ارتفاع جرائم «الكراهية والعنصرية» في أميركا بنسبة 58 %

سجلت الجرائم العنصرية والكراهية ارتفاعا بنسبة 58 في المائة في العامين الماضيين 2017 و2018 عما كانت عليه في العام الأسبق 2016. هذه الحالة المتزايدة في النمو دعت العديد من الجمعيات الحقوقية والمؤسسات المدنية إلى المطالبة بسن تشريعات وقوانين صارمة، وذلك لردع المتطرفين ومكافحة أسباب التزايد المستمر، وهو ما استدعى الكونغرس الأميركي إلى الأخذ به في عين الاعتبار عندما صوّت الأسبوعين الماضيين على قانون يردع الخطابات العنصرية والكراهية. وبحسب وزارة العدل الأميركية فإن معدلات جرائم الكراهية والتطرف ارتفعت خلال العامين الماضيين 2017 و2018 عما كانت عليه في السابق، ونسبت 50 في المائة من تلك الجرائم إلى الأميركان البيض، وبلغت عدد الجرائم العنصرية والكراهية نحو 7200 جريمة، راح ضحيتها أكثر من 8400 شخص، فيما بلغت جرائم الديانات ومراكز العبادة للديانات الإسلامية، اليهودية، والمسيحية أكثر من 1500 جريمة، بنسبة أربعة في المائة من المجموع الكلي لجرائم الكراهية.
وبين التقرير الصادر من وزارة العدل أن المجموع الكلي للجرائم في الولايات المتحدة الأميركية التي سجلتها السلطات الرسمية ومنها مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI لعام 2017 وجزء من 2018 بلغت 16149 جريمة، في زيادة قدرها خمسة في المائة عن العام الماضي من مجموع الجرائم الكلية في أميركا. ولفت التقرير إلى أن جرائم الكراهية بفعل الأفراد أكثر بكثير من جرائم الكراهية بفعل المجموعات، إذ أن جرائم الأفراد بلغت 7106 جرائم، فيما جرائم المجموعات بلغت 69 جريمة، ونسبة المجرمين البيض 50 في المائة، فيما السود 21 في المائة، و19 في المائة من الأقليات الإثنية.
وردّت الرابطة الأميركية لمكافحة التجريم على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي اعتبر أن القومية البيضاء وخطابات الكراهية لا تمثل ازديادا حول العالم، مبينة أن خطابات الدعاية العنصرية لتفوق العنصر الأبيض زادت بنسبة 182 في المائة خلال 2018 عن العام الماضي. وقالت الرابطة إن هناك أدلة أخرى تدل على عودة التعصب القومي للبيض والتطرف اليميني المرتبط بها في أميركا، وهي كثيرة ودلالة ذلك أن 50 جريمة قتل حدثت بسبب متطرفين يمينيين خلال العام الماضي، بزيادة قدرها 35 في المائة عن عام 2017.
فيما ارتفع عدد جماعات الكراهية العاملة في جميع أنحاء الولايات المتحدة إلى مستوى قياسي بلغ 1020 في العام الماضي، حسبما كشف مركز قانون الفقر الجنوبي في فبراير (شباط) 2019. مشيرة إلى أن 2018 تعد السنة الرابعة على التوالي من نمو مجموعة الكراهية، إذ يُعتقد أن معظم الهجمات الإرهابية في الولايات المتحدة في عام 2017 كانت مدفوعة بآيديولوجيات يمينية، ومن بينها 65 حادثاً، تم ربط 37 حادثاً بدوافع عنصرية أو معادية للمسلمين، أو معاداة السامية، أو كره للأجانب. وتعتقد الرابطة الأميركية لمكافحة التجريم وسوء المعاملة أن الخطابات الصادرة من أميركا لها تأثير قوي في الخارج، كما يتضح من هجوم يوم الجمعة في نيوزيلندا. وأوضح جوناثان غرينبلات الرئيس التنفيذي للرابطة أن هجوم نيوزيلندا يبرز الاتجاه الذي تتبعه الخطابات العنصرية، والذي يمثل تهديداً دولياً لا يعرف حدوداً له، ويتم تصديره وعولمته كما لم يحدث من قبل. وأضاف: «إن الكراهية التي أدت إلى العنف في بيتسبرغ وتشارلوتسفيل وأخيراً نيوزيلندا تجد أنصارا جددا في جميع أنحاء العالم، وفي الواقع يبدو أن هذا الهجوم لم يكن يركز فقط على نيوزيلندا، بل كان من المفترض أن يكون له تأثير عالمي».
وكانت مؤسسة تريتون للأبحاث والدراسات الميدانية، أفادت في دراسة لها حول استطلاعات الرأي للمسلمين الأميركيين خلال العام 2016. بأن 85 في المائة من المسلمين ممن شملهم الاستطلاع يرون أن الإسلاموفوبيا والمشاعر العدائية تجاه المسلمين ارتفعت في أميركا عما كانت عليه في السابق، كما رأت نسبة 66 في المائة ممن شملهم الاستطلاع أنهم تعرضوا للتمييز خلال العام الماضي.