التحالف يدمر قارباً حوثياً مفخخاً شمال الحديدة قبيل تنفيذ عمل إرهابي

المالكي: الميليشيات خرقت اتفاق استوكهولم أكثر من 2800 مرة

المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية باليمن في المؤتمر الصحافي بالرياض أمس (الشرق الأوسط)
المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية باليمن في المؤتمر الصحافي بالرياض أمس (الشرق الأوسط)
TT

التحالف يدمر قارباً حوثياً مفخخاً شمال الحديدة قبيل تنفيذ عمل إرهابي

المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية باليمن في المؤتمر الصحافي بالرياض أمس (الشرق الأوسط)
المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية باليمن في المؤتمر الصحافي بالرياض أمس (الشرق الأوسط)

أعلنت القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن إحباط عمل إرهابي أول من أمس، بعد أن دمرت قارباً مفخخاً قبل قيامه بعمل إرهابي، الذي انطلق من منطقة اللحية شمال مدينة الحديدة، في محاولة لاستغلال وقف إطلاق النار الذي يلتزم به التحالف وقوات الشرعية.
وأكد العقيد تركي المالكي، المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، التزام التحالف والشرعية اليمنية باتفاق استوكهولم بشأن الحديدة الذي تقوضه يومياً الميليشيات الحوثية عبر خروقاتها التي بلغت 2843 خرقاً حتى الآن. وأضاف المالكي خلال مؤتمر صحافي عقده أمس بالرياض: «دمرنا أحد القوارب السريعة المفخخة بعد أن حاولت الميليشيات الحوثية استخدامه في عمل إرهابي عدائي، حيث تحرك القارب من منطقة اللحية (شمال الحديدة) في محاولة لاستخدام وقف إطلاق النار في تنفيذ العمليات الإرهابية».
وفي رده على سؤال حول حسم المعركة في اليمن بعد أربع سنوات من انطلاق عاصفة الحزم وإعادة الأمل، أوضح العقيد تركي المالكي أن السنوات الأربع الماضية من بدء عاصفة الحزم وإعادة الأمل التزام خلالها التحالف بإعادة الشرعية اليمنية وهو الهدف الاستراتيجي الذي نعمل من أجله.
وقال: «جميع الأهداف العملياتية التي ينفذها التحالف تقع ضمن هذا الهدف الاستراتيجي. لا شك أن هناك الكثير من التحديات منها البيئة الجبلية في اليمن، وقد تقدم الجيش الوطني اليمني مدعوماً من التحالف وصولاً للحديدة، لكن لا يمكن مقارنة ذلك في صنعاء أو صعدة. كما أن الميليشيات الحوثية ليس لديها أي احترام للقانون الدولي الإنساني، حيث تستخدم المدارس والمباني السكنية والبعثات الدبلوماسية مراكز سيطرة، فيما يلتزم التحالف بقواعد الاشتباك والقانون الدولي الإنساني. كما يظل الدعم الإيراني وإمداد الحوثيين بالأسلحة والقدرات الباليستية وطائرات من دون طيار، السبب الرئيسي في إطالة أمد الحرب». وشدد المتحدث باسم التحالف على أن «استراتيجية التحالف ثابتة وواضحة مع دخول العام الخامس للمعركة، وأن الحسم قادم ومسألة وقت ليس إلا».
لافتاً إلى أن «مقياس النجاح لا يقاس بالوقت بل بما تحقق على الأرض، حيث تسيطر اليوم الحكومة الشرعية على أكثر من 85 في المائة من الأراضي اليمنية».
وعن جهود التحالف في وقف تهريب السلاح للميليشيات الحوثية، أشار المالكي إلى أن «الميليشيات الحوثية تستميت لبقاء سيطرتها على ميناء الحديدة الحيوي ولم تنفذ اتفاق استوكهولم حتى الآن حرصاً منها على الاستفادة من الموارد المالية المفترض أن تذهب للبنك المركزي في عدن لدفع رواتب أكثر من 200 ألف موظف يمني».
وتابع: «بعد حادثة إطلاق الصاروخ الباليستي على الرياض في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، اتخذنا الكثير من الخطوات بالعمل مع الأمم المتحدة وسد الثغرات في عملية التفتيش، كما قمنا بتدريب وحدات يمنية في جميع المناطق اليمنية، الأمر الذي أسهم في وقف طرق التهريب».
وجدد المالكي التزام القوات المشتركة بعدم حصول التنظيمات الإرهابية على هذه القدرات، واستهداف القدرات الحوثية سواء الباليستية أو الطائرات من دون طيار أو القوارب السريعة المفخخة، كاشفاً عن استهداف 3 منصات صواريخ باليستية في صعدة، اثنتان منها في مديرية سحار، وأخرى بمديرية الصفراء كان بجانبها صاروخ بدر واحد دمر أيضاً.
إنسانياً، أوضح العقيد تركي استمرار عمل جميع الموانئ اليمنية وعددها 22 بكامل طاقتها الاستيعابية، مشيراً إلى أن التحالف أصدر 268 تصريحاً للمنظمات الإنسانية خلال الأسبوعين الماضيين.
وفي الجانب العملياتي، أكد المالكي استمرار العمليات في عدة جبهات وتحقيق تقدم نوعي في صعدة وحجة، وأسر 46 حوثياً. وأضاف: «كما تم وقف تهريب شحنة أسلحة بمنفذ شحن البري (شرق اليمن) كانت في طريقها للميليشيات الحوثية، منها 340 عبوة دافعة».


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم