«بي بي مصر» تعلن بدء إنتاج الغاز من مشروع «ديكا»

50 مليون قدم مكعب يوميا والهدف 230 مليونا مطلع العام المقبل

«بي بي مصر» تعلن بدء إنتاج الغاز من مشروع «ديكا»
TT

«بي بي مصر» تعلن بدء إنتاج الغاز من مشروع «ديكا»

«بي بي مصر» تعلن بدء إنتاج الغاز من مشروع «ديكا»

أعلنت شركة «بي بي مصر»، أمس، بدء إنتاج الغاز من مشروع (ديكا) بمصر من بئر «جنوب دينيس 6»، بمعدل 50 مليون قدم مكعب في اليوم.
ويتركز مشروع (ديكا) في حقلي غاز دينيس وكروان بمنطقة اتفاقية التمساح شرق دلتا النيل، وسيقوم بالتوريد إلى السوق المحلية المصرية.
وقال الرئيس الإقليمي لشركة «بي بي شمال أفريقيا»، هشام مكاوي، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، إن «مشروع (ديكا) مثال آخر لالتزام شركة (بي بي) تجاه مصر والشراكة المصرية طويلة الأمد. ونتطلع إلى مواصلة القيام بدور رئيس في تنمية قطاع الطاقة المصري، وتعظيم استخدام مواردنا القائمة للمساعدة في الوفاء باحتياجات الطاقة المتنامية لسنوات كثيرة مقبلة».
ويمثل مشروع (ديكا) مجموعة من اكتشافات الغاز الجاري تنميتها من خلال 5 آبار تحت سطح البحر، ويشمل بئر «بيلو 1 سي» في منطقة اتفاقية التمساح، وتركيب أنظمة إنتاج تحت سطح البحر مع خطوط بحرية ومعالجة الغاز في مصنع غاز الجميل البري. وتستخدم البنية التحتية الحالية من حقل «سيث» (المملوكة لـ«بي بي» بنسبة 50 في المائة)، وخطوط مواسير تصدير غاز التمساح والبنية التحتية لمجمع غاز الجميل.
ومن المتوقع أن يقوم مشروع (ديكا) بتسليم 230 مليون قدم مكعب من الغاز عند أقصى طاقة إنتاج بدءا من الشهور الأولى لعام 2015 من الآبار الخمس بما فيها «بيلو 1 سي». وتقع بئر «جنوب دينيس 6» على مسافة 65 كيلومترا تقريبا من شمال بورسعيد، على عمق 100 متر تحت سطح البحر، وتمتلك كل من شركتي «بي بي» و«إيني» حصة قدرها 50 في المائة من اتفاقية منطقة التمساح.. وتشغل مشروع (ديكا) الشركة المشتركة «بتروبل».
يشار إلى أن شركة «بي بي» لديها سجل عمل طويل وناجح في مصر يمتد إلى 50 سنة، مع استثمارات تزيد على 25 مليار دولار أميركي، مما يجعلها أحد أكبر المستثمرين الأجانب في مصر. وتتركز أعمال شركة «بي بي» في مصر بصفة أساسية في مجال استكشاف وإنتاج البترول والغاز. وحتى تاريخه، بالتعاون مع شركة بترول خليج السويس (جابكو) وهي الشركة المشتركة لشركة «بي بي» مع الهيئة المصرية العامة للبترول، قامت شركة «بي بي مصر» بإنتاج ما يقرب من 40 في المائة من إجمالي إنتاج البترول المصري، وتقوم حاليا بإنتاج ما يقرب من 10 في المائة من الإنتاج السنوي المصري من البترول والمتكثفات.
كما تقوم شركة «بي بي مصر»، من خلال شركاتها المشتركة مع الهيئة المصرية العامة للبترول والشركة المصرية القابضة للغاز (إيجاس) و«إينى - أيوك»، والشركة الفرعونية للبترول و«بتروبل»، بإنتاج ما يقرب من 30 في المائة من إجمالي إنتاج الغاز المصري. وتعمل شركة «بي بي مصر» على الوفاء بالاحتياجات المتنامية للسوق المحلية المصرية، بالاستكشاف النشط في دلتا النيل والاستثمار لإضافة الإنتاج من الاكتشافات القائمة.
ويعد المشروع الكبير شرق دلتا النيل مشروعا استراتيجيا بالنسبة لشركة «بي بي» وشريكتها «آر دبليو أي ديا»، وهو على درجة عالية من الأهمية بالنسبة لمصر لأنه سيضيف أكثر من مليار قدم مكعب من الغاز في اليوم (أي ما يوازي نحو 25 في المائة من الإنتاج المصري الحالي).
وتمتلك شركة «بي بي» 33 في المائة من أسهم مصنع إسالة الغاز الطبيعي لاستخلاص الغاز البترولي المسال وغاز البروبان، الشركة المتحدة لمشتقات الغاز، بالشراكة مع شركة «إيني - أيوك» وشركة «جاسكو» (الشركة المصرية لتوزيع الغاز)، كما أن شركة «بي بي» موجودة في قطاع التسويق من خلال شركة الغاز الطبيعي للسيارات، والمملوكة لشركة «بي بي» بنسبة 40 في المائة، التي تأسست في سبتمبر (أيلول) عام 1995 كأول شركة في أفريقيا والشرق الأوسط لتسويق الغاز الطبيعي كوقود بديل للسيارات.



من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
TT

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)

تعد السياحة المستدامة أحد المحاور الرئيسية في السعودية لتعزيز القطاع بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وبفضل تنوعها الجغرافي والثقافي تعمل المملكة على إبراز مقوماتها السياحية بطريقة توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والتراث.

يأتي «ملتقى السياحة السعودي 2025» بنسخته الثالثة، الذي أُقيم في العاصمة الرياض من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، كمنصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في هذا المجال، وتعزيز تعاون القطاع الخاص، وجذب المستثمرين والسياح لتطوير القطاع.

وقد أتاح الملتقى الفرصة لإبراز ما تتمتع به مناطق المملكة كافة، وترويج السياحة الثقافية والبيئية، وجذب المستثمرين، وتعزيز التوازن بين العوائد الاقتصادية من السياحة والحفاظ على المناطق الثقافية والتاريخية، وحماية التنوع البيئي.

وعلى سبيل المثال، تعد الأحساء، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»، ببساتين النخيل وينابيع المياه والتقاليد العريقة التي تعود لآلاف السنين، نموذجاً للسياحة الثقافية والطبيعية.

أما المحميات الطبيعية التي تشكل 16 في المائة من مساحة المملكة، فتُجسد رؤية المملكة في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

جانب من «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» (واس)

«محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»

في هذا السياق، أكد رئيس إدارة السياحة البيئية في «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»، المهندس عبد الرحمن فلمبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أهمية منظومة المحميات الملكية التي تمثل حالياً 16 في المائة من مساحة المملكة، والتي تم إطلاقها بموجب أمر ملكي في عام 2018، مع تفعيل إطارها التنظيمي في 2021.

وتحدث فلمبان عن أهداف الهيئة الاستراتيجية التي ترتبط بـ«رؤية 2030»، بما في ذلك الحفاظ على الطبيعة وإعادة تنميتها من خلال إطلاق الحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم، بالإضافة إلى دعم التنمية المجتمعية وتعزيز القاعدة الاقتصادية للمجتمعات المحلية عبر توفير وظائف التدريب وغيرها. ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه السياحة البيئية في تحقيق هذه الأهداف، حيث تسعى الهيئة إلى تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل التأثيرات السلبية على البيئة.

وأضاف أن المحمية تحتضن 14 مقدم خدمات من القطاع الخاص، يوفرون أكثر من 130 نوعاً من الأنشطة السياحية البيئية، مثل التخييم ورياضات المشي الجبلي وركوب الدراجات. وأشار إلى أن الموسم السياحي الذي يمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مايو (أيار) يستقطب أكثر من نصف مليون زائر سنوياً.

وفيما يخص الأهداف المستقبلية، أشار فلمبان إلى أن «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» تستهدف جذب مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وذلك ضمن رؤية المحميات الملكية التي تستهدف 2.3 مليون زائر سنوياً بحلول العام نفسه. وأضاف أن الهيئة تسعى لتحقيق التوازن البيئي من خلال دراسة آثار الأنشطة السياحية وتطبيق حلول مبتكرة للحفاظ على البيئة.

أما فيما يخص أهداف عام 2025، فأشار إلى أن المحمية تهدف إلى استقطاب 150 ألف زائر في نطاق المحميتين، بالإضافة إلى تفعيل أكثر من 300 وحدة تخييم بيئية، و9 أنواع من الأنشطة المتعلقة بالحياة الفطرية. كما تستهدف إطلاق عدد من الكائنات المهددة بالانقراض، وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لشؤون الطبيعة.

هيئة تطوير الأحساء

بدوره، سلّط مدير قطاع السياحة والثقافة في هيئة تطوير الأحساء، عمر الملحم، الضوء لـ«الشرق الأوسط» على جهود وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة السياحة في وضع خطط استراتيجية لبناء منظومة سياحية متكاملة. وأكد أن الأحساء تتمتع بميزة تنافسية بفضل تنوعها الجغرافي والطبيعي، بالإضافة إلى تنوع الأنشطة التي تقدمها على مدار العام، بدءاً من الأنشطة البحرية في فصل الصيف، وصولاً إلى الرحلات الصحراوية في الشتاء.

وأشار الملحم إلى أن إدراج الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي التابعة لـ«اليونسكو» يعزز من جاذبيتها العالمية، مما يُسهم في جذب السياح الأجانب إلى المواقع التاريخية والثقافية.

ورحَّب الملحم بجميع الشركات السعودية المتخصصة في السياحة التي تسعى إلى تنظيم جولات سياحية في الأحساء، مؤكداً أن الهيئة تستهدف جذب أكبر عدد من الشركات في هذا المجال.

كما أعلن عن قرب إطلاق أول مشروع لشركة «دان» في المملكة، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، والذي يتضمن نُزُلاً ريفية توفر تجربة بيئية وزراعية فريدة، حيث يمكنهم ليس فقط زيارة المزارع بل العيش فيها أيضاً.

وأشار إلى أن الأحساء منطقة يمتد تاريخها لأكثر من 6000 عام، وتضم بيوتاً وطرقاً تاريخية قديمة، إضافةً إلى وجود المزارع على طرق الوجهات السياحية، التي يصعب المساس بها تماشياً مع السياحة المستدامة.

يُذكر أنه يجمع بين الأحساء والمحميات الطبيعية هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية، مع تعزيز السياحة المستدامة بوصفها وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكلاهما تمثل رمزاً للتوازن بين الماضي والحاضر، وتبرزان جهود المملكة في تقديم تجربة سياحية مسؤولة تُحافظ على التراث والبيئة.