مصر: سكان مدينة زايد يرفضون الأبراج... والحكومة تدافع

مشروع عقاري جديد يثير الجدل في الضاحية الهادئة

نماذج من التصميمات المقترحة لمشروع «زايد بيزنس بارك»
نماذج من التصميمات المقترحة لمشروع «زايد بيزنس بارك»
TT

مصر: سكان مدينة زايد يرفضون الأبراج... والحكومة تدافع

نماذج من التصميمات المقترحة لمشروع «زايد بيزنس بارك»
نماذج من التصميمات المقترحة لمشروع «زايد بيزنس بارك»

أثار الإعلان عن مشروع عقاري جديد بإحدى المدن المصرية موجة من الغضب بين سكان هذه المدينة، خوفاً من انتقال أمراض العشوائية والاستثناءات إلى مدينتهم الهادئة، لتبدأ حملة هجوم شرسة على المشروع الجديد، الذي دافعت عنه الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الإسكان، مؤكدة أن «المشروع يعد نقلة حضارية للمدينة».
بدأ الجدل عندما أعلن رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، عن عزمه تنفيذ مشروع عقاري في مدينة الشيخ زايد بمحافظة الجيزة المصرية، (غرب القاهرة) «زايد بيزنس بارك»، ولم تكن المشكلة في المشروع في حد ذاته، بل في طبيعته، حيث أشار الإعلان إلى أن المشروع يتضمن بناء أبراج يصل ارتفاعها إلى 20 طابقاً، وهو ما أغضب سكان المدينة التي لا تتجاوز ارتفاعات المباني بها منذ إنشائها الأربعة طوابق، ليدشن السكان حملة على مواقع التواصل الاجتماعي ترفض فكرة إقامة المشروع، واشترك في الحملة عدد من الكتاب والصحافيين من سكان المدينة.
الكاتب الصحافي والروائي عمر طاهر، أحد سكان مدينة الشيخ زايد، بدأ حملة هجوم عنيفة على المشروع، وخصص عدداً من مقالاته لتبرير مخاوفه من المشروع، وأسباب هجومه عليه، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «المهندس حسب الله الكفراوي، وزير الإسكان المصري الأسبق، صمم مدينة الشيخ زايد بلا أبراج، واضعاً نموذجاً مختلفاً للمدن العمرانية الجديدة، جذب نوعية من السكان أرادت هذا الشكل والنموذج من العمارة والحياة»، مشيراً إلى أن «من يختار الإقامة في مدينة الشيخ زايد وغيرها من المدن الجديدة، لا يختار منزلاً فحسب، بل يختار نمطاً للحياة».
وأضاف طاهر أن «إنشاء أبراج سكنية يدمر فكرة المدينة القائمة على مباني قليلة الارتفاع»، متخوفاً من أن «يتكرر ما حدث في مدينة نصر بالقاهرة، التي لم تستوعب مرافقها التوسعات العمرانية الجديدة لتنهار في مواجهة الزحام والعشوائية»، مشيراً إلى أن «مرافق مدينة الشيخ زايد لا تتحمل مثل هذه التوسعات».
وعلى الصعيد النيابي قدم الدكتور أيمن أبو العلا، عضو مجلس النواب المصري عن دائرة زايد و6 أكتوبر، بياناً عاجلاً إلى كل من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والمهندس عاصم الجزار، وزير الإسكان، بشأن المشروع. وقال أبو العلا، في بيانه، إن «هناك حالة من الغضب بين سكان مدينة الشيخ زايد، اعتراضاً على المشروع الذي يخالف مخططات المدينة، وخوفاً من أن يؤثر المشروع على جودة المرافق والبنية التحتية من مياه وصرف صحي». مشيراً إلى أن «تخطيط المدينة لا يسمح بزيادة الارتفاع على 4 طوابق». وأضاف: «طلبت من قبل زيادة ارتفاع مستشفى زايد بطابقين وتم رفض طلبي بسبب مطار سفنكس»، متسائلاً: «كيف وافقت الحكومة على برج 20 دوراً؟». كما قدمت النائبة رشا إسماعيل، بياناً عاجلاً حول الموضوع، مؤكدة أنه «يتنافى مع الخطة الاقتصادية للمدينة، ويكرر أخطاء أحياء أخرى في القاهرة والجيزة».
ورفع عدد من السكان دعاوى قضائية أمام القضاء الإداري لوقف المشروع، مبررين موقفهم بالتخوف من تحول «مدينتهم الهادئة إلى مدينة عشوائية، فمنح ساويرس استثناء بالتعلية سيجعل كثيراً من أصحاب العقارات في المدينة يتجهون إلى تعلية مبانيهم أيضاً»، ولا تقتصر مخاوف السكان على الأبراج بل تمتد إلى الحديقة التي يخشى البعض أن تتحول إلى منطقة تجارية، بدلاً من أن تكون متنفساً لأهالي المدينة.
من جانبه قال تامر ممتاز، الخبير الاقتصادي والعقاري، لـ«الشرق الأوسط» إن «أبراج زايد ستُحدث تنمية في المنطقة، وتزيد من أسعار الأراضي وتفتح فرص الاستثمار في المدينة»، مشيراً إلى أن «مخاوف سكان المدينة ليست في محلها».
وأضاف أن «السكان يقولون إن التوسع في المدينة يجب أن يكون أفقياً، وليس رأسياً، لأن التوسع الرأسي عادةً ما يكون مرتبطاً بالأماكن المكدسة سكانياً، ويؤدي إلى عشوائيات كما حدث في مدينة نصر والمهندسين، لكنّ الواقع يقول إن مدينة الشيخ زايد ليس بها عشوائيات، والأبراج ستكون في منطقة محددة»، مؤكداً أنه «ما دامت الحكومة لم تمنح تراخيص أخرى بالارتفاعات، واقتصر الأمر على هذا المشروع، فلا توجد مشكلة بشرط أن تكون للحكومة حصة من عائده، ليعود بالنفع على الدولة ككل ويحقق التنمية والمنفعة العامة».
ورداً على الهجوم كتب ساويرس، تغريدات متتالية على حسابه الشخصي على «تويتر»، أوضح فيها أن «المشروع يتكون من برج واحد بارتفاع 20 طابقاً، يمثل نحو 10% من مساحة المشروع، والباقي عمارات مكونة من أرضي و9 طوابق»، مشيراً إلى أن «هذه الارتفاعات موجودة فعلاً في مدينة الشيخ زايد».
وأكد ساويرس أن «المشروع حاصل على ترخيص من عام 2017، وفقاً للمخطط العام للمنطقة، وهو يستوعب نفس الكثافة السكانية لأي تجمع سكني في المنطقة».
وأعلنت شركة «أورا إيجيبت للاستثمار العقاري»، المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس، عن إطلاق مشروع «ZED» في مدينة الشيخ زايد، على مساحة 165 فداناً، ويطل المشروع على حديقة الشيخ زايد المركزية البالغة مساحتها 65 فداناً، ويتضمن المشروع مجموعة من الأبراج يتراوح ارتفاعها ما بين 10 و20 طابقاً، سيتم الانتهاء من المرحلة الأولى من المشروع بعد 4 سنوات، ويبدأ سعر المتر في البرج المكون من 20 طابقاً، من 29 ألف جنيه مصري، (الدولار الأميركي يعادل 17.3 جنيه مصري)، وتتراوح مساحات الوحدات السكنية به ما بين 131 متراً و416 متراً، على أن تُخصص الأدوار الثلاثة الأولى للأعمال التجارية والخدمية، أما الأبراج ذات الطوابق العشرة، فيبدأ سعر المتر فيها من 19 ألف جنيه.
لكن هذا الرد لم يرضِ أهالي مدينة الشيخ زايد، وأعلن الكاتب عمر طاهر توقفه عن التفاوض مع شركة ساويرس السينمائية، بخصوص إنتاج أفلام سينمائية من تأليفه، كما أعلن مقاطعته مسابقته الثقافية، مؤكداً أنه «مستمر في معارضته وهجومه على المشروع، وإن كان غير واثق من استجابة الحكومة لمطالب السكان»، معرباً عن «أمله أن تستجيب الحكومة وتستمع لشكوى سكان الشيخ زايد».
وفي ظل حملة الهجوم المتصاعدة على المشروع خرجت وزارة الإسكان المصرية عن صمتها، وأصدرت بياناً مطولاً تدافع فيه عن المشروع، وقال المهندس وليد عباس، معاون وزير الإسكان لشؤون هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، إن «المشروع محل الشكوى بمساحة إجمالية 165 فداناً، مقسمة إلى قطعتين، الأولى بمساحة 106.1 فدان، وتشتمل على حديقة الشيخ زايد المركزية بمساحة نحو 65 فداناً، وأنشطة استثمارية سكنية، وترفيهية، وخدمية بمساحة 41.1 فدان، والثانية أرض فضاء بمساحة 58.9 فدان بأنشطة استثمارية تجارية، وفندقية، وطبية، وترفيهية، بما يمثل 1% من مساحة المدينة الأصلية».
وأضاف أن «المشروع يتفق مع المخطط الاستراتيجي العام لمدينتي الشيخ زايد و6 أكتوبر، والمعدّ من قِبل أحد بيوت الخبرة الهندسية، والتي بناءً عليها تم تحديد الاحتياجات الخاصة بالمرافق، والتوسع في طاقة محطة المياه، وتطوير محاور الطرق بالمدينة».
وأكد عباس أن «الارتفاعات الموجودة في المشروع تتماشى مع المخطط الاستراتيجي، ولا تتعارض مع شؤون الدفاع عن الدولة، وتتماشى مع قواعد وزارة الطيران المدني»، وقال إن «المشروع لن يكون بأكمله أبراجاً، وسيلتزم المستثمر بتوفير أماكن انتظار السيارات اللازمة للمشروع»، مشدداً على أن «المشروع لن يتسبب في أي أضرار بالطرق الخارجية أو مرافق المدينة، وأن الحديقة المركزية ستكون متاحة لجميع المواطنين».
وقال إن «المشروع سيمثل قيمة مضافة لمدينة الشيخ زايد، وتنوعاً مطلوباً في ارتفاعات المباني بها، خصوصاً أنه تمت الاستعانة بكبريات شركات التصميم، وسيتم التنفيذ بالمستوى الذي يليق بمدينة الشيخ زايد».
جدير بالذكر أن مدينة الشيخ زايد أُنشئت عام 1995 بمنحة من صندوق أبوظبي للتنمية (منحة الشيخ زايد)، وتضم مجموعة من التجمعات السكنية (كمبوند) الراقية، ويسكنها عدد من الفنانين والإعلاميين.


مقالات ذات صلة

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مصريون يلجأون للمعارض لشراء احتياجاتهم مع ارتفاع الأسعار (الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية)

الغلاء يُخلخل الطبقة الوسطى في مصر... رغم «التنازلات»

دخلت الطبقة الوسطى في مصر مرحلة إعادة ترتيب الأولويات، بعدما لم يعد تقليص الرفاهيات كافياً لاستيعاب الزيادات المستمرة في الأسعار، فتبدلت معيشتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بالعاصمة الإدارية الجديدة (رويترز)

تحويلات المصريين بالخارج زادت بأكثر من 100 % في سبتمبر

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري، اليوم الاثنين، أن تحويلات المصريين بالخارج ارتفعت لأكثر من مثليها على أساس سنوي في سبتمبر (أيلول) الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.