غديري: لولا الجيش لشهدنا عهدة أبدية

قال إن المرحلة المقبلة يمكن أن تسير بسلاسة إذا تم الالتزام بالدستور

علي غديري (إ.ب.أ)
علي غديري (إ.ب.أ)
TT

غديري: لولا الجيش لشهدنا عهدة أبدية

علي غديري (إ.ب.أ)
علي غديري (إ.ب.أ)

يبدي المرشح السابق لرئاسة الجمهورية الجنرال المتقاعد علي غديري تفاؤلاً كبيراً بالمستقبل، بعد تنحي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، معلناً في حديث إلى «الشرق الأوسط» أنه سيترشح مجدداً في الانتخابات المقبلة، بعدما كان من أوائل المرشحين في الانتخابات، التي كان يفترض أن تجرى الشهر الحالي قبل أن يلغيها بوتفليقة.
وقال غديري إنه كان يتوقع أن «يثور الشعب خلال الحملة الانتخابية. لكنه ثار قبلها مشكوراً». وتابع: «سأترشح في الانتخابات المقبلة. قلت إنني أتيت لأكسر المنظومة. وإذا انتخبني الشعب فسأكمل تكسير المنظومة».
واعتبر غديري، أن المرحلة المقبلة يمكن أن تسير بسلاسة إذا ما تم الالتزام بالنصوص الدستورية. وقال بهذا الخصوص: «أنا أتمسك بالشرعية والقانون. الدستور بصحيح العبارة يقول إن رئيس المجلس الأمة هو الذي يترأس الدولة في هذا الفترة (بعد تنحي الرئيس). عبد القادر بن صالح أو غيره لا يهمني. ما يهمني هو أن المدة (الفترة الانتقالية) هي 90 يوماً، وأن الانتخابات الرئاسية ستجرى في موعدها المقبل». مبرزاً أن الرئيس الانتقالي المقبل، ممثلاً بشخص رئيس مجلس الأمة، يجب أن يشكل لجنة مستقلة لمراقبة الانتخابات يرضى عنها الحراك الشعبي.
وأشاد غديري بموقف المؤسسة العسكرية، قائلاً «لا يجب الخلط بين الدولة والنظام. الدولة لديها مؤسسات، ومنها الجيش الوطني الشعبي. الجيش ليس ميليشيا، وهو في خدمة الأمة والشعب والدولة. لا أقول هذا مجاملة، بل هذا هو الواقع. لو لم يكن الجيش كذلك لتركوهم (المحيطون ببوتفليقة) يفعلون بالبلد ما يشاءون، ويذهبون إلى عهدة خامسة، وربما عهدة أبدية».
ورأى غديري، أن «الشعب الذي نزل بـ20 مليوناً إلى الشارع باستطاعته أن يؤطر 55 ألف مركز انتخاب. فإذا وضعنا 20 شخصاً في كل مكتب انتخابي، فسيكفي مليون جزائري. هذه فرصة لا يجب أن يفوتها المواطن الجزائري. ويمكن أن تكون الانتخابات المقبلة أول انتخابات نزيهة منذ الاستقلال».
وعن موقفه من المطالبة بعودة «جبهة الإنقاذ» إلى العمل السياسي إذا انتخب رئيساً، قال غديري: «الجمهورية الثانية ليست مجرد شعار. لنذهب إلى القطيعة من أجل الجمهورية. هذه عبارة عن نمط سياسي وبناء ثقافي واجتماعي واقتصادي، وفلسفة وعلاقة جديدة بين الحاكم والمحكوم. لكنني أقول للإسلامويين إنهم هزموا سياسياً وعسكرياً، وإنهم على يقين بأن لا مجال لهم سوى في جزائر ديمقراطية، ضمن قواعد ديمقراطية تضمن لهم ممارسة حقوقهم في إطار مشروع وطني ديمقراطي، يكون فاتحاً صدره لمن التزم بالقوانين، وشديد العقاب لكل من تسول له نفسه الإخلال بالقواعد الديمقراطية».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.