سجائر السوق السوداء مليئة بفضلات الفئران

وخسارة اقتصادية بمليارات الدولارات لبريطانيا

سجائر السوق السوداء مليئة بفضلات الفئران
TT

سجائر السوق السوداء مليئة بفضلات الفئران

سجائر السوق السوداء مليئة بفضلات الفئران

تحذر المجالس البريطانية المحلية، من أن السجائر التي يجري تداولها في السوق السوداء تتسبب في مخاطر اندلاع الحرائق، وتضر بالشركات التجارية، كما تؤدي إلى خسارة ما قيمته 3 مليارات جنيه إسترليني سنويا.
إلى ذلك، حذر قادة السلطة من أن ملايين السجائر غير المشروعة - المليئة بالفضلات البشرية والذباب الميت وفضلات الفئران العفن والأسبستوس - التي تباع في السوق السوداء، تقف حائط سد أمام الجهود المبذولة للحد من التدخين وتحسين أوضاع الصحة العامة.
وأوضحت جمعية الحكومة المحلية (LGA) أن السجائر المزيفة تشكل خطر اندلاع الحرائق، لأنها ليست مصنعة لتنطفئ عندما يتوقف المدخن عن تدخينها، كما أنها تشكل ضررا على الشركات التجارية الأمينة، وتؤدي إلى خسارة الاقتصاد البريطاني.
ومن أجل القضاء على هذه التجارة غير المشروعة، أدت جهود بذلت أخيرا، إلى مصادرة مئات الآلاف من السجائر غير المشروعة في ولفرهامبتون وبريستول ونوتنغهام.
ونشرت لتحقيق الغاية الكلاب البوليسية في برمنغهام، أثناء حملة مداهمات لـ12 مكانا في مختلف أنحاء المدينة.
وحسبما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، فإنّ هذه السجائر تحتوي على نسب عالية من المواد السامة مثل القطران والنيكوتين وأول أكسيد الكربون والرصاص والكادميوم والزرنيخ، مقارنة بالسجائر الأصلية.
وقالت المستشارة جوانا سبايسر، نائبة رئيس مجلس مجتمعات أقوى وأكثر أمانا، التابع لجمعية الحكومة المحلية: «يباع التبغ المزيف بثمن بخس في السوق السوداء من جانب التجار المارقين الذين يعيقون جهود المجلس للحد من التدخين. كما تعمل هذه التجارة غير المشروعة على تمويل العصابات الإجرامية المنظمة، وتلحق الضرر بالشركات التجارية الصادقة، وتكلف دافعي الضرائب مليارات الجنيهات سنويا»، وأضافت: «ربما يعتقد الأشخاص الذين يشترون سجائر رخيصة الثمن أنهم بذلك أنجزوا صفقة كبيرة. ولكن الحقيقة لم تكن كذلك؛ فإذا أدركوا ما تحتويه هذه السجائر، فقد يفكرون مرتين قبل شرائها»، وأردفت: «يجب أن تكون ملاحقات المجلس القضائية بمثابة تحذير قوي لأصحاب المتاجر الذين يفكرون في تخزين التبغ غير القانوني على الرفوف، وحتى لا يفكرون في بيعها بثمن بخس إلى الأطفال وغيرهم».



مسرحية «5 دقايق» تختصر زمن الوفاء للأهل بـ50 دقيقة

مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
TT

مسرحية «5 دقايق» تختصر زمن الوفاء للأهل بـ50 دقيقة

مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)

تختصر المخرجة مايا سعيد زمن الوفاء للوالدين بمسرحية «5 دقايق». اختارت عرضها في موسم عيد الميلاد، الموعد نفسه الذي خسرت فيه والدها. فكرّمته على طريقتها ضمن نص بسيط ومعبّر، يترك أثره عند متابعه ويتسلل إلى مشاعره من دون أن تفرض عليه ذلك. لا مبالغة في الوقت ولا في الحوارات.

رسالة إنسانية بامتياز تمرّ أمامك بـ50 دقيقة لتستوعب هدفها في الدقائق الخمس الأخيرة منها. على مسرح «ديستركت 7» في بيروت يقام العرض. ومع بطلي المسرحية طارق تميم وسولانج تراك وضعت مايا سعيد الشخصيتين اللتين يؤديانهما بتصرفهما، فأدركا دقّة معانيهما بحيث جسّداهما بعفوية تليق بخطوطهما.

مسرحية «5 دقايق» تحية تكريمية في ذكرى من نحبّهم (مايا سعيد)

بحوارات تميل إلى الكوميديا رغبت مايا سعيد في إيصال رسالتها المؤثرة. لم تشأ أن تحمّل المشاهد همّاً جديداً. ولا أن تُغرقه بمشاعر الأسى والحزن. فموسم الأعياد يجب أن يطبعه الفرح، ولكن لا بأس إذا ما تحررنا من أحاسيس حبّ مكبوتة في أعماقنا، وتكمن أهميتها بمنبعها فهي آتية من ذكرى الأهل.

تحكي المسرحية عن ليلة ميلادية تقتحم خلالها سيدة غريبة منزل «الأستاذ حرب»، فتقلبه رأساً على عقب بالشكلين الخارجي والداخلي. وتجري أحداث العمل في مساحة ضيقة على خشبة تتزين بديكورات بسيطة. وتتألّف من شجرة عيد الميلاد وكنبة وطاولة. وإذا ما تفرّجنا على هذا المكان بنظرة ثلاثية الأبعاد، سنكتشف أن الخشبة تُشبه شاشة تلفزيونية. فحلاوتها بعمقها وليس بسطحها العريض. مربّعة الشكل يتحرّك فيها البطلان براحة رغم ضيق المكان. يشعر المشاهد بأنه يعيش معهما في المكان والزمان نفسيهما.

وتعلّق مايا سعيد، كاتبة ومخرجة العمل، لـ«الشرق الأوسط»: «ينبع الموضوع من تجربة شخصية عشتها مع والدي الذي رحل في زمن الميلاد. وعندما تدهورت حالته الصحية عاش أيامه الخمسة الأخيرة فاقداً الذاكرة. ومثله مثل أي مريض مصاب بألزهايمر لم يكن في استطاعته التعرّف إليّ. وهو أمر أحزنني جداً».

من هذا المنطلق تروي مايا سعيد قصة «5 دقايق». وضمن أحداث سريعة وحوارات تترك غموضاً عند مشاهدها، يعيش هذا الأخير تجربة مسرحية جديدة. فيحاول حلّ لغز حبكة نصّ محيّرة. ويخيّل له بأنها مجرّد مقتطفات من قصص مصوّرة عدّة، ليكتشف في النهاية سبب هذا التشرذم الذي شرّحته المخرجة برؤية مبدعة.

طارق تميم يجسّد شخصية مصاب بألزهايمر ببراعة (مايا سعيد)

وتوضح مايا سعيد: «رغبت في أن يدخل المشاهد في ذهن الشخصيتين وأفكارهما. وفي الدقائق الخمس الأخيرة وضعته في مكان الشخص الذي يعاني من مرض الطرف الآخر. أنا شخصياً لم أتحمّل 5 أيام ضاع فيها توازن والدي العقلي. فكيف لهؤلاء الذين يمضون سنوات يساعدون أشخاصاً مصابون بمرض ألزهايمر».

وعن الصعوبة التي واجهتها في إيصال رسالتها ضمن هذا العمل تردّ: «كان همّي إيصال الرسالة من دون سكب الحزن والألم على مشاهدها. فنحن خرجنا للتو من حرب قاسية. وكان ذلك يفوق قدرة اللبناني على التحمّل. من هنا قرّرت أن تطبع الكوميديا العمل، ولكن من دون مبالغة. وفي الوقت نفسه أوصل الرسالة التي أريدها بسلاسة».

يلاحظ مشاهد العمل طيلة فترة العرض أن نوعاً من الشرود الذهني يسكن بطله. وعرف طارق تميم كيف يقولبه بحبكة مثيرة من خلال خبرته الطويلة في العمل المسرحي. وبالتالي كانت سولانج تراك حرفيّة بردّ الكرة له بالأسلوب نفسه. فصار المشاهد في حيرة من أمره. وتُعلّق مايا سعيد في سياق حديثها: «طارق وسولانج ساعداني كثيراً في تلقف صميم الرسالة. فتقمصا الشخصيتين بامتياز بحيث قدماهما أجمل مما كُتب على الورق».

ضمن نص معبّر تدور«5 دقايق» (مايا سعيد)

طيلة عرض المسرحية لن يتوصّل مشاهدها إلى معرفة اسمي الشخصيتين. فيختلط عليه الأمر في كل مرة اعتقد بأنه حفظ اسم أحدهما. وكانت بمثابة حبكة نص متقنة كي يشعر المشاهد بهذه اللخبطة. وتستطرد مايا: «لا شك أن المسرحية تتضمن مفاتيح صغيرة تدلّنا على فحوى الرسالة. والتشابك بالأسماء كان واحداً منها».

حاولت مايا سعيد إيصال معاني عيد الميلاد على طريقتها. وتختم: «لهذا العيد معانٍ كثيرة. وأردتها أن تحمل أبعاداً مختلفة تخصّ الأشخاص الذين نحبّهم حتى لو رحلوا عنّا. فغيابهم يحضر عندنا في مناسبات الفرح. وبهذا الأسلوب قد ننجح في التعبير لهم عن ذكراهم في قلوبنا».