ليبيا: حفتر يتحدث عن «حل وشيك» وحكومة واحدة

TT

ليبيا: حفتر يتحدث عن «حل وشيك» وحكومة واحدة

توقع المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني الليبي»، حدوث ما وصفه بـ«انفراجة وشيكة في الأزمة السياسية في البلاد»، قائلاً إنه «خلال الشهر الجاري سيكون أمام الليبيين حكومة واحدة»، ودون أن يكشف المزيد من التفاصيل.
وبحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية، أكد حفتر خلال كلمة ألقاها مساء أول من أمس، أمام «الملتقى الأول لمستقبل شباب ليبيا بمدينة بنغازي»: «عودة العاصمة طرابلس قريبا لاحتضانها جميع الليبيين»، وشدد على «أهمية تمكين الشباب من الإدارات والمناصب القيادية، وأن يكون لهم دور في مستقبل الأجيال القادمة».
وقال مكتب حفتر في بيان إنه «استمع خلال حضوره إحدى جلسات الملتقى الذي ضم مختلف شرائح الشباب من غرب البلاد وشرقها وجنوبها إلى رؤى وأفكار الشباب وتطلعاتهم لبناء ليبيا المستقبل ومشاركتهم في عملية البناء كونهم عماد الوطن ومستقبله».
ومثّل الملتقى ظهوراً لافتاً سياسيا وإعلاميا لـ«الصديق» النجل الأكبر لحفتر، الذي لعب دورا بارزا في التحضير لفعالياته، كما التقى للمرة الأولى مع المشاركين والتقط الصور الفوتوغرافية معهم. وعُرف عن ابن حفتر عزوفه عن الظهور الإعلامي، على الرغم من أنه يعتبر من أبرز مساعديه لكن من دون منصب رسمي. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد اعتبر أن «ثمة مؤشرات على أن حفتر وفائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في طرابلس، قد يتوصلان لأول مرة إلى حل الخلاف بشأن السيطرة على الجيش وسط جهود للتغلب على الصراع المستمر منذ ثماني سنوات في البلاد».
وقال غوتيريش للصحافيين عندما سُئل عما إذا كان بإمكان الزعيمين التوصل لاتفاق بشأن مسألة القيادة المدنية للجيش: «نرى مؤشرات على أن التناقضات التي لاحظتها يمكن التغلب عليها للمرة الأولى».
وتحاول الأمم المتحدة التوسط إلى اتفاق لتقاسم السلطة بين حفتر والسراج، حيث تتمثل إحدى العقبات الرئيسية فيما إذا كان حفتر بإمكانه قيادة جيش ليبي موحد تحت قيادة مدنية ستشكل جزءا من حكومة وطنية جديدة.
لكن «قوات الجيش الوطني» واصلت مع ذلك إرسال إشارات بشأن اعتزامها التحرك باتجاه تحرير العاصمة الليبية طرابلس من قبضة الميليشيات المسلحة، إذ أكدت الكتيبة 155 مشاة التابعة للجيش الوطني أن عناصرها «جاهزة لتحرير العاصمة طرابلس»، بينما نشرت شعبة الإعلام الحربي لقطات مصورة لدخول الجيش إلى مدينة غريان التي تبعد 80 كيلومتراً جنوبي طرابلس.
وتحدث عميدا بلدية الكفرة، وسبها في تصريحات صحافية عن احتمال أن «يكون دخول الجيش إلى المدينة بترتيب مسبق مع السراج، في إطار الاتفاق غير المعلن تفاصيله بينهما في أبوظبي الشهر الماضي». وعقد بعض قادة الميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس اجتماعا مغلقا مساء أول من أمس، بينما قالت قوة حماية طرابلس التي تتكون من أربع ميليشيات مسلحة موالية لحكومة السراج، إن تصريحات المبعوث الأممي غسان سلامة بخصوص ملف الفساد، أكدت «المطالب السابقة للقوة فيما يتعلق بمحاسبة المسؤولين عن الفساد وبإنهاء الفترات الانتقالية، عبر الذهاب مباشرة إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية خلال العام الجاري».
ومن المقرر وفقا لما أعلنه رئيس الاتحاد الأفريقي موسى فقّي أنّ يعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية الليبية في يوليو (تموز) المقبل في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بهدف «إخراج البلد الغارق في الفوضى من أزمته».
وأشار، خلال مؤتمر صحافي في ختام اجتماع حول ليبيا إلى أنّ ندوة المصالحة الليبية «تمثّل فرصة لليبيين»، واعتبر أنّ «الوقت حان لكي يناقش الأطراف (السياسيون الليبيون) مصير بلدهم».
إلى ذلك، حثت اللجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية، الناخبين على التصويت بكثافة في انتخابات البلديات المقبلة، بعدما انتهت عملية الاقتراع ضمن المرحلة الأولى من الانتخابات والتي شملت 9 بلديات، بدعم من بعثة الأمم المتحدة.
وأوضحت اللجنة التي وجهت أمس رسالة شكر إلى كل الشركاء المحليين والدوليين، أن نسبة التصويت في الانتخابات بلغت 33 في المائة وفقا لما أعلنه موقعها الإلكتروني الرسمي.
لكن رئيس اللجنة سالم بن تاهية قال في مؤتمر صحافي له عقب إغلاق مراكز الاقتراع إن نسبة الإقبال بلغت 38 في المائة تقريبا، مشيراً إلى أن اللجنة المركزية تنتظر انتهاء عمليات الفرز والعد التي تشرف عليها اللجان الفرعية في المناطق المختلفة لإظهار النتائج.
وقال إنه سيتم إجراء انتخابات محلية كل سبت إلى أن يجري 33 مجلسا انتخاباته ثم يتم مواصلة العمل بعد انتهاء شهر رمضان وبذلك يكون قد تم انتخاب كل المجالس. وسجلت المراكز الانتخابية تفاوتا في إقبال الناخبين للإدلاء بأصواتهم، في أول انتخابات محلية نادرة تشهدها البلاد منذ خمس سنوات، لكن لم ترد تقارير عن أعمال عنف أو تخريب. بدورها أبدت بعثة الأمم المتحدة ارتياحها لكون عملية الاقتراع جرت بسلام في تسع بلديات، واعتبرتها إشارة قوية بالتزام الليبيين بانتخاب مجالسهم المحلية بطريقة ديمقراطية.
وأشادت البعثة في بيان لها أمس بالجهود التي بذلتها اللجنة المركزية للانتخابات البلدية في إعداد هذه الانتخابات، معربة عن تطلعها للعمل مع المجالس المنتخبة.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.