتصادي إلى 6.6 في المائة في ديسمبر (كانون الأول)، وهي أقل وتيرة في خمسة فصول.
وبينما توقع المركزي الهندي معدل تضخم للتجزئة (retail inflation) عند 3.8 في المائة بحلول يناير وحتى مارس (آذار) 2020، فقد حذر من مخاطر الضغوط السعرية إذا ما ارتفعت أسعار الغذاء والوقود بشكل مفاجئ، أو إذا تجاوز العجز المالي التوقعات.
وتقول «رويترز» إنه مع اقتراب الانتخابات، تعهدت الأحزاب الرئيسية في البلاد بالإنفاق لجذب الناخبين، وهو ما جعل البنك المركزي في حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل الوضع المالي.
وقال وزير المالية الهندي، أرون جايتلي، مؤخرا إن الحكومة ستستمر في الانضباط المالي وتطبيق السياسات التي تساعد على المزيد من خفض معدلات الفائدة، وذلك في حال إعادة انتخابها.
ويحذر خبراء الطقس من ظاهرة مناخية في موسم الرياح الموسمية قد تتسبب في نقص هطول الأمطار مما يؤدي لارتفاع أسعار الأغذية.
وقال سوجان هاغرا، كبير الاقتصاديين في أناند راثي سيكيوريترز، لوكالة «رويترز» إنه إذا كان معدل التضخم في الهند متجاوزا مستوى 4 في المائة خلال الفترة المقبلة، فإن تخفيض أسعار الفائدة بـ25 إلى 50 نقطة أساس سيكون غير ممكن في الاثني عشر شهرا المقبلة.
وكان معدل تضخم المستهلكين عند مستوى 2.57 في المائة في فبراير (شباط) بعد خمسة أشهر من تراجع الرقم القياسي لأسعار المستهلكين الخاص بسلة الأغذية، وقال المركزي الهندي إنه قد يضطر لتعديل توقعاته للتضخم إذا ما أصبح التباطؤ الاقتصادي أكثر تأثيرا.
وخفض المركزي الهندي توقعاته للنمو الاقتصادي في البلاد إلى 7.2 في المائة خلال 2019 - 2020، مقابل توقعات سابقة بنمو 7.4 في المائة.
ويأمل بعض المحللين في أن يقبل البنك المركزي على خفض الفائدة بشكل أقوى في ظل تباطؤ التضخم والنمو الاقتصادي، لكن عدم حماس المركزي تجاه هذه الخطوة قد يعزى إلى رد الفعل الضعيف من البنوك التجارية على خطوة خفض الفائدة قبل الأخيرة، حيث نزل المركزي بسعر الفائدة 25 نقطة أساس، بينما خفضت البنوك التجارية أسعار الإقراض 5 - 10 نقاط أساس فقط.



الذهب يسجل مكاسب ملحوظة مع تزايد المخاوف حول سياسات ترمب

سبائك ذهبية في غرفة صناديق الودائع الآمنة في دار «برو أوروم» للذهب في ميونيخ (رويترز)
سبائك ذهبية في غرفة صناديق الودائع الآمنة في دار «برو أوروم» للذهب في ميونيخ (رويترز)
TT

الذهب يسجل مكاسب ملحوظة مع تزايد المخاوف حول سياسات ترمب

سبائك ذهبية في غرفة صناديق الودائع الآمنة في دار «برو أوروم» للذهب في ميونيخ (رويترز)
سبائك ذهبية في غرفة صناديق الودائع الآمنة في دار «برو أوروم» للذهب في ميونيخ (رويترز)

ارتفعت أسعار الذهب يوم الجمعة مع تزايد حالة عدم اليقين بشأن سياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، ما زاد من الطلب على السبائك. بينما يترقب المستثمرون تقريراً هاماً عن الوظائف لتقييم الاتجاه المتوقع في سياسة خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس «الاحتياطي الفيدرالي».

وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المائة إلى 2675.49 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 07:25 (بتوقيت غرينتش). حقق الذهب مكاسب تزيد على 1% في المائة حتى الآن هذا الأسبوع، متجهاً نحو تحقيق أكبر قفزة أسبوعية منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، وفق «رويترز».

وارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة 0.3 في المائة إلى 2698.30 دولار للأوقية. ومن المقرر صدور تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة في وقت لاحق من اليوم.

وبحسب استطلاع أجرته «رويترز»، من المتوقع أن ترتفع أعداد الوظائف بمقدار 160 ألف وظيفة في ديسمبر (كانون الأول)، بعد قفزة قدرها 227 ألف وظيفة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وقال غيغار تريفيدي، المحلل الكبير في «ريلاينس» للأوراق المالية: «نتوقع أن يتراجع الذهب قليلاً إذا جاء تقرير الوظائف غير الزراعية أفضل من المتوقع».

وأشار تريفيدي إلى أن الذهب حصل على دعم بعد تقرير التوظيف الخاص الأضعف من المتوقع لشهر ديسمبر، ما عزز الفكرة بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يحتاج إلى تبني نهج أقل تشدداً في سياسة خفض أسعار الفائدة.

وقد أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في «كانساس سيتي»، جيف شميد، يوم الخميس، إلى تردد البنك في خفض أسعار الفائدة مرة أخرى، في ظل اقتصاد مرن وتضخم يظل أعلى من هدفه البالغ 2 في المائة.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن التعريفات الجمركية وسياسات الهجرة التي اقترحها ترمب قد تؤدي إلى إطالة أمد النضال ضد التضخم. ويتطلع المتداولون الآن إلى أول خفض لأسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام، والذي من المتوقع أن يكون في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران)، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

وارتفعت الفضة 0.3 في المائة إلى 30.2 دولار للأوقية، في حين تم تداول عقد «كومكس» عند 31.17 دولار، وكلاهما قريب من أعلى مستوياته في شهر. وقال «دويتشه بنك» في مذكرة: «نتوقع أن تصمم الإدارة الأميركية القادمة سياسة اقتصادية وتجارية لتعزيز الرخاء الوطني، وأن يتعافى الفضة إلى جانب الذهب في النصف الثاني من عام 2025 إلى 35 دولارا للأوقية».

من ناحية أخرى، انخفض البلاتين 0.4 في المائة إلى 955.97 دولار، في حين ارتفع البلاديوم 0.9 في المائة إلى 934.16 دولار. ومن الجدير بالذكر أن المعادن الثلاثة في طريقها لتحقيق مكاسب أسبوعية.