أكد الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة اليوم (الأربعاء)، عدم خوفه على مستقبل البلاد، معرباً عن أمله في استمرار المسيرة الوطنية وتمكين الشباب والنساء.
وقال بوتفليقة في رسالته الأخيرة للشعب الجزائري بعد إعلانه الاستقالة رسمياً مساء الثلاثاء: «أطلب منكم وأنا بشر غير منزّه عن الخطأ، المسامحة والمعذرة والصفح عن كل تقصير».
وأضاف: «وأنا أغادر سدة الـمسؤولية وجب علي ألا أنهي مساري الرئاسي من دون أن أوافيكم بكتابي الأخير هذا، وغايتي منه ألا أبرح الـمشهد السياسي الوطني على تناء بيننا يحرمني من التماس الصفح ممن قَصَّرت في حقهم من أبناء وطني وبناته، من حيث لا أدري رغم بالغ حرصي على أن أكون خادماً لكل الجزائريين والجزائريات بلا تمييز أو استثناء»، متابعاً بالقول: «أنهيت عهدتي الرابعة، أغادر سدة الـمسؤولية وأنا أستحضر ما تعاونّا عليه، بإخلاص وتفان، فأضفنا لبنات إلى صرح وطننا وحققنا ما جعلنا نبلغ بعض ما كنا نتوق إليه من عزة وكرامة بفضل كل من ساعدني من بناته وأبنائه البررة».
وأشار الرئيس الجزائري السابق إلى أنه «عما قريب، سيكون للجزائر رئيس جديد»، راجياً الله أن يعين من يخلفه «على مواصلة تحقيق آمال وطموحات الشعب اعتماداً على صدق إخلاصهم وأكيد عزمهم على الـمشاركة الجادة الحسية الـملـموسة في مواصلة بناء بلادهم بالتشمير على سواعدهم وبسداد أفكارهم ويقظتهم المواطنية».
وأفاد بأنه «رغم الظروف الـمحتقنة منذ 22 فبراير (شباط) الماضي، أحمد الله على أني ما زلت كلي أمل أن الـمسيرة الوطنية لن تتوقف وسيأتي من سيواصل قيادتها نحو آفاق التقدم والازدهار»، داعياً إلى «تمكين الشباب والنساء من الوصول إلى الوظائف السياسية والبرلمانية والإدارية» لثقته الكبيرة في قدرتهما على الـمساهمة.
وبيّن بوتفليقة أنه أصبح اليوم واحداً من عامة الـمواطنين ولا يمنعه من حق الافتخار بإسهامه في دخول الجزائر في القرن الحادي و العشرين وهي في حال أفضل من الذي كانت عليه من ذي قبل، منوّها بما تحقق للشعب الجزائري الذي شرّفه برئاسته مدة عشرين سنة من تقدم مشهود في جميع الـمجالات.
وتابع حديثه قائلاً: «أخاطبكم مودعاً وليس من السهل عليّ التعبير عن حقيقة مشاعري نحوكم و صدق إحساسي تجاهكم ذلك أن في جوانحي مشاعر وأحاسيس لا أستطيع الإفصاح عنها و كلماتي قاصرة عن مكافأة ما لقيته من الغالبية العظمى منكم من أياد بيضاء ومن دلائل الـمحبة والتكريم».
وأوضح الرئيس الجزائري السابق أنه تطوّع لرئاسة البلاد استكمالاً لتلك الـمهام التي أعانه الله على الاضطلاع بها «منذ أن أنخرط جندياً في جيش التحرير الوطني إلى المرحلة الأولى ما بعد الاستقلال وفاء لعهد شهدائنا الأبرار، وسلخت مما كتب لي الله أن أعيشه إلى حد الآن عشرين سنة في خدمتكم، والله يعلم أنني كنت صادقاً ومخلصاً، مرت أياماً وسنوات كانت تارة عجاف وتارة سنوات رغد، سنوات مضت وخلفت ما خلفت مما أرضاكم ومما لـم يرضكم من أعمالي غير الـمعصومة من الخطأ والزلل».
وشدد على أنه يغادر الساحة السياسية وهو غير حزين ولا خائف على مستقبل البلاد، بل إنه على ثقة بأن الجزائريين سيواصلون مع قيادتهم الجديدة مسيرة الإصلاح والبذل والعطاء على الوجه الذي يجلب للبلاد الـمزيد من الرفاه والأمن بفضل ما لـمسه لدى الشباب من توثب وإقدام وطموح وتفاؤل.
واستطرد بوتفليقة قائلاً: «كنتم خير الإخوة والأخوات وخير الأعوان وخير الرفاق، وقضيت معكم، وبين ظهرانكم، أخصب سنوات عطائي لبلادنا. ولن يعني لزوم بيتي، بعد اليوم، قطع وشائج الـمحبة والوصال بيننا، ولن يعني رمي ذكرياتي معكم في مهب النسيان وقد كنتم، وستبقون، تسكنون أبداً في سويداء قلبي»، مقدّما شكره للجزائريين «على أغلى ما غنمت من رئاستي لبلادنا من مشاعر الفخر والاعتزاز التي أنعمتم بها علي وكانت حافزي على خدمتكم في حال عافيتي وحتى في حال اعتلالي».
واختتم حديثه بالقول: «أطلب منكم أن تظلوا مُــوَفِّيـنَ الاحتفاء والتبجيل لـمن قضوا نحبهم، ولـمن ينتظرون، من صناع معجزة تحريرنا الوطني، وأن تعـتصموا بـحبـل الله جميعاً ولا تفرقوا وأن تكونوا في مستوى مسؤولية صون أمانة شهدائنا الأبرار».
بوتفليقة مودّعاً الجزائريين: لست خائفاً على مستقبل البلاد
دعا لمواصلة المسيرة الوطنية وتمكين الشباب والنساء
بوتفليقة مودّعاً الجزائريين: لست خائفاً على مستقبل البلاد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة