برلمان تونس يقرّ قانوناً لرفع سن تقاعد موظفي الحكومة

TT

برلمان تونس يقرّ قانوناً لرفع سن تقاعد موظفي الحكومة

وافق البرلمان التونسي أمس، على قانون يرفع سن تقاعد موظفي الحكومة عامين إضافيين، ويفرض ضريبة أمان اجتماعي نسبتها 1% على الموظفين، وضريبة نسبتها 2% على أرباب العمل. وبهذا القرار يصبح سن تقاعد موظفي الحكومة من 60 إلى 62 عاماً اعتباراً من 2020، حسب تقرير بثّته وكالة «رويترز» للأنباء أمس.
في غضون ذلك، فتحت الهيئة السياسية لحزب النداء، الذي يتزعمه حافظ قايد السبسي نجل الرئيس الحالي، أمس، باب الترشح لمدة ثلاثة أيام، لتولي الهياكل القيادية داخل الحزب، وذلك في إطار الاستعداد لعقد المؤتمر الانتخابي الأول المنتظر في 6 و7 من أبريل (نيسان) الحالي. ويعد هذا الإجراء، وفق مراقبين، خطوة حاسمة في مسار عقد هذا المؤتمر، خصوصاً في ظل الخلافات العديدة التي شقّت صفوف الحزب، وتواصلت لنحو أربع سنوات. وتشمل هذه الهياكل عضوية الهيئة السياسية، والمكتب التنفيذي للحزب باعتبارهما أهم دوائر القرار داخل الحزب. وفي هذا الشأن، أكد محمد رمزي خميس، قيادي «النداء»، أن الهيئة السياسية عقدت اجتماعاً مهماً مساء أول من أمس، لتقييم حجم الاستعدادات اللوجيستية والتنظيمية، ومراحل تنظيم المؤتمر الانتخابي الأول لحزب النداء، موضحاً أن الهياكل القيادية أتمّت صياغة التقريرين الأدبي والمالي اللذين سيتم عرضهما خلال افتتاح المؤتمر، واللذين سيفضيان إلى تشكيل لجان تشتغل على برنامج حزب النداء في المرحلة المقبلة، استعداداً لخوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبرمجة نهاية هذه السنة.
وكان حزب النداء قد انقسم خلال الآونة الأخيرة إلى قسمين: قسم يتزعمه حافظ قايد السبسي، ويتمسك بعقد المؤتمر في تاريخه المحدد، فيما يشدد القسم الثاني، الذي يتزعمه رضا بلحاج والمنذر بلحاج علي، على بطلان هذا المؤتمر، واعتباره «محاولة يائسة للسطو على صلاحيات لجنة إعداد المؤتمر وإرادة الندائيين، من قبل مجموعة انعزالية، وأقلية لا تقوى على مجابهة الاستحقاق الانتخابي في مؤتمر ديمقراطي». وتخشى هذه المجموعة التي أطلقت على نفسها اسم «مجموعة لمّ الشمل» من محاولة تنفيذ «التوريث السياسي» لنجل الرئيس، وتنظيم مؤتمر انتخابي شكلي يفضي إلى انتخاب حافظ قايد السبسي رئيسا للحزب، خلفاً لوالده الذي أسس هذا الحزب في يونيو (حزيران) من سنة 2012، وتمكّن من خلاله من الفوز في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي نُظمت سنة 2014.
وعجز حزب النداء منذ نحو ثلاث سنوات عن عقد أول مؤتمر انتخابي له، بعد توسع رقعة الخلافات بين قياداته، وبعد تجدد الانشقاقات داخل الحزب، خصوصاً بعد أن تم تجميد عضوية يوسف الشاهد، رئيس الحكومة الحالية، والذي أسس بدوره حزب «حركة تحيا تونس»، وبات المنافس الأساسي له اعتباراً لاعتماده على القواعد الانتخابية نفسها.
وبشأن هذه التطورات السياسية والعزم على عقد المؤتمر الانتخابي الأول، قال السياسي بوجمعة الرميلي، لـ«الشرق الأوسط» إن حزب النداء يعاني من خلافات في وجهات النظر بين قياداته حول إمكانية تسبب المؤتمر في مزيد من الانقسام بين أنصار الحزب. مبرزاً أن «هناك مَن يتخوف من نتائج المؤتمر، وإمكانية تسببه في المزيد من التصدعات داخل الحزب، خصوصاً أن البلاد تستعد لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية نهاية السنة الحالية، وتشتيت الحزب قد يؤثر سلباً على مشاركته في تلك الاستحقاقات الانتخابية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.