إخوان مصر يترقبون «كسر عزلتهم» مع دعوات قوى شبابية للتظاهر نهاية أغسطس

ناشط: لا ننسق مع الجماعة.. وتحركنا للتضامن مع المضربين عن الطعام في السجون

متظاهرون مؤيدون لجماعة الإخوان المسلمين خلف نيران مشتعلة في مسيرة احتجاجية في منطقة المطرية بالعاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
متظاهرون مؤيدون لجماعة الإخوان المسلمين خلف نيران مشتعلة في مسيرة احتجاجية في منطقة المطرية بالعاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
TT

إخوان مصر يترقبون «كسر عزلتهم» مع دعوات قوى شبابية للتظاهر نهاية أغسطس

متظاهرون مؤيدون لجماعة الإخوان المسلمين خلف نيران مشتعلة في مسيرة احتجاجية في منطقة المطرية بالعاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
متظاهرون مؤيدون لجماعة الإخوان المسلمين خلف نيران مشتعلة في مسيرة احتجاجية في منطقة المطرية بالعاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

تستعد قوى ثورية مصرية للتظاهر من أجل الضغط على السلطات للإفراج عن قيادات شباب ثورة 25 يناير 2011 الذين أدين عدد منهم بتهمة خرق قانون التظاهر. وتأتي هذه الاستعدادات في وقت قالت فيه قيادات قوى شبابية أخرى إنها ستشارك في مظاهرات دعت لها جماعة الإخوان المسلمين وقوى إسلامية أخرى متحالفة معها نهاية أغسطس (آب) الحالي، وتترقب الجماعة هذه التحركات لكسر حالة العزلة التي تعانيها منذ عام.
ويرى مراقبون أن المظاهرات المزمع تنظيمها ستعكس إلى حد بعيد قدر التصدعات التي أصابت تحالف 30 يونيو الذي قاد الثورة ضد الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي للجماعة العام الماضي، الذي عزل في يوليو (تموز) 2013.
وفشلت جماعة الإخوان على مدار العام الماضي في كسب أنصار جدد، لكنها سعت إلى إرهاق القوى الأمنية بالحفاظ على وتيرة مظاهراتها في عدة مدن بالبلاد. وتحيي الجماعة في 30 من الشهر الحالي ذكرى مسيرات نظمتها قبل عام قوى ما عرف بـ«التيار الثالث»، من مناهضي جماعة الإخوان الذين اعترضوا أيضا على ممارسات السلطة المصرية الجديدة.
وقال عمرو إمام، وهو ناشط حقوقي، إن «شباب 25 يناير يجرون الآن نقاشات جادة من أجل التحرك والضغط على السلطة للإفراج عن شباب الثورة في السجون، لكن حتى الآن لم نحدد موعدا لبدء التحركات»، مضيفا أن هذه الاستعدادات تجري دون أي تنسيق مع جماعة الإخوان.
وأشار إمام إلى أن التحركات المقبلة لن ترفع شعارات سياسية، وتقتصر فقط على التضامن مع الناشط والمدون علاء عبد الفتاح الذي بدأ إضرابا عن الطعام في محبسه بسجن طرة (جنوب القاهرة)، لافتا إلى أن محمد عادل القيادي في حركة 6 أبريل وشبابا آخرين، يقضون عقوبتهم في السجن أو في انتظار محاكمتهم، انضموا أيضا إلى الإضراب. ويحاكم عبد الفتاح في اتهامات بخرق قانون التظاهر والاعتداء على شرطي في مظاهرة أمام البرلمان جرت قرب نهاية العام الماضي.
وتعهدت حركة شبابية مناهضة للسلطات المصرية الحالية، بحراك «ثوري سلمي نوعي مبدع» مع حركات شبابية معارضة لحكم الرئيس المعزول محمد مرسي، خلال إحياء ذكرى 30 أغسطس الحالي، في الوقت الذي دعا فيه التحالف الداعم لمرسي لإضراب جزئي عن العمل خلال نفس اليوم.
وفي 30 أغسطس 2013، شهدت مصر احتجاجات ضد عزل مرسي، بعنوان «جمعة نهاية الانقلاب»، أسفرت عن مقتل 8 وإصابة 221 آخرين في اشتباكات مع الأمن، وتظاهرت حينها أيضا قوى شبابية شاركت في مظاهرات عزل مرسي.
ودعا «التيار الثالث» إلى التظاهر ضد السلطات الحالية، بميدان طلعت حرب القريب من ميدان التحرير (وسط القاهرة) نهاية الشهر الحالي في إطار إحياء الذكرى الأولى لمقتل 6 من مناصريه في فض الأمن لمسيرة نظمها التيار بحي المهندسين (غرب القاهرة) العام الماضي.
وقال ضياء الصاوي المتحدث باسم حركة شباب ضد الانقلاب في تصريحات صحافية له أمس إنهم يعدون لـ«موجة ثورية كبيرة» في 30 أغسطس، حيث ستشهد «تصعيدا ثوريا سلميا» مع حركات شبابية مختلفة كانت معارضة لحكم مرسي.
من جانبه، دعا التحالف الوطني لدعم الشرعية، الذي تقوده جماعة الإخوان، إلى إضراب جزئي عن العمل في 30 أغسطس الحالي، معلنا عن بدء ما سماه «معركة المكاتب الخاوية»، تمهيدا للعصيان المدني الشامل. وتراجع تأثير مظاهرات الإخوان إلى حد كبير خلال عطلة الجامعات، لكن أنصار الجماعة يأملون في أن تسهم عودة الدراسة الشهر المقبل في استعادة تأثير التحركات الاحتجاجية، واستثمار الغضب من قرارات وإجراءات حكومية أثارت اعتراضات قطاعات من المواطنين.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.